أخبار الرافدين
وليد الزبيدي

توقف مطار بغداد عن العمل

لم يؤثر الفعل المقاوم المبكر في العراق على القرارات العسكرية وخطط البنتاغون فقط، بل وصل إلى المجتمع الأمريكي، ما دفع بصحفيين عديدين لقصد المناطق الأكثر سخونة، وسرعان ما حصل تغيير في القصص التي تنشر في وسائل الإعلام الأمريكية، وبعد أن امتدح الصحفيون المرافقون للجيش الأمريكي وزاد عددهم عن خمسمائة، ونثروا أخبار التفوق الأمريكي وسرعة انهيار القوات العراقية، فقد أرغم العديدون للكتابة عن سرعة ظهور المقاومة في العراق وازدياد هجماتهم، ومن بين هؤلاء رسم الصحفي الأمريكي أنتوني شديد صورة مكثفة لموقف العراقيين من الوجود الأمريكي في العراق، يقول “عبر جميع المدن الممتدة مع نهر الفرات غربا وشمالا إلى امتداد نهر دجلة يحصل إطلاق نار ضد القوات الأمريكية تعبيرا عن تصاعد واضح في درجة الاحتجاج داخل هذه المناطق المتململة، والتي يتعرض فيها الجنود الأمريكيون في كل يوم إلى هجمات من العراقيين، الذين أصبحوا أكثر فأكثر مصرين على تصعيد القتال، طالما بقي الأمريكيون في مدنهم”. ونشر تحقيقا موسعا في صحيفة واشنطن بوست.
لم يقتصر نشاط المقاومين العراقيين على الدوريات والقواعد والمعسكرات الأمريكية والبريطانية، ففي وقت مبكر تم استهداف الطائرات التي تحط أو تقلع من مطار بغداد الدولي الواقع في الضاحية الغربية للعاصمة، وقد أرغمت تلك الهجمات القوات الأمريكية على الاعتراف بها، وقالت الإذاعة التابعة للقوات الأمريكية في بغداد “إن عمليات إطلاق النار ما زالت مستمرة على طائرات قوات التحالف الأمريكية ـ البريطانية التي تحط في المطارات العراقية وخصوصا مطار بغداد الدولي”. وأضاف البيان أن مطار بغداد قد تم إغلاقه وأنه سيبقى مغلقا أمام الطائرات التجارية إلى أن تتوقف هذه الهجمات.
وفي الأول من حزيران، صادف انتهاء المدة التي حددها البيان الصادر عن الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر بتاريخ (24-5-2003)، والذي طلب فيه من العراقيين تسليم ما بحوزتهم من أسلحة، لكن أحدا من العراقيين لم يسلم سلاحه إلى القوات الأمريكية.
ونقلت صحف عربية عن عراقي قال لوكالات أنباء محلية “إن الأمريكيين خائفون من الشعب العراقي”، وكانت إذاعة القوات الأمريكية التي تبث على الموجات المحلية داخل العراق قد واصلت بث نداءات تطالب العراقيين بتسليم ما بحوزتهم من أسلحة.
وفي الثالث من حزيران 2003، اعترف الجيش الأمريكي بمقتل الجندي (Altansio Haro Marin) حيث تعرضت دوريتهم إلى هجوم بمنطقة قضاء بلد”80 كم شمال بغداد”.
وأضافت المقاومة العراقية العريف إلى قائمة القتلى من القوات الأمريكية، وفي اليوم التالي جلس وزير الدفاع يوقع رسالة التعزية إلى عائلته القاطنة في منطقة بالدوين بارك، بولاية كاليفورنيا، وكان عمره 27 سنة، ويخدم في الكتيبة 16، فوج مدفعية الميدان.
وذكرت صحيفة الواشنطن بوست أن هارو مارين قد تعرض إلى هجوم مسلح شنَّه مجهولون عندما كان يتواجد مع جنود آخرين في نقطة تفتيش شمال بغداد، واستخدم المقاومون في هذه المنطقة الزراعية قذائف صاروخية وأسلحة البي كي سي في الهجوم، الذي استغرق أقل من نصف دقيقة، ثم توارى المقاومون عن الأنظار، بينما أطلق زملاء لهم النار بكثافة في محيط المكان، لإرباك القوات الأمريكية، وتأمين انسحاب المقاومين الذين نفذوا الهجوم.
كذلك كانت المقاومة العراقية تقاتل وتناور وتتسع رقعة هجماتها.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى