أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

استمرار الإهمال الحكومي يحول الأطفال العراقيين إلى قنابل موقوتة في المجتمع

المشاركون في ندوة "ملايين الأطفال في العراق بلا طفولة" يحذرون من الخطر المحدق بمستقبل الفئات الاجتماعية الأكثر تضررًا من القتل والاختطاف والتهجير والتجويع.

عمان – الرافدين
حذر باحثون مختصون من الخطر المحدق بمستقبل الطفولة في العراق بسبب الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالعراق منذ 2003، حيث شكلت عمليات التطهير والتهجير والاغتيال والاختطاف صورًا مرعبة لدى الأطفال وبات أغلبهم يعاني من الخوف المزمن والرعب والانهيارات النفسية والعصبية.
وأجمع المشاركون في ندوة “ملايين الأطفال في العراق بلا طفولة” التي عقدها قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين بالتزامن مع اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، على أن ملايين الأطفال في العراق فقدوا طفولتهم، وباتوا بحاجة إلى الحماية من العنف والاستغلال وسوء المعاملة والإهمال.

الأطفال في العراق فقدوا طفولتهم، وباتوا بحاجة إلى الحماية من العنف والاستغلال
وبيّن المشاركون أن “عدوان الولايات المتحدة وحلفائها انتهك حقوق الأطفال العراقيين، وأصبحت حياتهم وسبل عيش أسرهم محفوفة بالمخاطر”. مشيرين إلى أن “النزاعات والصراعات المتواصلة في البلاد أدّت إلى مقتل مئات الآلاف من الآباء والمعيلين وأفراد من الأسر،”.
وشددت الأوراق البحثية في الندوة على ضرورة إجراء تحقيقات حاسمة في جرائم الاحتلال في العراق، لإنصاف ضحايا العدوان لا سيما الأطفال
واشار المحامي عوني الزيوت مدير مركز أديم الأرض للتنمية وحقوق الإنسان، في ورقته البحثية إلى “عدم اكتراث الحكومات المتعاقبة في العراق منذ عام 2003 بمسألة تحسين واقع الأطفال”.
وأكد أن “مقتضيات حماية الطفل في العراق غير متوفرة حاليًا، وفي مقدمتها إنهاء الصراع الحالي بين قوى السلطة”.
عماد زغول: ارتفاع معدلات الجهل والحرمان من التعليم في فئة الأطفال ستنعكس أثاره السلبية على المجتمع
وقال الناشط الحقوقي عماد زغول إن “دول العالم اليوم تتحدث عن أهمية مواكبة التطور التكنلوجي، لا أمية القراءة والكتابة لذلك عندما نشاهد معدلات الجهل والحرمان من التعليم تصاعدت إلى مستويات غير مسبوقة، نعلم أننا أمام كارثة حقيقية ستنعكس آثارها السلبية على المجتمع”.
وأضاف زغول أنه “قبل الحديث عن إجراء تحقيقات دولية بخصوص الجرائم يجب أن نضع نصب أعيننا أن الأطفال في اليمن وسوريا والعراق يمرون بمرحلة عصية على كافة الأصعدة، فلا تعليم ولا صحة ولا خدمات حقيقة مقدمة لهم، وهم بمثابة قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة “.
د. أيمن العاني: هناك تمييز واضح للمجتمع الدولي في تعاطيه مع الانتهاكات بحق الأطفال
وقال الدكتور أيمن العاني مسؤول قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين في هذه الندوة إن “معاهدة حقوق الطفل هي أكثر المعاهدات التي صدقت عليها الدول، الأمر الذي يعكس أهمية هذه الفئة عالميًا”.
وأضاف العاني “لكن ما نراه في العراق أن هذه الفئة مهملة ومتروكة لمواجهة مصيرها المجهول”.
وأوضح “على الرغم من المصادقات الدولية على هذه المعاهدات نجد المجتمع الدولي غير مكترث لحال أطفال اليمن وسوريا والعراق، في مفارقة وازدواجية معايير، كما يحدث في تعامله مع أطفال أوكرانيا مثلًا”.
وأشار العاني إلى أن التمييز يظهر في صورة مقززة جدًا عند الحديث عن أطفال العراق وسوريا واليمن، مقارنة بحال أطفال أوكرانيا، الأمر الذي يفضح المتشدقين بحقوق الإنسان وتظهر سياسية الكيل بمكيالين بشكل واضح.
ويرى مراقبون أن ازدواجية المجتمع الدولي في التعامل مع الانتهاكات بحق أطفال العراق أسهمت في استمرار التجاهل والتهاون الحكومي.
وقالوا إن “الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 لم تلتزم بالقوانين التي تمنح الطفل الحق في الصحة والتعليم والحياة الكريمة”.
وأكدوا أن “عدم الالتزام الحكومي نتج عنه انتشار ظاهرة التسول، واستغلال الأطفال في ممارسات إجرامية وعمالة وعنف، وعدم توفير رعاية صحية لهذه الشريحة”.
وسبق لمفوضية حقوقية الإنسان تأكيدها أن “الأطفال في العراق، محرومون من حقوقهم الإنسانية حيث يلجأ الكثير منهم إلى العمالة المبكرة والقاسية بسبب سوء الأوضاع المعيشية لأسرهم”.
وأضافت المفوضية في تقرير لها عن أطفال العراق أن “الأطفال يعانون من انعدام مقومات التعليم حتى في مستوياتها الأدنى، كما تفتقر غالبية المدارس للمقومات والمستلزمات الدراسية اللازمة لنجاح العملية التربوية إضافة إلى الافتقار للأبنية المدرسية، مؤكدة أن أبسط حقوق الأطفال في كافة القطاعات منعدمة”.
وقال أمين المنظمة العربية لحقوق الإنسان في النمسا ضياء الشمري إن “تدمير واقع الطفولة في العراق بخطط ممنهجة من قبل الاحتلال وأتباعه من خلاله سلب العراق مقدراته وإبقاء المجتمع في فقر مدقع الأمر الذي أجبر الكثير من الأطفال على ترك المدارس والانخراط في سوق العمل لإعانة أسرهم”.
وأضاف الشمري في تصريح لقناة “الرافدين” أن “أحزاب السلطة بعد غزو العراق تنفذ الأجندات الخارجية للاحتلالين الأمريكي الإيراني اللذين يسعيان لتدمير أهم بنية تحتية للمجتمع وهم الأطفال لأنهم هم صناع المستقبل للمحافظة على إبقاء العراق بشكل ضعيف”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى