أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

هل استخدمت روسيا الأسلحة الكيمياوية في أوكرانيا؟

كل من روسيا وأوكرانيا عضو في منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التي انقسمت دولها على أسس سياسية بسبب الحرب السورية.

أمستردام : من أنتوني دويتش

عبّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن قلقه من أن تستخدم روسيا أسلحة كيمياوية في الحرب، وورد تقرير غير مؤكد عن استخدامها في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة.

وإنتاج الأسلحة الكيمياوية واستخدامها وتخزينها محظور بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيمياوية المبرمة عام 1997 والتي وقعتها جميع الدول ما عدا مصر وكوريا الشمالية وجنوب السودان التي لم توقّع أو تصدّق عليها. أما الكيان الصهيوني، فقد وقّعها لكنه لم يصادق عليها.

وتشرف على الاتفاقية منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في لاهاي، والتي بوسعها تحديد ما إذا كانت مواد كيماوية سامة قد استخدمت كأسلحة، كما تحدد منذ منتصف 2018 من يفعل ذلك في سوريا.

وبموجب المعاهدة، يحظر استخدام أخطر المواد السامة “المدرجة في الجداول” وسلائفها. ويشمل ذلك غاز السارين وغاز الأعصاب في.إكس وهو من فئة الفوسفور العضوي وغاز نوفيتشوك الذي طوره السوفيت، بالإضافة إلى مادة الريسين السامة وغازات الخردل الكبريتية التي تسبب التقرح.

دول في منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في لاهاي تتهم روسيا بشن هجمات بغاز الأعصاب “نوفيتشوك”

وتعرّف المنظمة مصطلح “المادة الكيميائية السامة” بأنه “أي مادة كيميائية يمكن من خلال مفعولها الكيميائي أن تُحدث وفاة أو عجزًا مؤقتًا أو أضرارًا دائمة للإنسان أو الحيوان”. ويمكن أيضًا لمادة كيميائية غير خاضعة للرقابة مثل الكلور أن تصبح سلاحًا كيمياويًا إذا استخدمت في صراع.

وعلى الرغم من تنديد جماعات حقوق الإنسان به، فإن الفوسفور الأبيض ليس محظورًا بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيمياوية، وكذلك الذخائر العنقودية المدرجة في معاهدة دولية منفصلة.

استُخدم غاز خردل الكبريت لأول مرة على نطاق واسع في مدينة إيبر في بلجيكا خلال الحرب العالمية الأولى، عندما لاقى حوالي 90 ألف شخص حتفهم بسبب التعرض لأسلحة كيمياوية.

وفي عام 1995، أطلقت طائفة في اليابان غاز السارين في مترو أنفاق طوكيو، مما أسفر عن مقتل 13 شخصا ومرض الآلاف.

وبعد عقود من قلة استخدامها، كانت براميل الكلور المتفجرة والسارين من الأسلحة التي ظهرت في ساحة المعركة خلال الحرب التي شنها النظام على المدن التي تسيطر عليها المعارضة السورية، مما أسفر عن سقوط الآلاف بين قتيل ومصاب. وهناك ما يقرب من 150 حالة قيد التحقيق من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، وتم تأكيد استخدام أسلحة محظورة في 20 حالة.

وتبين أن القوات السورية المدعومة من روسيا استخدمت أسلحة كيمياوية لقمع الثورة السورية، كما استعان بها مقاتلو تنظيم داعش وإن كان بدرجة أقل.

وتنفي روسيا وسوريا استخدام أسلحة كيمياوية وتلقي باللوم على فصائل المعارضة المسلحة والمعارضين السياسيين. وتقول الدولتان أيضا إنه تم تلفيق الهجمات لإدانتهما.

وكان أكبر هجوم منفرد في سوريا في آب 2013 في الغوطة الواقعة في ضواحي دمشق، عندما قُتل المئات في هجوم بغاز السارين ألقت الحكومات الغربية باللوم فيه على قوات الحكومة السورية.

منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية تؤكد استخدام نظام الأسد للأسلحة المحرمة دوليًا

واتهمت دول في منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية روسيا في هجومين بغاز الأعصاب نوفيتشوك، أحدهما على ضابط المخابرات العسكرية الروسية السابق سيرجي سكريبال وابنته في بريطانيا في آذار 2018، والآخر على أليكسي نافالني، أحد منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في سيبيريا في آب 2020.

وفي نيسان 2021، جردت الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية سوريا من حق التصويت بعدما تبين أن قواتها استخدمت غازات سامة مرارًا وتكرارًا خلال الحرب. ولم تكن دمشق قد أبلغت عن عدة مواد محظورة عثر عليها المفتشون.

وقالت كييف الثلاثاء إنها تتحرى أمر تقارير تفيد بأن القوات الروسية استخدمت أسلحة كيمياوية في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة.

وكانت أوكرانيا، قد أبدت من قبل مخاوف من احتمال استخدام القوات الروسية مواد كيمياوية محظورة، كما عبّرت الولايات المتحدة عن نفس القلق. ولم تقدم أي منهما أدلة تدعم هذه المخاوف.

ودمرت روسيا رسميا أطنانا من الأسلحة الكيمياوية التي أبلغت بها منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية. لكن موسكو اشتبكت مرارًا مع الحكومات الغربية التي حمّلتها مسؤولية الهجومين على سكريبال ونافالني.

وفي تشرين الأول، دعا 45 من أعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية روسيا إلى توضيح دورها المزعوم في تسميم نافالني، وهو ما نفت موسكو أيضا ضلوعها فيه.

وأُضيف غاز نوفيتشوك، الذي تم تطويره في سبعينيات القرن الماضي بالاتحاد السوفيتي، إلى قائمة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للمواد الكيمياوية المدرجة في الجداول وتقرر حظره في  تموز 2020.

وكل من روسيا وأوكرانيا عضو في منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التي انقسمت دولها على أسس سياسية بسبب الحرب السورية. وسعت موسكو للحد من سلطة المنظمة في تحديد هوية مرتكبي الهجمات بالأسلحة الكيمياوية، وذلك في كل من لاهاي والأمم المتحدة.

وتبرعت الولايات المتحدة بمبلغ 250 ألف دولار لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية ضمن جهود تزويد أوكرانيا بالإمدادات والمعدات في حالة استخدام روسيا أسلحة كيمياوية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى