أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

ميليشيا الحشد تهرب أسلحة إلى روسيا عن طريق إيران

صحيفة الغارديان تنقل عن قيادي في ميليشيا الحشد تأكيده تهريب قذائف وصواريخ مضادة للدبابات من العراق إلى روسيا.

لندن- الرافدين

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن إيران تستخدم أتابعها من الميليشيات في العراق لتهريب أسلحة ومعدات عسكرية عراقية إلى روسيا لاستخدمها في عملية اجتياح أوكرانيا، ونقلت الغارديان عن مصادر سياسية ومخابراتية تأكيدها أن الأسلحة تضمنت قذائف “آر بي جي” وصواريخ مضادة للدبابات وأنظمة إطلاق صواريخ برازيلية التصميم أُرسلت من العراق إلى القوات الروسية.

واستند تقرير الصحيفة البريطانية إلى تصريحات عناصر في ميليشيات الحشد الموالية لإيران وأجهزة مخابرات دول في المنطقة.

ونقلت الغارديان عن مصدر مطلع، يساعد في تنظيم تسليم هذه الأسلحة، تأكيده إن إيران زودت القوات الروسية بنظام “باور 373” الإيراني المضاد للصواريخ، وهو شبيه بنظام “S-300” الروسي.

وأشارت الصحيفة إلى أن استخدام روسيا للأسلحة المهربة يمثل تحولًا كبيرًا في استراتيجيتها، حيث يتعين عليها الاعتماد على إيران، حليفها العسكري في سوريا، بينما تخضع روسيا لعقوبات جراء غزو أوكرانيا.

واعتبرت أن هذه التطورات لها تداعيات كبيرة على اتجاه وحجم تهريب الأسلحة الدولي.

وقال قيادي في ميليشيا الحشد لم يكشف عن أسمه إن قذائف “آر بي جي” وصواريخ مضادة للدبابات، مملوكة لهذه الميليشا المدعومة من إيران، تم نقلها في 26 آذار عبر الحدود البرية من العراق إلى إيران، ثم بحرًا إلى روسيا.

وبحسب القيادي نفسه، أرسل الحشد أيضًا نظامين لإطلاق الصواريخ، مصممين على أساس نظام برازيلي، إلى إيران، في أجزاء منفصلة، في الأول من نيسان الجاري قبل تهريبها إلى روسيا.

وأضاف “لا يهمنا أين تذهب الأسلحة الثقيلة لأننا لسنا بحاجة إليها الآن. أي شيء معادٍ لأمريكا يجعلنا سعداء”.

وتسيطر ميليشيا الحشد على جزء كبير من المنطقة الحدودية مع إيران، مما يجعل صفقة تهريب الاسلحة والمعدات عملية سهلة.

وذكرت الغارديان أن ثلاث سفن شحن قادرة على حمل شحنات أسلحة كهذه، اثنتان تحملان العلم الروسي وواحدة تحمل العلم الإيراني، أبحرت من ميناء أنزلي في بحر قزوين إلى استراخان الروسية.

يذكر أن كميات هائلة من أسلحة الجيش الذي تأسس بعد احتلال العراق عام 2003، التي تزودت به وحداته من قبل القوات الأمريكية قد انتقلت إلى ميليشيا الحشد الشعبي.

وأصبحت البلاد غارقة في السلاح المنفلت بعد أن انتقلت كميات كبيرة من تلك الأسلحة إلى الميليشيات المدعومة من إيران.

وعزا محلل متخصص في شؤون الشرق الأوسط أسباب مساعدة النظام الإيراني لموسكو، إلى إنه إذا تعرض نظام الرئيس فلاديمير بوتين لزعزعة الاستقرار، فسيكون لذلك عواقب بعيدة المدى على إيران، وخاصة في سوريا.

كما أن دولًا أخرى، مثل الصين، حذرة أيضًا بشأن العقوبات المفروضة على روسيا.

وقال مهند حاج علي، الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط “أنظمة إطلاق الصواريخ نوع من الأسلحة المتطورة، ومن شأنها أن تحدث فرقًا كبيرًا على الأرض في أوكرانيا”.

وسبق أن اتهمت أجهزة المخابرات الأوكرانية جورجيا الأسبوع الماضي بمساعدة روسيا في الحصول على معدات عسكرية خاضعة للعقوبات، وهي علامة أخرى على جهود الكرملين لاستخدام الشبكات الدولية لتهريب الأسلحة لصالح قواتها في أوكرانيا.

وقال مسؤولون أمريكيون إن روسيا طلبت من الصين أسلحة عسكرية لدعمها عسكريا في أوكرانيا.

وذكرت وكالة أسوشيتيد برس أن صربيا، حليف روسيا، قد تسلمت نظامًا صينيًا مضادًا للطائرات في عملية سرية.

وقال يورك إيشيك خبير الشؤون البحرية المقيم في إسطنبول “ما يحتاجه الروس في أوكرانيا الآن هو الصواريخ”.

منوهًا إلى أن هذا نوع من التهريب يمكن التقاطه بواسطة الأقمار الصناعية، لكن مثل هذه الأسلحة يمكن نقلها أيضا في صناديق كبيرة وحاويات شحن عادية يصعب كشفها عبر صور الأقمار الصناعية.

وأضاف حاج علي “إذا تعرض نظام بوتين للزعزعة فإن ذلك سيكون له تداعيات هائلة على إيران، لا سيما في سوريا، حيث تعتمد دمشق على الدعم الجوي الروسي والإحداثيات الروسية لتجنب الصراع المباشر بينها وبين إسرائيل”.

جدير بالذكر بان العراق امتنع عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح إدانة غزو روسيا لأوكرانيا، بينما صوتت سوريا ضد القرار.

واعتبر كون كوفلن، محلل شؤون الدفاع في صحيفة الديلي تليغراف البريطانية، روسيا وإيران بأنهما يشكلان محور الشر في العالم اليوم.

وقال كوفلن، وهو أحد كبار زملاء معهد جيتستون، أن مسؤولي الأمن الغربيين يعتقدون أن إيران وروسيا أبرما اتفاق تعاون للعمل معًا لتجنب العقوبات الغربية بمجرد موافقة إدارة جو بايدن على اتفاق نووي جديد.

يذكر أن إيران رسخت نظامًا سريًا للشؤون المصرفية والمالية للتعامل مع عشرات المليارات من الدولارات في تجارة سنوية محظورة وفقًا للعقوبات التي تقودها الولايات المتحدة.

وتتفاوض روسيا وإيران على صفقة أسلحة تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات، تشمل شراء طائرات حربية وغواصات روسية، وموسكو حريصة على ألا يتم التراجع عنها بسبب العقوبات الغربية. وبالتالي، فإن روسيا تتطلع إلى أن تساندها إيران في الالتفاف على العقوبات الغربية.

وفي أعقاب اجتماع مع وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبد اللهيان في الصين مؤخرًا، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن موسكو سوف تتعاون مع طهران لاتخاذ خطوات لتجنب العقوبات الغربية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى