أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

ميليشيا الحوثي تنتظر إشارة طهران لتمديد الهدنة أو إنهائها

الحكومة اليمنية: ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تفتقر إلى الجدية بالالتزام بالهدنة، واستمرار انتهاكها لوقف إطلاق النار.

إسطنبول- تخشى الأمم المتحدة وأطراف الحرب اليمنية العودة إلى واقع ما قبل إعلان الهدنة “المؤقتة”، وعودة التصعيد العسكري، وتضاؤل فرص إحلال السلام، بعد نحو ثماني سنوات من الحرب التي أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية معاصرة.
وأسفرت الحرب في اليمن عن مقتل أكثر من 377 ألف شخص، وخسائر اقتصادية تعدت 125 مليار دولار، وفق تقارير الأمم المتحدة.
وحثت الأمم المتحدة الأطراف اليمنية على تقديم “تنازلات لتمديد الهدنة” لتجنب كل ما من شأنه عرقلة الجهود الدولية لإنهاء الحرب، التي تعتقد الأمم المتحدة بأن الأهم في هذه المرحلة “بناء الثقة” بين تلك الأطراف بجهود أممية.
وكشف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن الدولي في السابع عشر من أيار الجاري، عن مشاورات يجريها مع “جميع الأطراف اليمنية لتهيئة الأجواء لاستئناف مفاوضات السلام، والتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب التي دخلت عامها الثامن بمشاركة مختلف الأطراف”، وطالب مجلس الأمن الدولي بدعم جهوده الخاصة بتمديد الهدنة الإنسانية.
رغم كل شيء، فإن الهدنة المؤقتة التي أعلنت في الثاني من نيسان الماضي، وتنتهي في الثاني من حزيران، ما لم تُمدد، نجحت في وقف الأعمال القتالية وعدم تسجيل أي غارات جوية للتحالف العربي عبر الحدود، وكذلك تخفيف معاناة السكان المحليين، وعودة الرحلات الجوية إلى الأردن من مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة الحوثيين.
وترى الحكومة اليمنية المعترف بها من الأمم المتحدة، أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تفتقر إلى الجدية اللازمة بالالتزام بالهدنة وبنودها، واستمرار انتهاكها لوقف إطلاق النار.
ومع اقتراب موعد انتهاء الهدنة المؤقتة التي هي أول وقف للقتال على مستوى البلاد منذ عام 2016 حتى الآن، يعتقد خبراء أن الهدنة صمدت رغم محاولات ميليشيا الحوثي خرقها.
واتهم الجيش اليمني الحوثيين بـ 194 خرقاً للهدنة في مختلف الجبهات خلال ثلاثة أيام، إلى جانب الدفع بتعزيزات عسكرية مكثفة، مع تحليق مستمر للمُسيرات الاستطلاعية.
وأعلن الجيش اليمني تسجيل ألفين و473 خرقا للهدنة خلال الشهر الأول من الهدنة، توزعت على محاولات تسلل، وقصف بالصواريخ والطائرات المسيرة، وإطلاق نار، واستحداث مواقع دفاعية وتحصينات إضافية على خطوط التماس.
وتعتمد إجراءات بناء الثقة على ثلاث نقاط أساسية حددتها الأمم المتحدة، نجحت في تحقيق اثنتين منها، مرور شحنات الوقود إلى ميناء الحديدة، حيث تحدثت وسائل إعلام عن وصول 11 سفينة على الأقل إلى الميناء، وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الجوية إلى الأردن.
فيما لم تنجح في تحقيق ما يتعلق بملف فك الحصار عن مدينة تعز، وإعادة فتح الطرق المؤدية إليها حيث تحاصرها جماعة الحوثي منذ عام 2016.
وتحاول الأمم المتحدة الضغط على جماعة الحوثي للالتزام بالنقاط الأساسية الثلاث المعتمدة لبناء الثقة بين طرفي الحرب.
وتربط جماعة الحوثي بين تمديد الهدنة والتزام ما تسميه “تحالف دول العدوان” ببنود الاتفاق، وتطالب الأمم المتحدة بلعب دور أكبر ينسجم مع واجبها بصفتها راعية اتفاق الهدنة المؤقتة، في حين تبدو الحكومة اليمنية موافقة على تمديد الهدنة دون مزيد من الشروط باستثناء ضمانات من الأمم المتحدة بالتزام الحوثيين بالهدنة وعدم خرق بنودها.
وباستثناء تيار داخل جماعة الحوثي يسعى لعرقلة تنفيذ الهدنة أو تمديدها، فان المؤشرات على الأرض تكشف ان مصدر القرار في تمديد الهدنة أو انهائها يأتي من طهران وهي تستخدم الحوثيين كورقة في المفاوضات مع السعودية التي تجري منذ شهور من دون التوصل الى اتفاق بين طهران والرياض.
إلى جانب ذلك، فإن التقدم العسكري الميداني الذي حققته جماعة الحوثي في 2021، لم يحافظ على زخمه المفترض، بل تراجع الأداء العسكري للجماعة طوال الأشهر الماضية، بعد معارك شبوة ومأرب، والخسائر الكبيرة المادية والبشرية التي منيت بها قواتها، وخسارتها بعض المواقع الحيوية في المنطقة.
وأعلنت القوات اليمنية بداية العام سيطرتها على محافظة شبوة الغنية بالنفط وطرد الحوثيين منها.
بينما فشل الحوثيون بعد أكثر من عام من القتال في التقدم نحو مركز محافظة مأرب لاستكمال السيطرة على كامل الشمال اليمني، مع الإقرار بتحقيق بعض المكاسب الميدانية، لكنها لم تكن مكاسب ذات أثر في تغيير الواقع الميداني لصالح الجماعة.
ووفق تصريحات المبعوث الأممي، فإن استراتيجيات المرحلة المقبلة ستركز على العمل مع جميع الأطراف اليمنية، لبناء الثقة والحفاظ على الهدنة وتمديدها، لتكون جزءا من عملية سلام متعددة المسارات، سيعلن عنها وفق ما توصلت إليه الأمم المتحدة من قناعات، عبر حزمة لقاءات أجرتها مع مختلف الأطراف اليمنية، بعضها في العاصمة الأردنية والأخرى في سلطنة عُمان وفي صنعاء أيضا.
وتحظى الهدنة في اليمن بدعم غير محدود من الولايات المتحدة التي تبذل ما يلزم من جهود لتثبيتها، ومواصلة العمل مع الحكومة اليمنية للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار يتبعه اتفاق سياسي.
ويؤكد رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، أن حكومته وتحالف دعم الشرعية نفذا كافة التزاماتهما الإنسانية والعسكرية المنصوص عليها في اتفاق الهدنة المؤقتة، مع استمرار “تعنت جماعة الحوثي إزاء تعهداتها”.
ومن المتوقع أن تنجح جهود الأمم المتحدة في تمديد الهدنة ستة أشهر، وفق وسائل إعلام خليجية أشارت إلى وجود ما يشبه الاتفاق بين أطراف الحرب على قبول اقتراحات المبعوث الأممي، عبر مشاورات مكثفة يجريها مع تلك الأطراف في مسقط والعاصمة الأردنية عمّان.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى