أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

المالكي يرشح نسخة فاسدة منه لرئاسة الحكومة

محمد شياع السوداني المرشح لرئاسة الحكومة أدار مع المالكي سجون التعذيب السرية وقدم تقارير مكذوبة إلى المنظمات الأممية.

بغداد – الرافدين
فشل الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الأحزاب والميليشيات الولائية في الخروج من “الباب الدوار” والدوران مرة أخرى حول نفس الأسماء الفاشلة بترشيح أحد أقطاب عملية الفشل السياسي لرئاسة الحكومة الجديدة.
وأختار الإطار محمد شياع السوداني أحد قيادات الخط الثاني في حزب الدعوة، مرشحا لرئاسة الحكومة، في وقت كشف مصدر مطلع على نقاشات الإطار أن السوداني تعهد لرئيس حزب الدعوة نوري المالكي بأن يكون مخلصا لتعليماته وتوجيهاته قبل أن يدفع به مرشحا لرئاسة الحكومة.
والسوداني الذي داس متظاهرو ثورة تشرين في بغداد وميسان وذي قار صوره، رافضين ترشيحه لرئاسة الحكومة قبل إسقاط حكومة عادل عبد المهدي، يعد جزءًا من الفساد والفشل السياسي الذي مثله المالكي إبان دورتين رئاسيتين.
وشغل السوداني وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة حيدر العبادي بين 2014 و2018.
وقبل ذلك شغل السوداني محافظ ميسان، ووزير حقوق الانسان والتجارة وكالة وشهدت فترة وجوده على رأس وزارة حقوق الانسان “2010- 2014” أكبر عمليات التعذيب بشاعة.
وفي عام 2012 عندما كان السوداني وزيرا لحقوق الانسان في حكومة المالكي، أعلنت الأمم المتحدة في تقرير لها حول التعذيب في العراق، أن أوضاع حقوق الإنسان فيه دفعت الكثيرين إلى القول إنها “أتعس مما كانت عليه في عهد النظام السابق”.
وفي عام 2011 كشف تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” عن سجون سرية أقامها المالكي للتعذيب، وساعده وزيره محمد شياع السوداني في تقديم تقارير مكذوبة إلى المنظمات الأممية بشأن جهد المالكي الحكومي في مجال حقوق الإنسان.
وقالت الكاتبة رشا العزاوي ان محمد شياع السوداني عندما كان وزيرا لحقوق الإنسان في الفترة 2010 حتى 2014 شهدت حقبته كماً لا يصدق من الانتهاكات بحق مختلف العراقيين، ودفعت الكثير منهم إلى الانتماء للجماعات المتطرفة بسبب السلوك الحكومي التمييزي العدواني الطائفي تجاههم.
ولم يعلن لحد كتابة هذا التقرير التيار الصدري أو القوى السياسية الأخرى المنافسة للإطار التنسيقي موقفها من السوداني. غير ان صالح محمد العراقي المعروف بـ “وزير الصدر” نشر صورة لشخص سوداني جوار جدار وكتب متهكما “سوداني يصافح ظله” في إشارة الى ان محمد شياع السوداني ليس أكثر من ظل للمالكي المرفوض من التيار الصدري.
وقال مصدر سياسي لقناة “الرافدين ان السوداني الذي عمل لسنوات ضمن كوادر حزب الدعوة وخبر خبايا العلاقة مع إيران وظروفها ومتطلباتها، استحصل الحزب موافقة طهران أولا على ترشيحه، كما أنه قادر على ممارسة لعبة المالكي والاجابة على أسئلة إيران والولايات المتحدة في الوقت نفسه.
وشدد المصدر على أنه لا يمكن أن يجازف المالكي وأحزاب الإطار بأي مرشح وهم يعيشون أسوأ أزمة سياسية، من دون استحصال موافقة طهران أولا، والحصول على إشارة من السفارة الامريكية بالقبول ثانيا.
وأعلن الإطار تسمية السوداني، مرشحاً عنه لرئاسة الحكومة المقبلة.
جاء ذلك في اجتماع عُقد في منزل زعيم ميليشيا بدر هادي العامري، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وقال النائب عن تحالف “الفتح” فاضل الفتلاوي، في تصريحات تلفزيونية إنه “تم التوافق على تسمية محمد شياع السوداني مرشحاً لرئاسة الحكومة المقبلة”.
وأضاف أن “التصويت تم بشكل نهائيّ”.
وشكّل الإطار التنسيقي الثلاثاء، لجنةً لاختيار المرشحين لمنصب رئيس الحكومة.
وتضمّ اللجنة زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي، ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، ورئيس المجلس الأعلى همام حمودي، وممثل حزب الفضيلة عبد السادة الفريجي.
والأحد، أعلن مستشار الأمن القوميّ قاسم الأعرجي اعتذاره عن قبول ترشيحه لمنصب رئاسة الحكومة العراقية.
وتتوقع الأوساط السياسية في العراق أن يعقد مجلس النواب الأسبوع المقبل جلسةً مخصّصة للتصويت على مرشّحي منصب رئيس الجمهورية، وفق المحاصصة الطائفية التي سادت بعد احتلال العراق عام 2003.
وبلغ عدد مرشحي رئاسة الجمهورية أكثر من 25 شخصاً، أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته المرشح عن حزب “الاتحاد الوطني الكردستاني” برهم صالح، ووزير داخلية إقليم كردستان المرشح عن الحزب “الديمقراطي الكردستاني” ريبر أحمد.
ويجمع المراقبون على ان كل المعطيات على الأرض لا يمكنها أن تبشر بانفراجة قريبة للانسداد السياسي. فالطرف الفائز في الانتخابات مقتدى الصدر، الذي أعلن عن هزيمته أقام “صلاة” كان الهدف منها التبشير بقرب إقامة الدولة الطائفية. أما الطرف الخاسر الذي أسكرته هبة الانتصار المفاجئة فإنه يعلن عن ولائه للحرس الثوري الإيراني من أجل أن يحسم صراعا يتجاوز خصومه المباشرين، فيكون حينها قوة إقليمية قاعدتها في العراق كما هو حال حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
وقال الكاتب العراقي فاروق يوسف “تقع العملية السياسية اليوم بين طرفين فاشلين، وسيكون تشكيل الحكومة مرجئا إلى أن يحسم الأكراد الخلافات بينهم، وهو ما يمكن اعتباره غطاء للفشل الأكبر الذي يتعلق بالوضع داخل مجلس النواب والذي لم يحسم حتى هذه اللحظة”.
وكتب يوسف في مقال بعنون “العراق في خوائه الذي يقتل” المالكي الذي أشبع العراق فسادا قد استولى على الحصة الأكبر من مقاعد الصدريين الفارغة، وهو ما يمكن أن يكون سببا مقنعا لقيام حرب أهلية. أما خارج هذه الدائرة فإن الصمت هو سيد الموقف. الشعب العراقي ينتظر وإيران تراقب.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى