أخبار الرافدين
تقارير الرافديندولية

ملف الاتفاق النووي الإيراني لن يظل مفتوحا للأبد على طاولة المفاوضات

وزارة الخارجية الفرنسية: باريس على غرار شركائها، لن تقبل أن تمتلك إيران قدرة نووية عسكرية.

باريس – اعتبرت فرنسا الأربعاء أنّه سيكون “خطأً جسيماً وخطيراً” أن يظنّ البعض أنّ مشروع الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني سيظلّ “إلى الأبد على الطاولة”، في تحذير يأتي بينما تراوح مكانها المفاوضات حول هذا الملف بين الدول الكبرى والجمهورية الإسلامية.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية خلال مؤتمر صحافي افتراضي إنّ “فرنسا، على غرار شركائها، لن تقبل أن تمتلك إيران قدرة نووية عسكرية. ندعو الأطراف إلى انتهاج مقاربة مسؤولة واتّخاذ القرارات اللازمة بشكل عاجل لإبرام هذا الاتفاق”.
وأضافت “سيكون خطأ جسيماً وخطيراً اعتبار أنّ (الاتفاق) يمكن أن يبقى على الطاولة إلى الأبد، في وقت يستمر فيه تقدّم البرنامج النووي الإيراني بنفس الوتيرة السريعة، الأمر الذي يهدد بتجريد الاتفاق من ميزاته في منع الانتشار النووي”.
و”خطة العمل الشاملة المشتركة”، أي الاتفاق الذي أبرمته إيران مع الدول الكبرى في 2015 والذي فرض قيودًا صارمة على برنامجها النووي في مقابل رفع العقوبات الدولية عنها، باتت في حكم الملغاة منذ انسحبت الولايات المتحدة منها أحادياً في 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب، ما دفع بايران للتراجع تدريجياً عن التزاماتها النووية.
وأعطى انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن الأمل بإحياء الاتفاقية، لكنّ المفاوضات بين الدول الكبرى وإيران توقفت قبل شهرين على الرغم من أن مسودة النص بدت جاهزة للتوقيع.
ومن أسباب التعطيل مطالبة طهران بإزالة الحرس الثوري من القائمة الأمريكية السوداء لـ”المنظمات الإرهابية الأجنبية”. لكن واشنطن تقول إن هذه العقوبة التي قررها دونالد ترامب بعد الانسحاب من الاتفاق لا علاقة لها بالملف النووي ولا يمكن مناقشتها في إطار هذه المفاوضات.
وأتى الموقف الفرنسي بعيد تحذير الموفد الأمريكي المكلّف ملف المفاوضات النووية مع إيران روب مالي من أنّ فرص فشل محادثات إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني تتجاوز إمكانية نجاحها، متعهّدا عدم التراجع عن الضغط على طهران في حال تمسّكت بمطالبها.
لكنّ مالي، الذي قاد محادثات غير مباشرة مع إيران في فيينا على مدى أكثر من عام، قال لأعضاء مجلس الشيوخ إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ما زالت تدعم اتفاق 2015 النووي وهي على استعداد لرفع العقوبات إذا نجحت في التوصل إلى اتفاق لإحيائه.
وحذر خبراء عسكريون ومحللون سياسيون من أن الشرق الأوسط سيصبح ميدان صراع مستعر بمجرد أن تمضي إيران قدماً نحو تطوير أو نشر سلاح نووي.
وأجمع الخبراء على أن جيران إيران العرب وخصوصاً المملكة العربية السعودية، لن يقفوا متفرجين على إيران النووية.
وأشاروا إلى أن أي هجمات على إيران، لن تكتفي طهران بامتصاصها من دون رد عنيف عبر ميليشياتها في المنطقة. مؤكدين أن لدى طهران أكبر ترسانة صواريخ في الشرق الأوسط وبإمكان عدد منها أن يصل إلى مدن مختلفة بما فيها الأراضي الفلسطينية.
وتوجد في سوريا قواعد للحرس الثوري قادرة على توجيه صواريخها باتجاه المراكز “الإسرائيلية”.
وستحرك طهران أدواتها في المنطقة من حزب الله في لبنان والميليشيات التي تسيطر عليها في العراق لتوجيه صواريخ وطائرات مسيرة الى دول الخليج العربي.
وطالب الباحثان في أسلحة الدمار الشامل وشؤون الشرق الأوسط في مؤسسة هيريتدج الأمريكية، بيتر بروكس وجيمس فيليبس، لوضع خطة التعامل مع إيران النووية.
وأشار بروكس وفيليبس في دراسة مشتركة إلى أن مفاوضات إدارة الرئيس جو بايدن مع النظام الإيراني بشأن برنامجه النووي ذي التهديد المتزايد على وشك الانهيار.
وما يثير القلق أيضاً وفقاً للباحثين إدلاء وزير الخارجية أنتوني بلينكن بشهادة أمام الكونغرس مؤخراً قال فيها إن إيران قد تنجز تخصيب اليورانيوم الذي تحتاج إليه لصنع قنبلة نووية في بضعة أسابيع إذا ارادت ذلك.
ورفضت إيران ما وعد به فريق بايدن من “إطالة وتعزيز” الاتفاق النووي. يعني هذا أن اندلاع أزمة نووية مستقبلية مع النظام الإيراني يبقى احتمالاً قائما، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق غير مقبول من دول المنطقة التي تحذر من الخطر الإيراني.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى