أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

مخاوف حكومية من ثورة شعبية جديدة تنطلق شرارتها من ذي قار

الكاظمي يحذر من التظاهرات وعبارات "بغداد" و "ساعة الصفر" و"العاصفة قادمة" تضرم شرارة ثورة تشرين جديدة

ذي قار- الرافدين

تتصاعد في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، احتجاجات يشارك فيها المئات من المواطنين، غالبيتهم من الشباب يطالبون بفرص عمل ومنددين بتردي الخدمات وشيوع الفساد في المؤسسات الحكومية.
وقطع المتظاهرون عدد من الطرق والجسور الرئيسة بالإطارات المشتعلة وإغلاق دوائر حكومية، وسط انتشار أمني واسع.
وحذر النائب حيدر الشمخي من تعقد الأمور وانفجار الشارع في محافظة ذي قار فيما لو استمرت الأوضاع على ما هي عليه.
وقال إن “المحافظة تشهد منذ أيام تظاهرات واضحة المطالب، ومن أهمها الوظائف وفرص العمل والخدمات”، مطالبًا الجهات الحكومية بإيجاد حلول سريعة تضمن تلبية مطالب المتظاهرين.
وتشهد عدد من المدن العراقية يوميا تظاهرات احتجاجية للمطالبة بتوفير فرص للعمل وحل مشكلة البطالة وتحسين الخدمات ومعالجة مشاكل الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي ونقص مياه الشرب.
وأفاد ناشطون بأن عبارات “بغداد” و “ساعة الصفر” و”العاصفة قادمة” تم تداولها على مواقع التواصل والمنصات بكثافة في الأيام الماضية، في مؤشرات التحضير لخروج تظاهرات واسعة في العراق؛ خلال الأيام المقبلة.
ويتوقع ناشطون أن تتحول التظاهرات المستمرة ضد البطالة وارتفاع الأسعار، فضلا عن الفشل السياسي المستمر والتنافس بين القوى والأحزاب الحاكمة، إلى انطلاقة جديدة لثورة تشرين.
يأتي ذلك في وقت دعا رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الأجهزة الأمنية إلى الوقوف بحزم في ما أسماه “إثارة الفوضى، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وعرقلة مصالح المواطنين.”
وأظهر الكاظمي ازدواجية في التصريح بتشديده “على ضرورة تنفيذ التوجيهات الحكومية بالتعامل السلمي مع التظاهرات المطلبية”.
ويتهم ثوار تشرين الكاظمي بالخنوع للقوى والأحزاب ولوبيات الفساد التي تدير الدولة، فيما يحرض القوات الأمنية على التصدي للمتظاهرين الذين يطالبون بحياة كريمة وفرص عمل.
وقال المحلل السياسي فاضل الفتلاوي أنه “لا يخفى على أحد وجود مطالب واحتياجات محقة لشريحة الشباب، وما تشهده محافظة ذي قار منذ أيام من تظاهرات واحتجاجات مطلبية لتوفير فرص عمل، وبعضها اعتراضاً على عدم شمول شرائح من المتعاقدين بقانون الأمن الغذائي الذي أقره البرلمان مطلع الشهر الحالي، مثل مطالب خدمية وواجبات على الحكومة؛ لكن لا يمكن أن نبعد فكرة وجود مخاوف من أن هناك من سيحاول استثمار هذه الاحتجاجات لصالحه سياسيًا، في ظروف أزمة خانقة كهذه التي يمر بها العراق اليوم”.
وأضاف الفتلاوي “هنالك من يريد أن يضغط محليًا داخل المحافظة أيضًا، قبل وصول أموال صندوق إعمار الناصرية المخصصة لها هذا العام، وهنالك من يريد أن يحصل على مكاسب سياسية داخلية أيضًا”.
وأوضح أن “التظاهرات بدأت بإغلاق المحتجين مقار ومكاتب شركات نفطية ومحطات لتوليد الكهرباء، وصولًا إلى إغلاق الدوائر، لكن حين تابعنا التطورات، لم نجد فيها أيًا من الذين كانوا يقودون الاحتجاجات في الشارع خلال التظاهرات العفوية التي انطلقت في الربع الأخير من عام 2019”.
وقال الناشط في تظاهرات ثورة تشرين محمد الشمري إن “ناشطو ثورة تشرين في ذي قار يدعمون هذه الاحتجاجات المطالبة بالحقوق”.
وأكد على أن “الحكومة ومجلس النواب معنيان بحل هذه المشكلات وتنفيذ المطالب”، مشددًا على ضرورة توخي الحذر من قبل الشباب المتظاهر من استغلال تظاهراتهم لأغراض سياسية وحزبية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى