أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

أردوغان يكشف ازدواجية حكومة الكاظمي: بغداد تدعم ضرب مواقع المتمردين الأكراد في شمال العراق

فيان دخيل: الفساد في المؤسسات العسكرية والأمنية ببغداد هو سبب ما حل في سنجار أو الموصل أو تلعفر وقدوم (بي كا كا) وازدياد مشاكلنا.

إسطنبول– الرافدين

كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء أن الحكومة في بغداد تدعم الحملة العسكرية التي تشنها تركيا ضد حزب العمال الكردستاني “بي كاكا” في شمال العراق.

وتأتي تصريحات الرئيس التركي غداة استدعاء بغداد السفير التركي لدى العراق لإبلاغه احتجاجًا رسميًا على الحملة العسكرية التي أطلقها إردوغان مؤخرًا. الأمر الذي يكشف الازدواجية داخل مصدر القرار الحكومي في بغداد.

وكانت القوات المسلّحة التركية قد أفادت بمقتل اثنين من جنودها وعشرات المتمردين الأكراد منذ أن بدأت الأحد حملة عسكرية جديدة في شمال العراق هي الثالثة منذ العام 2020.

وقال أردوغان خلال اجتماع لنواب حزبه “إن بغداد وقادة المنطقة الكردية المتمتّعة بحكم ذاتي وعاصمتها إربيل يدعمون الحملة العسكرية التي تشنها تركيا برًا وجوًا”.

وتابع “أشكر الحكومة المركزية في العراق والإدارة الإقليمية على دعمهما للمعركة التي نخوضها ضد الإرهاب”.

وأضاف “أتمنى التوفيق لجنودنا الأبطال المنخرطين في هذه العملية التي نخوضها بتعاون وثيق مع الحكومة العراقية المركزية والإدارة الإقليمية في شمال العراق”.

مقتل 30 عنصرًا من حزب العمال الكردستاني “بي كا كا” خلال عملية “قفل المخلب” شمالي العراق

وتأتي عملية “قفل المخلب” حسب التسمية التركية بعد ثلاثة أيام من زيارة أجراها رئيس حكومة كردستان العراق، مسرور البارزاني إلى أنقرة، حيث التقى أردوغان ورئيس الاستخبارات التركية، حقان فيدان، وهذا ما “قد يشي بحالة تنسيق قد تم الاتفاق عليها”.

وقال البارزاني عقب محادثاته مع أردوغان إنه يرحّب “بتوسيع التعاون لتعزيز الأمن والاستقرار” في شمال العراق.

في غضون ذلك قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده إذا لم تطلق عمليات ضد تنظيم “بي كا كا” الإرهابي في الخارج اليوم، فإنها قد تضطر لمواجهته داخل حدودها في المستقبل.

وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأربعاء، تحييد 30 إرهابيا منذ انطلاق عملية “قفل المخلب” الجارية ضد حزب العمال الكردستاني شمالي العراق.

وقال أكار في تصريحات للصحفيين، إن العملية مستمرة بنجاح وفق الخطة، وإنه تم تحقيق أهداف المرحلة الأولى من العملية رغم الظروف الجوية القاسية والتضاريس الوعرة.

جدير بالذكر أن السلطات التركية وقعت اتفاقية مع السلطات العراقية منذ سنوات يسمح لقواتها التوغل إلى مسافة محدودة داخل الأراضي العراقية لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني “بي كا كا”، ولازالت هذه الاتفاقية سارية المفعول.

ويعرب محلّلون عن اعتقادهم بأن السياسيين في العراق وعلى الرغم من تقدّمهم باحتجاجات رسمية سعداء في قرارة أنفسهم بالجهود التي تبذلها تركيا لمعاقبة مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

وتصنّف أنقرة وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.

ويشن حزب العمال الكردستاني تمرّدا ضد الدولة التركية منذ العام 1984 أوقع عشرات آلاف القتلى.

لكن مسؤولين في بغداد يبدون علنًا استياءهم إزاء الحملة العسكرية التركية في المنطقة الجبلية في شمال العراق. لكن في السر يرسلون موافقتهم إلى تركيا، وهو نفس الأمر يحدث مع إيران عندما قصفت مدينة أربيل قبل أسابيع.

ويرى مراقبون سياسيون أن الحديث عن “السيادة العراقية” مجرد لغو فارغ لأن نفس المسؤولين في حكومة المنطقة الخضراء مارسوا صمتًا معيبًا عندما قصفت قوات الحرس الإيراني أربيل بالصواريخ قبل أسابيع.

وقال الخبير العسكري التركي، إسماعيل حقي بيكين، إن “أهداف عملية قفل المخلب تم تحديدها منذ زمن بعيد”.

وتطرق إلى “نقطة مهمة”، بحسب تعبيره، وهي أن جزء من العملية الحالية قد يكون مرتبطا بضرورة “تأمين أنابيب النفط والغاز في شمال العراق باتجاه تركيا”، مضيفًا “يجب ضمان الاستقرار حتى يمر الغاز الطبيعي”.

وقالت المتحدثة باسم كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في مجلس النواب، فيان دخيل، إن الفساد في المؤسسات العسكرية والأمنية ببغداد هو سبب ما حل في سنجار و الموصل و تلعفر وكل المنطقة بعد انهيار الجيش عندما هاجم داعش في العام 2014، وهذا الفساد كان سبب قدوم عناصر حزب العمال الكردستاني وازدياد مشاكلنا مع (بي كا كا) الذي يرفض الآن الرحيل عن أرضنا، ويبدو أن هناك مخططات أو أيادي تمنع تنفيذ اتفاق سنجار.

وأشارت دخيل في تصريحات صحفية، إلى أن “مسألة سنجار سياسية، وأكثر من ذلك هي مسألة أمنية، المسلحون المتواجدون هناك الآن تسببوا في مشكلة كبرى للأهالي المدنيين في سنجار، لا يستطيع أهلنا العودة إلى هناك بوجود كل تلك الفصائل المسلحة المختلفة هناك”.

وأضافت أنه لو “كانت هناك إرادة سياسية حقيقية من جانب بغداد، فلا أرى أن يكون صعبًا جدًا طرد هذه العناصر من أراضينا، فـ(بي كا كا) منظمة غريبة عن المنطقة جاءت واستقرت في سنجار، وفي الواقع يخلق عناصر حزب العمال الكردستاني الكثير من المشاكل السياسية والأمنية والاجتماعية لنا نحن الإيزديين وبقية أهالي سنجار”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى