أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

الحرب على الأبواب بين الصين وتايوان بعد تبادل المناورات بالذخيرة الحية

تايوان ترد على مناورات الصين بتدريبات بالذخيرة الحية لمحاكاة الدفاع عن الجزيرة في حال تعرضها لغزو صيني.

تايبيه – بكين: تجري تايوان هذا الأسبوع تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية لمحاكاة الدفاع عن الجزيرة في حال تعرضها لغزو صيني وفق ما أعلن مسؤولون الاثنين، فيما تجري بكين تدريبات جديدة حول الجزيرة.
وقال المتحدث باسم الفيلق الثامن لو ووي- جي لوكالة الصحافة الفرنسية “سنتدرب على التصدي لهجمات العدو على تايوان”.
وقال الجيش التايواني إن قوات الجزيرة ستتدرب على التعامل مع عمليات الإنزال يومي الثلاثاء والخميس في منطقة بينغتونغ في أقصى الجنوب.
وسيُنشر مئات الجنود ونحو 40 مدفع هاوتزر لأجراء التدريبات، وفق المصدر نفسه.
وتعيش الجزيرة الديمقراطية التي تتمتع بحكم ذاتي تحت تهديد مستمر بغزو صيني إذ تعتبر الصين أن جارتها جزء من أراضيها سيُسترد في يوم من الأيام وبالقوة إذا لزم الأمر.
وواصلت بكين الاثنين تدريبات عسكرية جوية وبحرية مشتركة، أطلقتها في أعقاب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايبيه الأسبوع الماضي متحدية المناشدات إلى وضع حد لهذه التدريبات المستمرة منذ بضعة أيام في محيط تايوان.
وقال لو إن التدريبات التايوانية كانت مقررة ولم تكن ردًا على التدريبات الصينية الجارية.
وتُجري الجزيرة بانتظام تدريبات عسكرية تحاكي صد غزو صيني محتمل وشملت تدريبات الشهر الماضي صد هجمات من البحر في “عملية اعتراض مشتركة”، كجزء من أكبر مناوراتها السنوية.
وفي الأيام الأخيرة، اتُهمت الصين بمحاكاة حصار وغزو جزيرة تايوان الرئيسية خلال مناوراتها التي كان مقرراً أن تنتهي الأحد.
واستنكرت بكين زيارة بيلوسي، أعلى مسؤولة أمريكية منتخبة تزور تايوان منذ 25 عامًا، وعلقت سلسلة من المحادثات واتفاقيات التعاون مع واشنطن، لاسيما في مجالي التغيّر المناخي والدفاع.
وواصلت الصين تنفيذ مناورات عسكرية الاثنين بالقرب من تايوان، ضاربة عرض الحائط دعوات الغرب إلى خفض التصعيد.
وباشر الجيش الصيني تمارين عسكرية بالذخيرة الحيّة الخميس، غداة زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان وأثارت جدلا.
وكان من المفترض أن تنتهي المناورات الواسعة ظهر الأحد، بحسب المديرية الصينية للأمن البحري. وكان الهدف منها التدرّب على “محاصرة” الجزيرة، وفق وسائل إعلام صينية.
وأثارت هذه التدريبات الواسعة انتقادات وزراء خارجية مجموعة السبع (الولايات المتحدة واليابان وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا وبريطانيا) الذين أكّدوا “عدم وجود أي مبرّر” لهذه المناورات العسكرية “العدوانية”.
واعتبر وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن من جهته أن الردّ الصيني “غير متكافئ بتاتا”.
ونشر بلينكن مع نظيريه الياباني والأسترالي بيانا دعا فيه الصين إلى وقف التمارين العسكرية، لكن المناورات تواصلت الاثنين.
وجاء في بيان صادر عن قيادة الجيش الشرقية أن “جيش التحرير الشعبي… يواصل تنفيذ مناورات عسكرية في المجالين البحري والجوي في محيط تايوان، مع التركيز على عمليات مشتركة لصدّ الغوّاصات والهجمات في البحر”.
ولم تحدّد القيادة في أيّ منطقة تجري المناورات ولا إذا كانت تنفّذ بالذخيرة الحيّة.
وخلال الأيام الأخيرة، نظّمت الصين أوسع مناورات عسكرية بالقرب من تايوان التي تعتبرها جزءا من أراضيها، حاشدة لها طائرات وسفنا حربية وصواريخ باليستية.
وسمحت هذه التمارين خصوصا بـ “صقل وتحسين القدرة على تدمير أهداف جزرية استراتيجية بواسطة ضربات دقيقة”، وفق ما نقلت وكالة الصين الجديدة عن جانغ جي المسؤول في القوات الجوية الصينية.
وتعتبر الصين تايوان، وهي جزيرة تقطنها قرابة 23 مليون نسمة، إقليما من أقاليمها لم تفلح بعد في ضمّه إلى بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية (1949).
وبقي الجيش التايواني في حالة تأهّب خلال المناورات ومن المقرّر أن يطلق تمارينه الخاصة بالذخيرة الحيّة اعتبارا من الثلاثاء.
وقال رئيس وزراء تايوان سو تسينغ-تشانغ الأحد إن الصين “تلجأ بهمجية إلى العمل العسكري” لزعزعة السلم في مضيق تايوان.
ودعا “الحكومة الصينية إلى التوقّف عن استعراض قدراتها العسكرية وتقويض السلم في المنطقة”.
وعادة ما يأتي مسؤولون وبرلمانيون أميركيون إلى تايوان في زيارات تبقى بعيدة عن الأضواء هدفها التأكيد على دعم الجزيرة، غير أن الصين رأت في زيارة بيلوسي التي تتبوّأ ثالث أعلى منصب في الدولة الأمريكية، استفزازا شديدا.
وردّت الصين على هذه الزيارة بتعليق سلسلة من المناقشات والشراكات الأمريكية الصينية، لا سيّما في مجال التغيّر المناخي والدفاع.
وفي دليل على مدى اقترابه من السواحل التايوانية، نشر الجيش الصيني السبت صورة التقطتها إحدى سفنه العسكرية، على ما يقول، تظهر مبنى للبحرية التايوانية على بعد بضع مئات الأمتار فقط.
وقد تكون هذه أقرب صورة اتخذتها قوات الصين القارية من السواحل التايوانية.
كذلك، نشر الجيش الصيني شريط فيديو لأحد طيّاريه يظهر من داخل قمرة القيادة في الطائرة سواحل تايوان وجبالها.
وبحسب التلفزيون الصيني الرسمي “سي سي تي في”، حلّقت صواريخ فوق تايوان خلال المناورات في محيط الجزيرة، في سابقة من نوعها إن ثبتت صحة هذه المعلومة.
وقال نيكلاس سوانستروم مدير معهد الأمن والتنمية في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية “أعادت هذه المناورات مسألة زيادة الميزانيات العسكرية إلى طاولة النقاش في بلدان المنطقة الأخرى. وفي نهاية المطاف، تقرّبت اليابان بعد أكثر من تايوان”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى