أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

حزب الله اللبناني يشكل خلية سيبرانية من العراقيين لاستهداف دول عربية

الحرس الثوري الإيراني يوفر لحزب الله معدات تطوير تكنولوجيا الأسلحة وبناء وحدة إلكترونية لمكافحة التجسس والقرصنة.

إسطنبول- الرافدين

كشفت مجلة “ناشونال انترست” عن دور الحرس الثوري الإيراني في تطوير تكنولوجيا الأسلحة وبناء وحدة إلكترونية لمكافحة التجسس لحزب الله اللبناني، بالتزامن مع الجدل المتصاعد بشأن رفع الحرس من قائمة الإرهاب الأمريكية قبل إعادة الاتفاق النووي مع الغرب، وكشفت المجلة أن العديد من المتدربين السيبرانيين في حزب الله هم من العراق ويدعمون الميلشيا الموالية لإيران.

ويستخدم حزب الله قواته السيبرانية لتوسيع نفوذ إيران الإقليمي من خلال نشر رسائل طهران الاستراتيجية في البلدان غير المستقرة، مثل العراق.

ونقلت المجلة عن مايك فاغنهايم من ميديا لاين “في مكان مثل العراق، حيث المؤسسات الحكومية والإعلامية ضعيفة، يتم تضخيم قوة وسائل الإعلام الاجتماعية بشكل خاص، مما يجعل تدريب حزب الله أكثر قيمة، وأكثر طلبًا من أي وقت مضى”.

وأجمعت مصادر سياسية واقتصادية عراقية على أن تدفق أعداد هائلة من اللبنانيين على العراق، تحت وطأة الحاجة الاقتصادية والبحث عن فرصة عمل، يخفي خلفه مشروعًا سياسيًا يديره حزب الله اللبناني في العراق.

وشددت المصادر في حديث لقناة “الرافدين” على أن العراقيين خريجو الجامعات، يتظاهرون بالآلاف يوميًا أمام الوزارات الحكومية بحثًا عن فرصة عمل، فكيف تسنى للشركات والمؤسسات الحكومية العراقية استيعاب عشرات الآلاف من العمالة اللبنانية.

وبين حزيران 2021 وشباط 2022، دخل أكثر من عشرين ألف لبناني إلى العراق، وفق السلطات في حكومة بغداد، بدون احتساب الزوار الذين يأتون إلى النجف وكربلاء.

السلطات الحكومية: دخول أكثر من عشرين ألف لبناني إلى العراق خلال شهري حزيران 2021 وشباط 2022

وعبر سياسي عراقي عن شكوكه بأن وراء دخول هذا العدد الكبير من اللبنانيين إلى العراق، الحاجة إلى العمل وحده.

وقال إن ثمة من يدير مشروعًا سياسيًا طائفيًا في العراق بتخطيط إيراني وبتنفيذ حزب الله اللبناني وبإدارة كبار قادة الميليشيات في الحشد.

وذكرت المجلة أن الحرس الإيراني وفرت التدريب السيبراني والتكنولوجيا لعملاء حزب الله، اللبناني وساعدت مليشياته على بناء وحدة إلكترونية خاصة بها لمكافحة التجسس.

ونقلت المجلة عن تقرير صادر عن مؤسسة كارنيغي للسلام إلى أنه “لم يكن هناك سوى القليل من الأدلة المسبقة على المشاركة المباشرة للأدوات السيبرانية، بين إيران وحزب الله، لكن بعد انهيار داعش، اتخذ حزب الله عباءة كونه المنظمة الإرهابية الأكثر تطورًا وتأثيرًا في الشرق الأوسط في الفضاء الإلكتروني”.

وتحت إشراف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، فإن الوحدة السيبرانية الجديدة التابعة لحزب الله مكلفة في المقام الأول بجمع المعلومات الاستخبارية وتعزيز الدفاعات السيبرانية لجهاز الأمن الإيراني.

وتشن الوحدة المدعومة من إيران هجمات إلكترونية على أهداف مالية استراتيجية، مثل شركات الغاز والنفط، في دول الخليج، وتشير التقارير إلى أن الوحدة من المرجح أن يكون مقرها في حي الضاحية الجنوبي في بيروت ولديها معدات حواسيب مشابهة لجامعة شريف في طهران.

وقال التحليل إن هجمات حزب الله الإلكترونية لطالما كانت مصدر قلق لحكومات الشرق الأوسط والغرب.

وسبق أن شنت وحدة إلكترونية تابعة لحزب الله، تعرف باسم “سيدار أبو بريانز إيه بي تي”، هجمات لأكثر من عام على شركات الاتصالات ومزودي الإنترنت في مصر والسعودية ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية والإمارات.

وذكرت المجلة أن عملاء سيبر سيدار اللبنانيون قد تمكنوا من اختراق الشبكات الداخلية لشركات، مثل شركة فرونتير كوميونيكيشنز التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها، لجمع بيانات حساسة.

وسبق أن وصفت إدارة الرئيس الامريكي الأسبق باراك أوباما حزب الله بأنه “الجماعة الإرهابية الأكثر قدرة من الناحية الفنية في العالم”.

وتقول المجلة إن حزب الله يمنح طهران القدرة على إنكار تورطها في الهجمات، من خلال دوره كوكيل إلكتروني.

وقال فاغنهايم أن “القوى الأجنبية قد لا تنتقم من الأهداف الإيرانية بعد هجوم إلكتروني بدأه حزب الله، كما أن أصول حزب الله الإستراتيجية هي أهداف محدودة أكثر بكثير وأقل عرضة لخطر الانتقام”.

وقالت المجلة، في عام 2015، أفيد بأن الحكومة الإيرانية قد وسعت ميزانيتها للأمن السيبراني بنسبة 1200 في المئة في فترة عامين، مضيفة إنه “إذا كانت طهران تهدف إلى أن تكون المهيمنة الإقليمية في الشرق الأوسط وتحل محل النفوذ الأمريكي  في المنطقة، فإن تعزيز القدرات السيبرانية للحركات والمنظمات الموالية لإيران في الشرق الأوسط سيكون أداة مهمة للحكومة الإيرانية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى