أخبار الرافدين
تقارير الرافديندولية

لعب أمريكي إيراني تحت غطاء طاولة إعادة توقيع الاتفاق النووي

مسؤول أمريكي: واشنطن لا تعتقد بأن الاتهامات الموجهة لبورصافي تؤثر على المحادثات مع طهران بشأن إحياء الاتفاق النووي.

لندن- الرافدين
تساءل معلقون سياسيون عن دلالة اتهام وزارة العدل الأمريكية لعضو في الحرس الثوري الإيراني بالعمل على اغتيال مسؤولين أمريكيين، في الوقت الذي تدفع فيه واشنطن باتجاه إعادة توقيع الاتفاق النووي الإيراني، بينما واحد من بنود الاتفاق متعلقة برفع الحرس من قائمة الإرهاب الامريكية السوداء.
ويرى المعلقون أن ثمة علاقة واضحة بين القضيتين لا تخلو من “اللعب الدبلوماسي الأمريكي الإيراني”، لكنها لم تزل غير واضحة للمعنيين.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر هويته، قوله إن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن الاتهامات الموجهة لشهرام بورصافي يجب أن تؤثر على المحادثات مع طهران بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي كبحت إيران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات.
على الجانب الآخر علق وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، على إعلان وزارة العدل عن اعتقال إيراني كان يخطط لاغتيال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق. بقوله في منشور على تويتر، الخميس، “رسالتنا إلى إيران واضحة: لن نتسامح مع التهديدات بالعنف ضد الأمريكيين – وهذا يشمل بالتأكيد المسؤولين الحكوميين السابقين. أي هجوم سيواجه عواقب وخيمة”.
واتهمت الولايات المتحدة عضوا في الحرس الثوري الإيراني الأربعاء بالتآمر لاغتيال جون بولتون مستشار الأمن القومي للرئيس السابق دونالد ترامب.
وقالت وزارة العدل الأمريكية إن شهرام بورصافي المعروف أيضا باسم مهدي رضائي وهو من طهران ويبلغ من العمر 45 عاما، كان على الأرجح مدفوعا لقتل بولتون انتقاما لمقتل قاسم سليماني القائد بالحرس الثوري الإيراني الذي لقي حتفه في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة في كانون الثاني 2020.
وذكرت الوزارة أن بورصافي كان مستعدا أيضا لدفع مليون دولار مقابل تنفيذ “مهمة” ثانية.
وذكرت مورغان أورتيغاس المتحدثة السابقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن مايك بومبيو، وزير الخارجية خلال فترة حكم ترامب، كان الهدف الثاني. ولم تعلق وزارة العدل على الأمر حتى الآن.
ولا ترتبط إيران بمعاهدة لتسليم المجرمين مع الولايات المتحدة، ولا يزال بورصافي حرا طليقا. وأصدر مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) الأربعاء ملصقا له باعتباره من أهم المطلوبين.
ورفضت إيران الاتهام الأمريكي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني “إيران تحذر بشدة من أي تحرك ضد المواطنين الإيرانيين تحت ذريعة هذه الاتهامات العبثية التي لا أساس لها”.
ولم يتضح بعد كيف سيرد الحرس الثوري الإيراني على الاتهامات.
والحرس الثوري هو فصيل سياسي في إيران يسيطر على إمبراطورية تجارية وقوات النخبة المسلحة والمخابرات التي تتهمها واشنطن بشن حملة إرهاب عالمية.
ويدير الحرس الإيراني قائمة من الميليشيات الارهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
واختُتمت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا يوم الاثنين، حيث قال مسؤولو الاتحاد الأوروبي إنهم قدموا نصا نهائيا لإحياء الاتفاق.
ووفقا للشكوى الجنائية، طلب بورصافي من شخص مقيم في الولايات المتحدة التقاط صور لبولتون بذريعة أنها ضرورية لكتاب يصدر قريبا.
وبعد ذلك قدم الشخص المقيم في الولايات المتحدة بورصافي إلى مخبر حكومي سري يمكنه التقاط الصور مقابل مبلغ من المال.
وقال المحققون إن بورصافي تواصل في الشهر التالي مع المخبر على تطبيق مراسلة مشفر وعرض عليه 250 ألف دولار لاستئجار شخص ما “للقضاء” على بولتون ووصل التفاوض على المبلغ إلى 300 ألف دولار.
وعندما طلب المخبر من بورصافي أن يكون أكثر تحديدا في طلبه، قال إنه يريد تصفية “الرجل”، وقدّم الاسم الأول لبولتون والاسم الأخير، حسبما ورد في بيان صدر بعد حلف اليمين وقُدم لدعم الشكوى.
وطلب من المخبر لاحقا فتح حساب عملة مشفرة لتسهيل الدفع. وفي اتصالات لاحقة، يُعتقد بأنه أبلغ المخبر بأنه طريقة تنفيذ القتل غير مهمة، لكن “مجموعته” ستحتاج إلى شريط مصور كدليل على تنفيذ المهمة.
وذكرت قناة (سي.إن.إن) أنه تم تشديد إجراءات الأمن للعديد من المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين بسبب التهديدات الإيرانية.
وقال بولتون للقناة “اعتقد أنه من الصواب تماما القول إن هذا النظام يستهدف الكثير من الأمريكيين الآخرين. هذا يخبركم ماهية هذا النظام وسمته”.
يشار إلى أنها لن تكون هذه المرة الأولى التي يحاول فيها الحرس الثوري تنفيذ عملية اغتيال بارزة على الأراضي الأمريكية.
ففي 2011، أحبط مسؤولون أمنيون مخططاً للحرس الثوري لاغتيال السفير السعودي الأسبق في واشنطن عادل الجبير بينما كان يتناول العشاء في مقهى ميلانو بالعاصمة واشنطن.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى