أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

لعبة المساومات على مستقبل العراق مستمرة بين واشنطن وطهران بتعيين سفيرة أمريكية جديدة

إدارة الرئيس جو بايدن تنقل ألينا رومانوسكي من الكويت إلى العراق لتكون سفيرة مفوضة فوق العادة.

بغداد- الرافدين

يتساءل مراقبون سياسيون عن دلالة نقل السفيرة الأمريكية في الكويت ألينا رومانوسكي، لتكون سفيرة مفوضة فوق العادة إلى العراق، لتحل محل السفير ماثيو تولر.

ويستبعد المراقبون أن تضع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن العراق في أولويات سياسته الخارجية، لا سيما وان إدارة البيت الأبيض تؤكد ان الشرق الأوسط لم يعد أولوية حيال خططها نحو روسيا والصين وخصوصا بعد الحرب الأوكرانية.

لكن مصدر سياسي عراقي أكد أن إدارة واشنطن تضع الملف العراقي على طاولة الحوار مع إيران قبل العودة للاتفاق النووي وإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب السوداء.

وقال المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” “ان ملف العراق صار لعبة مساومات بين واشنطن وطهران، ولا يمكن لأي من الطرفين التخلي عنه، فطهران تحرك ميليشياتها الطائفية كلما كانت الحاجة لبعث رسائل إلى واشنطن، كما تفعل في قصف المعسكرات ومبنى السفارات، بينما واشنطن تعرف ان تشكيل حكومة في العراق خاضعة لإيران، استراتيجية مستمرة لطهران لذلك تتعمد فتح وغلق هذا الملف حسب حاجة المساومة مع إيران على مصلحة العراقيين الوطنية”.

وعبر المصدر عن الاستياء المتصاعد في الأوساط السياسية الوطنية والشعبية العراقية وهي ترى أن مصير البلاد يحسم في دوائر طهران وواشنطن، فيما لا يكون للعراقيين الوطنيين دور في صناعة مستقبل بلدهم.

ورفضت رومانوسكي التسريبات التي تحدثت عن توبيخها بعد قرار نقلها كسفيرة أمريكية من الكويت إلى بغداد، وقالت في مؤتمر صحفي عقدته في الكويت الأحد “انتقالي لتمثيل بلادي في العراق ليس عقوبة، فالعراق دولة مهمة وأولوية في السياسة الخارجية الأمريكية، والعديد من السفراء الذين خدموا بالكويت عملوا في العراق، وتمت تسميتي من قبل الرئيس جو بايدن بسبب خبرتي الكبيرة في المنطقة والتي عملت بها لنحو 40 عاما، كما انني تنقلت في وكالات عدة خلال هذه السنوات”.

وأضافت “اختياري لأكون سفيرة لبلادي في العراق يعود إلى ما كنت أفعله وما فعلته بالكويت، والذي كان واضحا في تعزيز مصالح الأمن القومي الأمريكي هنا وبناء وتوسيع علاقتنا”.

وشددت على أن عميلة انتقالها للعراق تحتاج إلى وقت وإجراءات معقدة، معبرة عن أملها أن يتم انجاز هذا الأمر قبل نهاية العام 2022.

وعن مخاوفها من العمل في العراق في ظل الظروف المتردية التي تمر بها البلاد، قالت “لطالما عشقت التحديات، وأستمتع دائما عندما أتمكن من إيجاد الحلول لها، كما أتمنى استغلال الكثير من تجاربي المهنية في أداء هذه المهمة عند الموافقة على ترشيحي لهذا المنصب”.

وعن دور إيران في المنطقة وتحريك أذرعها من الميليشيات الطائفية في العراق ولبنان واليمن، قالت رومانوسكي إن ” هدف بلادها هو عدم حصول إيران على سلاح نووي، مشددة على أن طهران تقوم بدور مزعزع للأمن في المنطقة ونتشاور مع شركائنا وحلفائنا في المنطقة وأوروبا والروس والصينيين ونعلم أن الوقت يداهمنا وعلينا أن نقرر سريعا ما إذا كنا سنعود للاتفاق النووي أم لا في ظل هذا الوقت الدقيق والحساس”.

إلا أن المؤشرات السياسية تؤكد أن إدارة الرئيس بايدن تساهلت أكثر مما ينبغي لإرضاء إيران كدولة مارقة في المنطقة لا تتردد بدعم ميليشياتها التي تقوم بعمليات إرهابية بقصف المنشاة النفطية في السعودية والإمارات.

ولا يعرف بعد أن كانت رومانوسكي تعمل على دور سياسي في التطبيع بين العراق والكيان الصهيوني، خصوصا وإنها ساهمت منذ عام 2003 في تأسيس مكتب مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية التي تدخل الكيان الصهيوني طرفا فيها.

كما درست ألينا رومانوسكي في جامعة “تل أبيب” العربية والعبرية، وتتحدث اللغة الفرنسية إضافة إلى لغتها الأم الإنجليزية.

وكان بيان البيت الأبيض قد ذكر أن السفيرة رومانوسكي وعلى مدار أربعين عاما قضتها في الخدمة بمؤسسات أمريكية حكومية مختلفة تمكنت من أن تصبح خبيرة في شؤون الشرق الأوسط.

وتولت رومانوسكي منصبها سفيرة للولايات المتحدة لدى الكويت في 2020، وقبل تعيينها عملت نائبة المنسق الرئيسي لوزارة الخارجية لمكافحة الإرهاب (2016-2020)، حيث أشرفت على تنسيق وتكامل أهداف سياسة مكافحة الإرهاب وتطوير وتنفيذ برامج المساعدة الأمريكية وبناء القدرات لمكافحة الإرهاب مع شركاء الولايات المتحدة الرئيسيين.

وعملت في وزارة الخارجية سابقاً كمنسق للمساعدة الأمريكية لأوروبا وأوراسيا (2015-2016).

 

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى