ضحية جديدة للتعذيب في المعتقلات الحكومية في العراق

بغداد- الرافدين
توفي شاب من أهالي منطقة الحرية ببغداد يدعى حيدر “29 عامًا” بعد اعتقاله من قبل مكافحة الإجرام وسجنه في مركز شرطة الحرية.
وقال أهل الشاب إن ابنهم اعتقل لمدة يومين قبل أن يستلموه في اليوم الثالث جثة هامدة من جراء التعذيب أثناء التحقيق.
وقال مقربون من الأسرة إن الشاب المغدور تعرض للصعق الكهربائي ما أدى إلى وفاته.
وأكد حقوقيون أن التعذيب كان يترك آثارًا على أجسام المعتقلين فتكون دليلًا على أن الاعترافات انتزعت منهم تحت التعذيب فيقرر القاضي ببطلان اعترافهم بعد عرضهم للجنة طبية.
إلا أن بعض ضباط التحقيق طوروا من أساليب التعذيب بحيث لا تترك أثرًا على جسد المعتقل ومنها وضع يدي السجين أو قدميه في الماء ويتم صعق الماء بالكهرباء فيتعرض المعتقل للصعق دون أن يترك في جسده أثر.
وقال محام إن بعض ضباط التحقيق يزيدون من الصعق الكهربائي إذا أصر المعتقل على رفض الاعتراف بالتهم الموجهة إليه التي تكون أغلبها تهمًا كيدية أو وشاية كاذبة وعلى أثر ذلك تحدث الوفاة للمعتقل.
وتحدث المرصد العراقي لحقوق الإنسان عن ورود معلومات تفيد بوفاة محتجز في سجن بمدينة الحرية ببغداد بعد تعرضه للتعذيب على يد عناصر الأمن، مطالبًا وزارة الداخلية بالتحقيق في هذه الجريمة ومعرفة أسباب الوفاة.
وكشف استمرار التعذيب وانتزاع الاعترافات بالقوة من المعتقلين في السجون ومراكز الاحتجاز الحكومية.
وقال المرصد إن وسائل الإعلام وتشديد الرقابة من قبل نشطاء ومنظمات حقوقية محلية وإقليمية ودولية، لم تمنع بعض عناصر الأمن من إساءة المعاملة وممارسة التعذيب للسجناء، وفي بعض الأحيان كانوا يصورون أنفسهم بمقاطع مصورة وهم يُعذبون الضحايا دون أي خوف من المحاسبة القانونية.
 القوات الأمنية قالت أن مجلسًا تحقيقيًا شكل لمعرفة ملابسات هذه الجريمة وإيداع ضابط التحقيق السجن على ذمة التحقيق.
وتشهد السجون العراقية تعذيبًا نفسيًا وجسديًا وسط غياب أبسط الحقوق لهؤلاء الضحايا، وفق التقارير الحقوقية.
وكرس الغزو الأميركي للعراق عام 2003 منهج التعذيب في السجون ؛ ومسألة الإفلات من العقاب.
وقال عمر الفرحان مدير المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب، إن “تدابير مكافحة الإرهاب رافقتها العديد من الانتهاكات للمدنيين؛ حيث قامت الأجهزة الأمنية والميليشيات باعتقال الكثير من المدنيين تعسفيًا، ورافق هذا الاعتقال تعذيب المعتقلين بدءًا من لحظة الاعتقال وحتى المحاكمة، ورافقت هذه التدابير أيضًا عمليات قتل خارج القانون بسبب التعذيب الممنهج ضدهم.