أخبار الرافدين
تقارير الرافديندولية

بايدن يسترضي إيران على حساب دول المنطقة

مجيد رفيع زاده، رئيس المجلس الدولي للشرق الأوسط: الاتحاد الأوروبي يريد بلا خجل اتفاقًا نوويًا جديدًا حتى يشتري النفط الإيراني.

طهران – ذكرت وكالة “إرنا” الإيرانية، الجمعة، أن التوصل إلى اتفاق نووي نهائي يرتبط بإلغاء الحظر وإغلاق القضايا الفنية والقانونية المتعلقة بالبرنامج.
جاء ذلك بعد يوم من إعلان البيت الأبيض أن المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران “اكتملت تقريبًا”.
ولا يتوقع كثيرون حدوث انفراجة. ودعا كل طرف الآخر لتقديم تنازلات بينما يمضي برنامج إيران النووي قدمًا.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني وآخر أوروبي في يونيو أن طهران تخلت عن مطلبها المتعلق بإزالة اسم الحرس الثوري من على قوائم واشنطن التي تدرج فيها الجهات الخاضعة لعقوبات.
وأعلن البيت الأبيض أن الوقت “يضيق جدًا” بالنسبة لإيران لقبول العودة إلى الاتفاق الدولي بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين بعد أن استأنف المفاوضون من إيران والمجموعة الدولية المحادثات في فيينا “هناك عرض مطروح على الطاولة” و”ينبغي على الإيرانيين قبوله”.
وأضاف “سمعتم الرئيس يقول لن ننتظر إلى الأبد كي تقبل إيران بالعرض”.
وتابع “لن أطلق توصيفًا عليها وأقول المسعى الأخير لكن من الواضح أن الوقت على ما يبدو يضيق جدًا فيما يتعلق بالقدرة على التوصل إلى اتفاق. ومرة أخرى، نحث إيران على قبول هذا العرض المطروح على الطاولة”.
ويقضي العرض المقترح بموافقة إيران على ضوابط صارمة على قطاعها النووي الذي تؤكد أنه لأغراض مدنية فقط لكن يشتبه في أنه يخفي برنامجًا عسكريًا سريًا.
في المقابل تحصل إيران على رفع تدريجي لعقوبات اقتصادية خانقة.
وعقد نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، كبير المفاوضين في محادثات فيينا علي باقري كني، اجتماعًا على انفراد مع ممثل الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا في فندق قصر كوبورغ، حيث انطلقوا من حيث توقفوا في الدوحة الشهر الماضي.
وركز الاجتماع على مسودة النص التي طرحها مؤخرًا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بالإضافة إلى اقتراح إيران، الذي يشدد بشكل أساسي على إزالة العقوبات، بحسب وكالات صحفية.
كما أجرى باقري والوفد المرافق له محادثات منفصلة مع ممثلين من روسيا والصين.
وقال بوريل، في مقال نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية الأسبوع الماضي، إنه قدم مسودة نص جديدة إلى الأطراف في محاولة لكسر الجمود في إحياء الاتفاق النووي، المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).
وأكد باقري كني، في تصريح خلال عطلة نهاية الأسبوع، إن بلاده استجابت للاقتراح وشاركت بأفكارها “من حيث الجوهر والشكل” لتمهيد الطريق “لاستنتاجات سريعة” في محادثات فيينا.
ووصل باقري إلى فيينا الخميس، بعد ساعات من قوله إن “عبء (إغلاق الصفقة) يقع على عاتق أولئك الذين انتهكوا الصفقة، وفشلوا في الابتعاد عن الإرث المشؤوم”، في إشارة إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ويرى المحلل السياسي الدكتور مجيد رفيع زاده أن هناك محاولة جادة من جانب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والاتحاد الأوروبي لاسترضاء النظام الإيراني لإحياء اتفاق نووي من شأنه أن يزود حكام إيران بعائدات إضافية بمليارات الدولارات، ويعزز شرعية النظام المارق على المسرح العالمي، ويفتح بالفعل الطريق أمام إيران لامتلاك ترسانة نووية.
وقال رفيع زاده، رئيس المجلس الدولي الأمريكي للشرق الأوسط، في تقرير نشره “معهد جيتستون” الأمريكي، إن الاتحاد الأوروبي فجر مؤخرًا قنبلة عندما قال بلا خجل إنه يريد اتفاقًا نوويًا جديدًا حتى تستطيع دول التكتل شراء النفط من إيران، وهي واحدة من أربع دول فقط مدرجة على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية الخاصة بالدول الراعية للإرهاب مع كوبا وسوريا وكوريا الشمالية.
وبدلا من ذلك، يتعين على القادة الأوروبيين أن يسعوا إلى اتفاق قوي من شأنه أن يمنع النظام الإيراني من الحصول على أسلحة نووية – مثلما يجب أن يكونوا قد تعلموا من روسيا الآن – لأن هذه الأسلحة النووية ربما يتم توجيهها قريبًا صوب دولهم.
وإضافة إلى ذلك، فإنه من خلال كشف النقاب عن رغبته الشديدة لشراء النفط، يقوم الاتحاد الأوروبي بتمكين رجال الدين الحاكمين في إيران من أن يكون لهم اليد العليا في المحادثات النووية، والحصول حتى على المزيد من التنازلات لإحياء الاتفاق النووي. هذه الرغبة الشديدة تعني ضعفًا من منظور النظام الإيراني.
وكتب كبير المفاوضين الإيرانيين، في تغريدة عبر توتير منذ يومين، أنه “يجب على الولايات المتحدة اغتنام الفرصة التي يوفرها سخاء شركاء خطة العمل المشتركة الشاملة”.
وأضاف أن “الكرة في ملعبهم لإظهار النضج والتصرف بمسؤولية”.
وبهذا الخصوص، قال متحدث الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، في تصريحات صحفية الخميس، إن “المحادثات مع إيران بشأن التوصل لاتفاق نووي اكتملت تقريبًا”، مشيرًا إلى أن الوقت “ينفد” فيما يتعلق بالتوصل لاتفاق نووي مع إيران.
وفي السياق، دعا كيربي طهران لقبول الاتفاق المطروح على الطاولة في الوقت الحالي، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
واستأنف مسؤولون أمريكيون وأوروبيون وإيرانيون الخميس، لقاءات غير رسمية في فيينا، في محاولة لإحياء الاتفاق النووي، بعد توقف استمر لأشهر.
وللمرة الأولى منذ آذار الماضي تلتقي الأطراف المعنية بالاتفاق النووي بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، من أجل إحياء اتفاق 2015.
ويتفاوض دبلوماسيون من إيران والولايات المتحدة و5 دول أخرى (الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) منذ شهور في فيينا، حول صفقة لإعادة التزام طهران بالقيود على برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
وتخللت المفاوضات سلسلة من الانقطاعات بسبب الخلافات الرئيسية بين طهران وواشنطن.
وفي أيار 2018، أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب العقوبات على طهران، بعد إعلان انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم في عهد سلفه الديمقراطي باراك أوباما.
وسبق أن قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي لصحيفة إلباييس الإسبانية إن برنامج إيران النووي “يتقدم بسرعة” وإن رصد الوكالة لما يجري هناك محدود للغاية.
وبدأت إيران في حزيران في إزالة كل معدات المراقبة وكاميرات الوكالة التي وضعت بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى العالمية.
وقال غروسي وقتها إن الأمر قد يشكل “ضربة قاتلة” لفرص إحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة منه عام 2018.
وأضاف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية للصحيفة “الخلاصة هي أن على مدى ما يقرب من خمسة أسابيع كان لدي رؤية محدودة للغاية مع برنامج نووي يتقدم بسرعة.
لذلك إذا تم التوصل لاتفاق سيكون صعبًا للغاية بالنسبة لي أن أعيد بناء الأحجية بوجود كل تلك الفترة من العمى الإجباري”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى