أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

المالكي يحذر الصدر: حكومة لا نكون جزءًا منها ستعيد الإرهاب والفساد والتدخلات الخارجية

نوري المالكي يطالب بضمانات لا تقدمه كبش فداء في حفلة إصلاح افتراضية يعلن عنها التيار الصدري فهو على يقين من أن الصدر يفكر فيه باعتباره الصيد الأغلى ثمنًا

بغداد- الرافدين

عزت مصادر سياسية عراقية تهديد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، بعودة الإرهاب والفساد والتدخل الخارجي في الشأن العراقي إن لم يسمح للإطار التنسيقي المشاركة في الحكومة القادمة، إلى خشيته بأن يكون أول كبش فداء يقدمه التيار الصدري، إن كان جادًا لمحاسبة الفاسدين، بمجرد تشكيل الحكومة.

وذكرت المصادر في تصريح لقناة “الرافدين” أن ملفات إهدار أكثر من مائة مليار دولار في الفساد وهزيمة اجتياح الموصل من قبل تنظيم داعش، تقود المالكي المسؤول عنها إلى مقصلة الإعدام.

وطالب المالكي بالتوافق مع التيار الصدري على تشكيل الحكومة وتوزيع حصص الوزارات بين القوى والأحزاب، وألا يتم استهداف الإطار التنسيقي.

وقال في تصريحات تلفزيونية بمثابة “خدمات صحفية مدفوعة الثمن” “الإطار لا يرفض أبدًا المشاركة في الحكومة، وإذا رفض المشاركة في الحكومة سيكون هناك اختلال في العملية السياسية”.

واتهم التحالف الثلاثي المشكل من التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة، بالتسبب بما أسماه “أزمة شيعية”.

المالكي يتهم التحالف الثلاثي بالتسبب بأزمة شيعية

وطالب بالعودة إلى مبدأ الكتلة الأكبر وهي من اختصاص المكون الشيعي وفق المحاصصة الطائفية التي سادت بعد احتلال العراق عام 2003.

ويعدّ نوري المالكي واحدًا من أكثر سياسيي المشهد العراقي الذين يعانون من الازدراء الشعبي، بينما ينظر إليه نشطاء ثورة تشرين بوصفه أكبر “لوردات الفساد والطائفية”.

نشطاء ثورة تشرين يعدون المالكي من أكبر لوردات الفساد والطائفية

ولم يتراجع المالكي عن أن يكون من عرّابي العملية السياسية على الرغم من كل الفشل السياسي الذي طبع حقبته كرئيس للحكومة في دورتين متتاليتين، وعمليات الفساد المتورط، وتسببه بفضيحة سقوط الموصل بيد داعش، وفضيحة شركة المقاولات العسكرية “سالي بورت” التي كشفت عنها صحيفة الـ”ديلي بيست” الأمريكية ودور الرشى التي دفعها المالكي.

ولا يعترف المالكي بأن أيامه انقضت وأحرقت هزيمة الموصل عام 2014 كل ما تبقى من أوراقه. ويخشى رئيس ائتلاف دولة القانون من انهيار تحالف الأحزاب والميليشيات الولائية المدعومة من إيران، مع تعارض المصالح الاقتصادية للقوى الرئيسة فيه مع التيار الصدري.

ويرى مراقبون سياسيون أن التدافع في اتجاه إيران لا بد أن يخلق نوعًا سيّئًا من التنافس. وهو تنافس لم يعد المالكي يملك القدرة على مواجهته. لذلك فإن جلّ ما يأمله أن يبقى في واجهة الأحزاب والميليشيات الولائية ولا يتحوّل إلى رجل الظل المنسيّ.

ويستمر المالكي بالمطالبة بضمانات لا تضر به من خلال تقديمه كبش فداء في حفلة إصلاح افتراضية يعلن عنها التيار الصدري فهو على يقين من أن الصدر يفكر فيه باعتباره الصيد الأغلى ثمنًا فما من إصلاح بالنسبة إلى الصدر إلا ويكون رأس المالكي هو ثمنه.

ويقول الكاتب السياسي العراقي حميد الكفائي “نوري المالكي لم يحقق إنجازًا، بل يمكن القول إن كل مشكلات العراق الحالية، من مجيء داعش إلى تعميق الطائفية وانتشار الفساد وتأسيس الدولة العميقة قد حصلت في عهده الذي دام ثماني سنوات، فلماذا الإتيان بشخص بهذه المواصفات؟”.

الفشل وسقوط الموصل بيد تنظيم داعش يبددان آمال المالكي بدور سياسي مستقبلًا

ويبدو المالكي الذي يرفع اليوم شعار كل شيء أو لا شيء، أضعف مما كان عليه حين انتزع حق كتلة العراقية لإياد علاوي عام 2010، حسب المعلق السياسي جبار المشهداني، فهو يواجه مقتدى الصدر كخصم عنيد مسلح يمكنه الرهان على ثبات جمهوره، فيما يعيش المالكي حالة من الشك والقلق من أقرب أنصاره، لاسيما بعد أن خذلته الدائرة الأقرب إليه حزبيًا وحرسها القديم عام 2014 بترشيح حيدر العبادي بديلًا عنه.

وقال المشهداني “إذا حصل المالكي على دعم إيراني ومن شخص علي خامنئي تحديدا وحصل على عدم ممانعة أميركية وفقًا لصفقة تفاوض بين طهران وواشنطن -وهو احتمال ضعيف حاليا- فقد يستجيب الأكراد لضغوط إيران ومعهم قوى تحالف السيادة ويتحالفون مع العجوز الماكر في إدارة اللعبة السياسية الداخلية عبر أكثر من أربعين عامًا قضاها بين الحجيرة في السيدة زينب بسوريا والقصر الجمهوري في المنطقة الخضراء، بين المعارضة والحكم”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى