أخبار الرافدين
بلاد النهرين عطشىتقارير الرافدين

مواشي العراق مهددة بالانقراض بسبب الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف الحيوانية

%70 من أصحاب الماشية في العراق يضطرون للتخلص من مواشيهم لغياب البيئة الأساسية لتربيتها

بغداد – الرافدين

حذر اتحاد الجمعيات الفلاحية في ديالى من تصاعد المخاطر التي تهدد الثروة الحيوانية في المحافظة بسبب التلوث والتغير المناخي والجفاف الذي يعصف بعد تغيير إيران مسارات الروافد المائية التي يعتمد عليها أصحاب المواشي في تأمين البيئة المناسبة لمواشيهم

وأكد الاتحاد أن 70 في المائة من أصحاب المواشي باعوا حيواناتهم بسبب شحة المياه الصالحة للشرب

رئيس الاتحاد رعد مغامس التميمي قال إن المضاربة في سعر الدولار في الأسواق أضر كثيرًا بمربي المواشي حيث تسبب بارتفاع أسعار الأعلاف إلى الضعف أو أكثر من ذلك بقليل.

وأكد التميمي أن أعدادًا كبيرة من المربين اضطروا إلى بيع مواشيهم بأسعار زهيدة خشية نفوقها لانعدام المقومات الأساسية

ومع شحة الأمطار واتساع التصحر نتيجة الجفاف أعلنت وزارة البيئة أن العراق هو البلد الخامس “عالميًا” الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي

تحذيرات من كارثة بيئية بسبب الجفاف الذي يضرب مساحات واسعة من العراق

وقال نظير عباس الأنصاري الأكاديمي المتخصص بشؤون المياه، إن مؤشرات الجهد المائي تشير إلى 3.7 من 5 الأمر الذي ينذر بالخطر المحدق بالعراق بفقدان المياه الصالحة

وأضاف الأنصاري في تصريح لـ “الرافدين” أن كل الدراسات لواقع الجفاف في العراق تقول إذا استمر العراق على هذه الحالة دون إيجاد حلول ملموسة فمن المحتمل خلال عشر سنوات مقبلة أن يصل الجهد المائي 4.6، بمعنى أن خطر التصحر سيداهم كافة القطاعات الزراعية

وفرطت الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 بالقاعدة الزراعية والصناعية في العراق بسبب الفساد واستحواذ لصوص الدولة على المغانم ولافتقادهم الحس الوطني بالمحافظة على الثروة الوطنية.

وكلما افتقد العراق ثروته الزراعية والحيوانية، تحتم عليه الاستيراد من دول الجوار.

ولم تضع الحكومات منذ عام 2003 أي خطة فعلية لمكافحة الجفاف وشحة المياه ودعم الثروة الحيوانية التي تميز بها العراق عبر تأريخه المعاصر، إلى أن بلغ الوضع أن غالبية المزارعين باعوا مواشيهم بسبب الجفاف وانعدام الأعلاف.

 

غياب الحلول الناجعة لأزمة الجفاف يفاقم من معاناة مربي المواشي في العراق

وقال الكاتب السياسي عبد القادر النايل إن الجفاف والتصحر الذي يعاني منه العراق، جاء نتيجة الاستيلاء الإيراني على حصة العراق المائية من خلال بناء السدود وتغيير مجرى الروافد، وهذا الأمر لم يكن ليحدث البتة لولا تواطؤ الجهات الحكومية معها

وأضاف النايل أن الأهداف الإيرانية تهدف إلى زيادة القوة الشرائية داخل الأراضي العراقية حيث تعد طهران العراق سوقا مهمة لتصريف بضائعها خاصة مع العقوبات المفروضة عليها.

وتتعرض الثروة الحيوانية إلى إهلاك ممنهج من قبل الجهات الحكومية بوسائل متعددة منها عدم اتخاذ إجراءات فعالة لاسترداد الحصص المائية التي استولت عليها إيران.

وقال اقتصادي عراقي لـ”الرافدين” إن “الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 لم تفكر يومًا في انتهاج سلوك اقتصادي رصين يحافظ على المقدرات ويعزز الإنتاج ويدعمه ويطور، وإنما دأبت على وضع حلول ترقيعيه لتهدئة السخط الشعبي”.

وأضاف الاقتصادي مفضلًا عدم ذكر اسمه أن أزمة تلوث مياه الأنهر وجفافها الذي لا يخفى قد ينتج عنه نزاعات عشائرية وصراعات متجددة بين أبناء الوطن الواحد من وقت لآخر لندرة المياه الصالحة. وهذا ما تسعى إليه الجهات الحكومية لإشغال المواطن عن السرقات الكبيرة لمقدارت الشعب العراقي خصوصًا إذا تم وضع التقارير الأممية في الحسبان التي تشير إلى أن 3.5% من الأراضي الزراعية في العراق فقط مزودة بأنظمة ري.

باحثون عراقيون يحملون دول الجوار لاسيما إيران مسؤولية شحة المياه وانعكاساتها السلبية على الثروة الحيوانية

ويقول عمر الشيخلي المختص بعلوم الأحياء والمدير الفني لمنظمة المناخ الأخضر إن التلوث يضرب نوعية المياه التي تصبح غير صالحة للحيوانات.

وأضاف الشيخلي أن الضرر سيؤثر بشكل مباشر على نمو النباتات الطبيعية التي تعتبر أعلافًا طبيعية للجاموس أيضًا.

وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا لأحد المواطنين وهو يسير داخل نهر ديالى حتى المنتصف والماء لم يبلغ نصف ساقه بسبب شحتها ونقصها. وقال “لقد هلكت مواشينا وأراضينا الزراعية أين دور الحكومة في دعمنا؟”.

وفي مقابلات حصرية مع قناة الرافدين قال مربو المواشي إن الجهات الحكومية لم ترسل لهم أي شخصية بصفة رسمية للتباحث معهم حول أزمة ارتفاع أسعار الأعلاف وسبل الحل في ظل غياب الدعم الحكومي لهم منذ احتلال العراق. مشيرين إلى فشل الحكومة في السيطرة على عمليات التهريب الواسعة للمواشي.

وتوقع الكثير من مربي المواشي انقراض الثروة الحيوانية في البلاد خلال سنوات قليلة مع استمرار الصعوبات التي تواجههم وغياب العوامل التي تحفزهم للاستمرار.

وعبر مربو المواشي عن استغرابهم من الإهمال الحكومي الكبير لقطاع الثروة الحيوانية في حين أن الدول الكبرى دومًا ما تعمل على تحسين قطاع الإنتاج وتدعمه بشتى الوسائل الممكنة.

واستهجن أحد المربين استيراد الجهات الحكومية للبضائع الإيرانية غير معلومة المصدر في حين بإمكان ذات الجهات الالتفات إلى مواشيهم وتشغيل قطاع الصناعة مما تنتجه بأثمان أقل من تلك المستوردة وبالجودة التي يرغب بها الناس.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى