أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

اعتزال الصدر العمل السياسي يضرم شرارة المواجهات في المنطقة الخضراء

حظر التجول في أنحاء العراق وتأجيل الامتحانات بعد اقتحام أنصار التيار الصدري القصر الجمهوري.

بغداد- الرافدين

اقتحم أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مقر مجلس الوزراء في بغداد تعبيرًا عن غضبهم عقب إعلان الصدر اعتزال العمل السياسي، ليعلن الجيش على الإثر حظرًا للتجول اعتبارًا من الثالثة والنصف بعد الظهر.
وقال مصدر أمني من دون الكشف عن اسمه إن أنصار الصدر “دخلوا إلى قصر الحكومة” الذي يعد مقر الحكومة ويستضيف اجتماعات مجلس الوزراء في المنطقة الخضراء المحصنة التي أُغلقت مداخلها.
من جهة أخرى، اقتحم متظاهرون مبان حكومية في محافظة ميسان جنوبي بغداد. والتي يقوى فيها أنصار التيار الصدري.
وفيما العراق غارق في أزمة سياسية حادة منذ انتخابات تشرين الأول 2021، قال الصدر في بيان الاثنين “إنني الآن أعلن الاعتزال النهائي”. كما أعلن إغلاق كافة المؤسسات المرتبطة بالتيار الصدري “باستثناء المرقد لوالده محمد الصدر المتوفى عام 1999)، والمتحف وهيئة تراث آل الصدر”.
وجاء اعتزال الصدر بعد ساعات من اعلان المرجع الإيراني كاظم الحائري تخليه عن المرجعية لحساب المرشد علي خامنئي، مطالبا اتباعه باللجوء الى خامنئي.
وكان الصدر يشدد على أن والده اوصاه بأن يكون الحائري مرجعه في الاعتماد عليه. ولم يعرف بعد دلالة توقيت اعتزال الحائري والصدر وعما إذا كأن الامر مرتبط ببعضه، بالرغم من اعلان بيان الصدر اعتزاله العمل السياسي في الرد على الحائري.
وشاهد مراسلو وكالات الانباء الآلاف من أنصار الصدر في شوارع بغداد خارج المنطقة الخضراء يتوجّهون نحو هذا القصر الذي كان يستخدم خلال حكم صدام حسين للمناسبات والاستقبالات الرئاسية. وكان يطلق عليه اسم “القصر الجمهوري”.
ومن المنطقة الخضراء، أفاد مصوّر وكالة انباء الصحافة الفرنسية أن المحتجّين جلسوا على مقاعد في قاعة اجتماعات داخل القصر الحكومي ورفع بعضهم الأعلام العراقية فيما التقط آخرون صور سيلفي. وسبح آخرون في مسبح في حديقة القصر.
وغرّد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي على حسابه على “تويتر” بأنه “وجّه بتعليق مجلس الوزراء لجلساته إلى إشعار آخر بسبب دخول مجموعة من المتظاهرين مقر مجلس الوزراء المتمثل بالقصر الحكومي”.
وخشية تأزم الوضع، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان “حظر التجوال الشامل في بغداد اعتبارا من الساعة 15,30 الإثنين يشمل العجلات والمواطنين”.
ودعا الكاظمي مقتدى الصدر إلى “التدخل بتوجيه المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية”.
ويشهد العراق منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة شللا سياسيا كاملا بسبب فشل المفاوضات بين الأحزاب الرئيسية في التوصل إلى اتفاق لتسمية مرشح لرئاسة الوزراء خصوصا.
وتصدّر التيار الصدري نتائج الانتخابات ليشغل 73 مقعدا (من 329 مجموع مقاعد البرلمان)، لكن عندما لم يتمكن من تحقيق أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة، اعلن الصدر في حزيران استقالة ممثليه في البرلمان.
وبتوجيه من الصدر، دعا أنصاره المعتصمين أمام البرلمان منذ نحو شهر بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة من أجل السير بالبلاد على طريق الإصلاحات.
ويدعو الصدر إلى “إصلاح” أوضاع العراق من أعلى هرم السلطة إلى أسفله وإنهاء “الفساد” الذي تعاني منه مؤسسات البلاد.
ومنذ تموز، ارتفعت حدة التوتر بين الصدر وخصومه في “الإطار التنسيقي”، وهو تحالف سياسي يضم فصائل موالية لإيران.
وفيما يتمسك أنصار الصدر المولود في 1974، بمواصلة الاعتصام عند مبنى البرلمان، اعتصم أنصار الإطار التنسيقي على طريق رئيسي يؤدي الى أحد مداخل المنطقة الخضراء.
واقترح الصدر السبت أن تتخلى “جميع الأحزاب” الموجودة على الساحة السياسية منذ الاحتلال الأمريكي للعراق بما في ذلك حزبه، عن المناصب الحكومية التي تشغلها للسماح بحل الأزمة.
حتى الآن، لم يتطور الخلاف بين التيار الصدري والإطار التنسيقي إلى مواجهات مسلحة لكن الحشد الشعبي الذي تمثله فصائل موالية ضمن الإطار التنسيقي ألحقت بالقوات الحكومية، أعلنت استعدادها “للدفاع عن مؤسسات الدولة”.
ويضم التيار الصدري الذي لم تتسن له السيطرة على الحكومة منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، عدد كبير جداً من الموالين.
ويشغل عدد كبير من أعضاء وموالين للتيار مناصب حكومية مهمة منذ سنوات.
وتصاعد دور مقتدى الصدر بشكل متسارع بعد غزو التحالف الدولي للعراق بقيادة الولايات المتحدة في آذار 2003، خصوصا من خلال تشكيل فصيل مسلح باسم “جيش المهدي”، تحت شعار “مقاومة” الاحتلال.
ولم يتحدث الصدر في بيانه الاثنين عن جيش المهدي أو سرايا السلام.
وقالت مصادر أمنية إن قائد عمليات بغداد وجه بفك الاختناقات المرورية بشكل عاجل من أجل قطع الطريق على عصابات الجريمة المنظمة التي تحاول استغلال الأزمة الحالية.
وأعلنت وزارة التربية العراقية الإثنين تأجيل الامتحانات الوزارية للدور الثاني للدراستين الابتدائية والمتوسطة.
وقالت الوزارة، في بيان إنه” تقرر تأجيل الامتحانات الوزارية للدراستين الابتدائية والمتوسطة (الدور الثاني) للعام الدراسي 2021 – 2022، إلى إشعارٍ آخر”.
وبينت أن “القرار جاء مراعاةً للظروف الطارئة وحفاظاً على سلامة وأمن أبنائنا الطلبة الأعزاء”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى