أخبار الرافدين
اقتصادتقارير الرافدين

بايدن يغادر جدة خالي الوفاض من أي التزام بزيادة إنتاج النفط

أسعار النفط تواصل مكاسبها مدعومة بضعف الدولار وشح الإمدادات.

إسطنبول – غادر الرئيس الأمريكي جو بايدن المملكة العربية السعودية، دون الحد الأدنى من توقعات أسواق الطاقة العالمية، التي رجّحت قبولهم دعوته زيادة إنتاج النفط بهدف تهدئة الأسواق.
ولم تصدير تصريحات مرتبطة بسوق الطاقة العالمية من جانب دول الخليج، باستثناء السعودية -عرّابة تحالف “أوبك+”- وبالتحديد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وفي البيان الختامي لقمة جدة للأمن والتنمية، أورد أن القادة أشادوا بالجهود القائمة لـ “أوبك+” لتحقيق استقرار أسواق النفط العالمية، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين، ويدعم النمو الاقتصادي.
ورحب القادة بقرار أعضاء “أوبك+” الأخير بزيادة الإنتاج لشهري تموز وآب، وعبروا عن تقديرهم لدور السعودية القيادي في تحقيق التوافق بين دول التحالف.
وكما هو متوقع، فشلت رحلة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية في الحصول على أي تعهد من أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لزيادة المعروض من النفط.
وساعد هذا التوقع بعدم وجود نفط إضافي على رفع الأسعار يوم الجمعة الماضي قبل محادثات بايدن مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان.
وواصلت أسعار النفط مكاسبها الاثنين، مدعومة بضعف الدولار وشح الإمدادات مما عوض المخاوف بشأن الركود واحتمال أن تؤدي إغلاقات واسعة النطاق في الصين لمكافحة كوفيد-19 إلى خفض الطلب مرة أخرى على الوقود.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أيلول عند التسوية 2.54 دولار أو 2.5 بالمئة إلى 103.70 دولار للبرميل.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم آب 2.31 دولار، أو 2.4 بالمئة، لتصل إلى 99.90 دولار للبرميل، بعد ارتفاعها بنسبة 1.9 بالمئة في الجلسة السابقة.
وبدأت وسائل إعلام أمريكية إلى جانب استراتيجيي بنوك استثمارات هناك، تتحدث عن فشل بايدن في الحصول على التزامات نفطية من قادة الخليج خلال القمة العربية في جدة.
وتعي أسواق الطاقة الأمريكية أن الهدف الرئيس لزيارته دول الخليج، هو مطالبة قادتها بمواصلة ضخ المزيد من النفط، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض أسعار الغاز في الولايات المتحدة.
يخشى بايدن أن تتسبب ارتفاعات أسعار الوقود في السوق الأمريكية، في إسقاطه خلال انتخابات التجديد النصفية المقررة خلال وقت لاحق من تشرين ثاني المقبل.
ويكفي أن تنشر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تطورات أسعار النفط في عهد آخر 3 رؤساء أمريكيين، لتظهر الزيادة الحادة خلال فترة بايدن، مشكلة علامة سوداء في حقبته الحالية.
وأوضحت السعودية على لسان ولي العهد السعودي، وعلى الهواء مباشرة، أنها لن تكون قادرة مستقبلا على زيادة الإنتاج فوق 13 مليون برميل يوميا.
ويبلغ حاليا إنتاج السعودية قرابة 11 مليون برميل ولديها قدرة فورية على زيادة الإنتاج حتى 12 مليون برميل، وقرابة 13 مليون برميل يوميا بحلول 2027، بعد الانتهاء من أعمال التطوير الحالية.
وبينما رأت وسائل إعلام أمريكية مؤيدة لـ “بايدن” أن تصريحات السعودية بشأن زيادة الإنتاج إلى 13 مليون برميل يوميا، تعتبر انتصارا للرئيس، إلا أنها في الواقع ليست كذلك.
ففي 16 أيار 2022، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن المملكة في طريقها لزيادة طاقة إنتاج النفط بأكثر من مليون برميل يوميا إلى أكثر من 13 مليون برميل يوميا بنهاية 2026 أو بداية 2027.
وتشير تقديرات منظمة أوبك، أن الطلب اليومي على النفط الخام بحلول 2027 سيبلغ قرابة 105 ملايين برميل يوميا، ما يعني أن المنتجين بحاجة إلى استثمارات إضافية في صناعة النفط لتلبية الطلب.
ولكن قبل هذا التاريخ، يحتاج بايدن لعبور الانتخابات النصفية بنجاح، إذ تشير التوقعات إلى لجوئه للورقة الأخيرة في قطاع الطاقة، ممثلة بإلغاء الضريبة الفيدرالية على الوقود، البالغة قرابة 18.4 سنتا على اللتر.
وصدام الرئيس الأمريكي في قطاع الطاقة لم يقتصر مع دول الخليج، بل إنتاج شركات الطاقة الأمريكية كان لها نصيب بذلك، إذ اتهمها بالتربح في ظرف اقتصادي عالمي صعب.
مساء السبت، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان للصحفيين “نستمع إلى شركائنا وأصدقائنا من كافة أنحاء العالم، وخاصةً الدول المستهلكة للنفط، غير أنه في نهاية الأمر، يتبع “أوبك+” وضع السوق ويوفر إمدادات الطاقة بحسب الحاجة”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى