أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

محافظات عراقية تشهد انقطاعًا تامًا للكهرباء!

ناشطون يشكون تعطل الأجهزة الكهربائية المنزلية بسبب رداءة الفولتية الكهربائية.

بغداد ـ الرافدين

يعاني العراق من أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتجذرة منذ 2003، التي تمثل كابوسًا يلازم العراقيين وينغص حياتهم مع حلول فصل الصيف في كل عام، على الرغم من المبالغ الطائلة التي صرفت من أجل تحسين منظومة الكهرباء، التي لم تستثمر بصورة صحيحة بسبب سوء الإدارة والفساد المستشري لتبقى مشكلة الكهرباء واحدة من صور الفشل الذريع لحكومات الاحتلال المتعاقبة.
وسجل عدد من المحافظات العراقية انقطاعًا تامًا للتيار الكهربائي، بالتوازي مع ارتفاع بدرجات الحرارة، فيما أكدت الوزارة أن خللًا فنيًا أوقف خطوط النقل، ووعدت بالتغلب عليه خلال ساعات.
وذكرت مصادر صحفية، أن المعلومات تشير إلى أن الانقطاع جاء عقب اندلاعِ حريق في محطة غاز البصرة.
وأضافت المصادر، أن مستشفيات العراق استقبلت عددًا من حالات الإغماء وارتفاعِ ضغط الدم وحالات صحية أخرى، جراء الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وسط انقطاع تام للتيار الكهربائي.
واشتكى ناشطون من زيادة ساعات قطع التيار الكهربائي في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة، فيما أكدوا في الوقت ذاته رداءة الخط الإيراني الذي تسبب بعطل أغلب الأجهزة الكهربائية المنزلية.
وشهدت الأيام الأخيرة في العراق تصاعدًا قاسيًا في درجات الحرارة بشكل عام، حيث أعلنت هيئة الأنواء الجوية ارتفاع درجات الحرارة لتلامس 50 درجة مئوية في ثماني محافظات، بالوقت الذي تتخد الجهات الحكومية هذا الأمر حجة للتهرب من مسؤوليتها عن توقف محطات الإنتاج الكهربائية وعدد من خطوط نقل الطاقة بشكل كامل.
وكشفت مصادر في وزارة الكهرباء عن انخفاض الإمدادات الكهربائية الإيرانية عبر خطوط ديالى بنسبة 25 بالمائة.
وقالت المصادر، إن انخفاض إمدادات خط ديالى – ميرساد المغذي لمدينة بعقوبة وبعض المناطق الأخرى تسبب بزيادة الانقطاعات في المحافظة من 12- 14 ساعة يوميًا.
وأقرت لجنة الطاقة والكهرباء النيابية، بأن منظومة الكهرباء لا تزال سيئة وعاجزة عن تغطية الحاجة الفعلية للبلاد، وأن الصيف الحالي قد يكون الأسوأ في مجال الطاقة على مدار (18) عامًا، مؤكدة أن تصريحات وزارة الكهرباء عن تجهيز الطاقة غير صحيحة، وأن فصل الصيف الحالي لن يكون مختلفًا عن سابقه من ناحية تجهيز الطاقة، بسبب انعدام الاستراتيجيات والخطط الجديدة لحل أزمة الكهرباء.

العراق: نصف درجة الغليان وانقطاع تام للكهرباء

وقال وزير الكهرباء السابق لؤي الخطيب، إن أزمة الكهرباء في العراق ستستمر على مدى السنين المقبلة، وأنه من الصعوبة تقديم أي وعود للمواطن العراقي لإنهاء أزمة الكهرباء.
وأضاف الخطيب، أن الوعود الحكومية التي تتحدث عن نتائج مغايرة لواقع الطاقة الكهربائية في البلاد، ليست ذات قيمة، معلقًا على تصريحات وزارة الكهرباء الحالية بأن فصل صيف 2022 سيكون مختلفًا عن السنوات السابقة من ناحية تجهيز الطاقة الكهربائية للمواطنين.
وسبق أن وعدت وزارة الكهرباء بتحسين الطاقة وزيادات ساعات التجهيز، خلال موسم الصيف، مؤكدة إدخال طاقات توليدية من 3.5 آلاف إلى 4.5 ميغاواط جديدة إلى المنظومة الوطنية، وخطوط نقل استراتيجية ناقلة بين المحافظات كانت في السابق معطلة.
وقال رئيس هيئة كهرباء العراق الأسبق سحبان فيصل محجوب، “لا تزال حالة التدهور في مفاصل المنظومة العراقية للكهرباء واضحة المعالم فهي تعاني من عدم قدرتها على تلبية الأحمال الكهربائية، وتحديدًا في فصلي الشتاء والصيف، ووجود حالات الاختناق والتحديد في سريان الأحمال في الكثير من شبكاتها.
وأضاف محجوب، أنه على الرغم من المبالغ التي صرفت على قطاع الكهرباء المقدرة بمائة مليار دولار منذ ٢٠٠٣ ولغاية الآن، إلا أن شبكات التوزيع مازلت متهرئة ولايمكنها المحافظة على الانسيابية المطلوبة في سريان التيار الكهربائي الواصل إلى المستهلكين ما تتسبب بضياعات كبيرة في الطاقة المنتجة.
وتساءل محجوب عن سبب استمرار أزمة الكهرباء على الرغم من توافر الموارد المالية التي تغطي حاجة قطاع الكهرباء في البناء والتطوير، إضافة إلى وجود العوامل المادية والبشرية المتاحة والتي يمكن من خلالها الوصول إلى مراتب متقدمة بين دول المنطقة والعالم في مجال الكهرباء.
وكشف رئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي عام 2021، إن العراق أنفق نحو 81 مليار دولار على قطاع الكهرباء، لكن الفساد كان عقبة قوية أمام توفير الطاقة للناس بشكل مستقر، وهو إنفاق غير معقول دون أن يصل إلى حل المشكلة من جذورها.
ويرى الخبير الاقتصادي أحمد التميمي، أن المبالغ التي صرفت على الكهرباء قد تصل إلى أكثر من هذه الأرقام، التي كانت تكفي لتوليد أكثر من ضعفي الكهرباء التي يولدها العراق حاليًا وتصل إلى ضعف حاجته من الطاقة.
وأشار تقرير سابق لوكالة الطاقة الدولية، صدر في نيسان 2019، إلى أن قدرة العراق الإنتاجية من الطاقة الكهربائية تبلغ حوالي 32 ألف ميغاواط، ولكنه غير قادر على توليد سوى نصفها بسبب شبكة النقل غير الفعالة التي يمتلكها.
وتتوالى التصريحات الحكومية الكاذبة حول إيجاد حل لأزمة الكهرباء وكان أبرزها لنائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني عام 2012، بأن العراق سيصل إلى مرحلة الاكتفاء الكامل من الكهرباء، بل إنه قد “يصدرها إلى الدول المجاورة” لكن بعد 10 أعوام من هذا التصريح لا يزال العراقيون يعانون من مشكلة انعدام الكهرباء وقسوة صيفهم القائظ.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى