أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

الأمير تركي الفيصل: واشنطن خذلتنا بشأن تهديدات الحوثيين

الرئيس السابق للمخابرات السعودية يؤكد أن الوقت الحالي يمثل لحظة هبوط في علاقة الرياض بواشنطن منذ أن قال بايدن إنه سيجعل السعودية منبوذة.

دبي – قال الأمير تركي الفيصل العضو البارز في العائلة الحاكمة السعودية والرئيس السابق للمخابرات، إن السعودية تشعر بأن الولايات المتحدة خذلتها فيما يتعلق بالتعامل مع التهديدات الأمنية التي تشكلها ميليشيا الحوثي اليمنية المدعومة من إيران على المملكة والمنطقة بأسرها.

وقال الأمير تركي “السعوديون كانوا يعتبرون هذه العلاقة استراتيجية لكنهم يشعرون بخيبة أمل في وقت كنا نعتقد أنه يجب أن تكون الولايات المتحدة والسعودية معا في مواجهة ما نعتبره خطرا مشتركا لاستقرار وأمن المنطقة”.

وجاءت تصريحاته في مقابلة عبر الفيديو مع صحيفة “آراب نيوز” السعودية التي تصدر باللغة الإنجليزية ونشرت الاثنين.

وانزعجت السعودية والإمارات، اللتان تعتمدان على مظلة أمنية أمريكية، مما اعتبره البلدان تراجعا في الالتزام الأمريكي تجاه المنطقة. وألقى الصراع الدائر في أوكرانيا الضوء على التوتر مع مقاومة الدول الخليجية المنتجة للنفط دعوات للمساعدة في عزل روسيا وضخ المزيد من النفط لتهدئة الأسعار.

وقال الأمير تركي “كانت هناك أوقات صعود وهبوط في العلاقات على مر السنين، وربما يمثل الوقت الحالي لحظة هبوط خاصة منذ أن قال الرئيس الأمريكي في حملته الانتخابية إنه سيجعل السعودية منبوذة وبالطبع بدأ في تنفيذ ما قاله”.

وذكر الأمير تركي، الذي عمل سفيرا لدى واشنطن، أيضا قرار الرئيس بايدن وقف الدعم لعمليات التحالف في اليمن وعدم مقابلته ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وسحبه “في إحدى المراحل” للمنظومات الأمريكية المضادة للصواريخ من المملكة، وهي أكبر دولة مُصدرة للنفط في العالم.

وقال دبلوماسيون غربيون إن الولايات المتحدة زادت في الأشهر الأخيرة دعمها العسكري للسعودية في محاولة لتحسين العلاقات.

ولا يتولى الأمير تركي أي منصب حكومي الآن لكنه يتمتع بنفوذ باعتباره رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

وسبق أن طالب الأمير تركي واشنطن بعدم سحب منظومة الصواريخ الدفاعية “ثاد”، من السعودية.

وقال إن بلاده تفضل المساعدة الأميركية، إلا أنه ألمح إلى أن الرياض طلبت “دعما آخر” لتعزيز دفاعاتها الجوية ضد الهجمات الإيرانية والحوثية.

وإذا لم تتمكن الرياض من الاعتماد على الولايات المتحدة للحصول على تكنولوجيا الدفاع الجوي والدعم، فقد تلجأ إلى خصوم واشنطن للحصول عليها من أجل مواجهة التهديدات.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد أكد لنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن الولايات المتحدة ملتزمة بالوقوف إلى جانب السعودية إثر هجوم للحوثيين على مدينة أبها.

وأعرب بلينكن عن التزام الولايات المتحدة القوي بشراكتها الاستراتيجية الطويلة مع المملكة العربية السعودية، ومساعدتها في الدفاع عن شعبها وأراضيها.

وقال الأمير تركي الفيصل إن السعودية تريد أن ترى التزاما من قبل واشنطن تجاهها.

وأوضح أن الالتزام يتمثل “على سبيل المثال، بعدم سحب منظومة الصواريخ من السعودية، في الوقت الذي تقع فيه السعودية ضحية لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة، ليس فقط من اليمن، بل أيضا من إيران”.

وذكرت مصادر سياسية سعودية أن طلب بلادها دعما آخر، سيكون فرصة للقيادة السعودية لامتلاك زمام المبادرة في إحداث توازن عسكري ونووي مع إيران، في سياق رؤية تقوم على تنويع المصادر والشركاء، وهو ما عكسته اتفاقيات سابقة للسعودية مع فرنسا وروسيا وكوريا الجنوبية.

ويرى سعوديون أن الاعتماد على الدعم الأميركي أمر مؤقت، وأن عليهم الاعتماد على إمكانياتهم الذاتية في حماية أمنهم القومي، وكذلك الأمن الخليجي، من الخطر الإيراني.

وتحاول الرياض اللحاق بركب التنمية النووية الإيرانية، بالإضافة إلى قدراتها الفضائية والصاروخية الباليستية وامتلاكها الطائرات ذاتية القيادة.

 

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى