أخبار الرافدين
تقارير الرافديندولية

وكالة الطاقة الذرية تحذر العالم من إيران النووية

رئيس المخابرات البريطانية ريتشارد مور: لست مقتنعًا بأن خامنئي يريد الوصول إلى اتفاق نووي.

مدريد– قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي لصحيفة إلباييس الإسبانية في مقابلة نشرت الجمعة إن برنامج إيران النووي “يتقدم بسرعة” وإن رصد الوكالة لما يجري هناك محدود للغاية.
وبدأت إيران في حزيران في إزالة كل معدات المراقبة وكاميرات الوكالة التي وضعت بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى العالمية.
وقال غروسي وقتها إن الأمر قد يشكل “ضربة قاتلة” لفرص إحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة منه عام 2018.
وأضاف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية للصحيفة “الخلاصة هي أن على مدى ما يقرب من خمسة أسابيع كان لدي رؤية محدودة للغاية مع برنامج نووي يتقدم بسرعة.
لذلك إذا تم التوصل لاتفاق سيكون صعبًا للغاية بالنسبة لي أن أعيد بناء الأحجية بوجود كل تلك الفترة من العمى الإجباري”.
وأضاف غروسي الذي يزور مدريد في مقابلته مع الصحيفة إن إعادة بناء هذه الأحجية بالأجزاء المفقودة والناقصة بسبب غياب المراقبة من الوكالة “ ليس مستحيلًا… لكنه سيتطلب مهمة بالغة التعقيد وربما بعض الاتفاقات المحددة”.
وأوضح “تحتاج الوكالة لإعادة بناء قاعدة بيانات بدونها سيتأسس أي اتفاق على أساس هش للغاية لأننا إذا لم نعرف ما الذي هناك، كيف يمكننا أن نحدد كمية المواد التي نصدرها وعدد أجهزة الطرد المركزي التي سنتركها دون استخدام؟”
ولدى سؤاله عن تقرير نشرته رويترز عن تصعيد إيران لأنشطة تخصيب اليورانيوم أكثر باستعمال معدات متقدمة في منشأة فوردو تحت الأرض قال جروسي “التقدم الفني للبرنامج الإيراني مستقر”.
وقال رئيس المخابرات البريطانية إنه يشكك في أن الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي يريد إحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى لكنه قال إن طهران لن تحاول على الجانب الآخر أيضًا عرقلة المحادثات.
وقال ريتشارد مور رئيس جهاز المخابرات المعروف باسم (إم.آي.6) إنه ما زال يعتقد أن إحياء هذا الاتفاق المبرم عام 2015 هو أفضل وسيلة لكبح البرنامج النووي لإيران. وبموجب ذلك الاتفاق قيدت إيران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وقال مور أمام منتدى آسبن الأمني في كولورادو “لست مقتنعًا بأننا سنصل إلى ذلك… لا أعتقد أن الزعيم الأعلى الإيراني يريد الوصول إلى اتفاق”.
وحذر مور من أن “الإيرانيين لن يرغبوا في إنهاء المحادثات أيضًا، لذلك سيستمرون لبعض الوقت”.
ومنذ أن سحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب واشنطن من الاتفاق وأعاد فرض العقوبات على طهران في 2018، تنتهك إيران العديد من القيود التي يفرضها الاتفاق على أنشطتها النووية، وأصبحت تخصب اليورانيوم لتقترب من مستوى صنع أسلحة نووية.
وحذرت القوى الغربية من أن إيران تقترب من إمكانية الإسراع بتصنيع قنبلة نووية، وهو ما تنفي طهران السعي إليه.
وسعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إعادة إحياء الاتفاق لكن دبلوماسيين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حملوا إيران مسؤولية فشل إحياء الاتفاق النووي بعد مفاوضات استمرت أكثر من عام.
وقال مور “أعتقد أن الاتفاق مطروح على الطاولة تمامًا. والقوى الأوروبية والإدارة الأمريكية واضحة جدًا بهذا الخصوص. لا أعتقد أن الصينيين والروس سيعرقلون الأمر فيما يتعلق بهذه القضية. لكني لا أعتقد أن الإيرانيين يريدون إنجاز الأمر”.
ومع ذلك، تصف إيران المحادثات بأنها إيجابية وتلوم الولايات المتحدة لإخفاقها في تقديم ضمانات بأن الإدارة الجديدة لن تتخلى عن الاتفاق مجددًا كما فعل ترامب.
وقال وزير الدفاع “الإسرائيلي” بيني غانتس في كلمته التي ألقاها أمام المنتدى في وقت لاحق من اليوم إن إسرائيل لديها القدرة العسكرية على منع إيران من الحصول على سلاح نووي إذا اضطرت أن تلجأ إليها كملاذ أخير.
وأضاف “هل سنكون قادرين على شن عملية عسكرية لمنعها إذا لزم الأمر؟ الإجابة: نعم. هل نبني هذه القدرة؟ نعم. هل يجب أن نلجأ إليها كملاذ أخير؟ نعم. أتمنى أن نحصل على دعم الولايات المتحدة”.
ورفض وكيل الوزارة للشؤون السياسية البحريني الشيخ عبدالله بن أحمد بن عبدالله آل خليفة الإجابة مباشرة على سؤال حول ما إذا كانت بلاده قد تشارك في عمل عسكري استباقي ضد برنامج إيران النووي.
لكن عندما سئل عما إذا كان مقبولًا تفسير إجابته على أنها “احتمال غامض”، أجاب ساخرًا: “مقبول بما فيه الكفاية”.
وتستضيف البحرين مقر الأسطول الخامس الأمريكي، الذي يشرف على العمليات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط.
وبدا أن الاتفاق على وشك إعادة الإحياء في آذار، لكن المحادثات تعثرت بسبب ما إذا كانت الولايات المتحدة قد ترفع الحرس الثوري الإيراني، الذي يسيطر على قوات النخبة والمخابرات المسلحة التي تتهمها واشنطن بشن حملة إرهابية عالمية، من قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية إلى جانب أسباب أخرى.
وأوضحت إدارة بايدن أنها لا تعتزم رفع الحرس الثوري الإيراني من القائمة، وهي خطوة سيكون لها تأثير عملي محدود لكنها ستثير غضب العديد من المشرعين الأمريكيين.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى