أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

محاضرة وثائقية تعيد قراءة تاريخ المدرسة المغامسية ومكانتها العلمية

الدكتور مثنى حارث الضاري: المدرسة المغامسية في البصرة تُعد من أبرز المعالم العلمية في تاريخ العراق، وأسهمت على مدى قرون في نشر العلوم الإسلامية ورعاية طلبة العلم.

عمّان – الرافدين
أوضح الدكتور مثنى حارث الضاري، مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين، خلال محاضرة وثائقية نظمها مجلس الخميس الثقافي في ديوان الهيئة بالعاصمة الأردنية عمّان، أن المدرسة المغامسية في مدينة البصرة تُعد واحدة من أبرز المعالم العلمية في تاريخ العراق، لما أدته من دور محوري في نشر العلوم الإسلامية ورعاية طلبة العلم على امتداد قرون متعاقبة.
وبيّن الدكتور الضاري أن المدرسة المغامسية شكّلت صرحًا علميًا مؤثرًا منذ تأسيسها وحتى اندثارها في القرن الثالث عشر الهجري/الثامن عشر الميلادي، حيث اضطلعت بوظيفة علمية وتعليمية بارزة، إلى جانب مدارس عراقية عريقة أخرى، مثل المدرسة الحِلّلية، والسليمانية، والمحمودية، ومدرسة الشيخ عثمان بن سند، وأسهمت مجتمعة في تشكيل البيئة العلمية لمدينة البصرة ومحيطها.

نخبة من الأكاديميين والمهتمين تشارك في محاضرة لمجلس الخميس الثقافي عن المدرسة المغامسية

وجاءت المحاضرة ضمن أمسية ثقافية حضرها عدد من أبناء الجالية العراقية وضيوف الهيئة، تناول فيها الضاري الأبعاد التاريخية والعلمية للمدرسة، مشيرًا إلى أن الاهتمام بإعادة دراسة هذا الصرح العلمي يندرج ضمن مساعي استعادة الذاكرة العلمية للعراق، وفهم تطور مؤسساته التعليمية والدينية عبر العصور.
وأشار الدكتور الضاري إلى أن المدرسة المغامسية حظيت بحضور لافت في كتب التأريخ العراقية والعثمانية، مبينًا أن البحث في تاريخها يقود إلى تحقيق نسبتها إلى بانيها، وتحديد موقعها الدقيق داخل مدينة البصرة، من خلال استقراء النصوص التأريخية واستنطاق دلالاتها وإشاراتها.
واستعرض الضاري خلال المحاضرة أبرز النصوص المرجعية التي وثّقت المدرسة، من بينها ما ورد في كتاب مطالع السعود للشيخ عثمان بن سند، وتاريخ العراق بعد احتلالين لعباس العزاوي، والتحفة النبهانية للشيخ محمد خليفة النبهاني، فضلًا عن إشارات متعددة في المصادر العثمانية.
وكشف الدكتور الضاري، استنادًا إلى الوثائق الوقفية، أن المدرسة كانت مشيّدة بجوار الجامع الكبير في البصرة المعروف بـ«جامع العرب»، وأن أوقافها كانت مرتبطة بأوقاف الجامع قبل اندماجها بها لاحقًا، بما يؤكد الصلة المكانية والوظيفية بين المؤسستين في تلك المرحلة من تاريخ المدينة.
ويواصل مجلس الخميس الثقافي تنظيم هذه الأمسيات الفكرية والثقافية، في إطار سعيه إلى إحياء القضايا العلمية والتأريخية، وتعزيز الوعي بالتراث الحضاري والمعرفي للعراق، وتسليط الضوء على محطاته العلمية التي شكّلت ركيزة أساسية في تاريخه الفكري والديني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى