أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

ترقب في الشارع العراقي بعد ليلة دامية وسقوط صواريخ على المنطقة الخضراء

تجدد الاشتباكات بين أنصار التيار الصدري وميليشيات الحشد تودي بحياة 23 شخصًا وإصابة المئات.

بغداد – الرافدين

يسود الترقب الشارع العراقي مع انتهاء ليلة دامية في الصراع بين القوى والميليشيات المتنافسة على السلطة في العراق.
وتجددت المواجهات الثلاثاء في بغداد فيما ارتفعت حصيلة القتلى من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى 23 منذ الاثنين على ما أفاد مصدر طبي.
وأصيب ما لا يقل عن 380 شخصا في المواجهات العنيفة في المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية على ما أوضح المصدر نفسه.
واندلعت اشتباكات ضارية الاثنين أودت بحياة نحو 20 شخصًا وأدخلت العراق في موجة جديدة من العنف بعد مواجهة بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي أعلن الانسحاب من الحياة السياسية، وميليشيات مسلحة في الحشد الشعبي تدين بالولاء لإيران.

المواجهة مستمرة

وقال الجيش الحكومي إن مسلحين أطلقوا عدة صواريخ على المنطقة الخضراء في بغداد الثلاثاء، فيما استمرت اشتباكات متفرقة لليوم الثاني بين الميليشيات المتنافسة.
وخلت الشوارع إلى حد كبير من المارة بينما جاب الشوارع مسلحون على متن شاحنات وهم يحملون أسلحة آلية ويلوحون بقاذفات قنابل.
وخلال الليل استمر إطلاق النار والصواريخ في أنحاء العاصمة العراقية.
وتسببت أزمة سياسية مطولة أعقبت انتخابات أجريت في تشرين الأول، تنافس خلالها الجانبان على السلطة، في بقاء البلاد بدون حكومة لأطول فترة متصلة على الإطلاق، كما أدت إلى اضطرابات جديدة بينما تكافح البلاد للتعافي من عقود من الصراع.
ويقود الصدر فصيل مسلح قوامه آلاف، فضلا عن ملايين الأنصار في أنحاء العراق. ويسيطر منافسوه، وهم متحالفون مع إيران، على عشرات من الفصائل شديدة التسليح دربتها القوات الإيرانية.
ويسيطر الصدر ومنافسوه منذ أمد طويل على مؤسسات الدولة ويديرون أنحاء كبيرة من العراق.
ومع حلول الليل، دوت أصوات نيران المدافع الرشاشة والانفجارات في المنطقة الخضراء التي تضم مقار حكومية وسفارات أجنبية، في أسوأ قتال تشهده العاصمة العراقية منذ سنوات.
وأعلن الصدر لاحقا الإضراب عن الطعام احتجاجا على استخدام السلاح من قبل جميع الأطراف.
والإثنين، قال رئيس الكتلة الصدرية البرلمانية المستقيلة حسن العذاري، في تغريدة، إن الصدر “أعلن إضرابا عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح””.
وتابع “فإزالة الفاسدين لا تعطي أحدا مهما كان مسوغا لاستعمال العنف من جميع الأطراف”.
ومنذ عام 2003، انخرطت الجماعات العراقية في صراع طائفي، قبل أن تدخل في الآونة الأخيرة في تنافس سياسي داخلي على مستوى الطائفة والعرق.
وتدور أحدث جولة من أعمال العنف بين أنصار الصدر، الذين يضمون مجموعات مسلحة بأسلحة ثقيلة، في مواجهة فصائل شبه عسكرية متحالفة مع إيران وقوات الأمن.
وقال مسؤولون أمنيون إن بعض الاشتباكات كانت بين مقاتلي سرايا السلام التابعة للصدر وأفراد من قوات الأمن العراقية المكلفة بحماية المنطقة الخضراء، لكن الميليشيات المسلحة المتحالفة مع إيران متورطة فيها.
وهاجم الموالون للصدر، الذين يحتلون مبنى البرلمان منذ أسابيع، مقر الحكومة في القصر الجمهوري بالمنطقة الخضراء ببغداد، حيث قفز بعضهم في حوض سباحة ولوحوا بالأعلام.
ثم اندلعت اشتباكات بين شبان موالين للصدر وأنصار الميليشيات في الحشد الشعبي المتحالفة مع إيران، إذ رشقوا بعضهم بعضا الحجارة قرب المنطقة الخضراء، قبل الاشتباكات المسلحة ليلا.
في غضون ذلك، أعلن الجيش العراقي حظر تجول مفتوحا في جميع أنحاء البلاد وحث المتظاهرين على مغادرة المنطقة الخضراء.
ويخشى عراقيون كثيرون من أن تؤدي تحركات كل معسكر من الميليشيات المتنافسة إلى اندلاع حرب أهلية جديدة.
وقال كاظم هيثم أحد أنصار الصدر “جاء الموالون لإيران وأحرقوا خيام الصدريين وهاجموا المتظاهرين”.
وسبق أن انسحب الصدر من السياسة والحكومة وحل الفصائل الموالية له، لكنه يحتفظ بنفوذ واسع داخل مؤسسات الدولة وما زال لديه فصيل مسلح يقدّر عدد أعضائه بعدة آلاف.
وغالبا ما كان يعود الصدر إلى نشاطه السياسي بعد إعلانات مماثلة، على الرغم من أن الأزمة السياسية الحالية في العراق يبدو أنها عصية على الحل مقارنة بفترات الشلل السابقة.
وقال مصطفى الكاظمي، حليف الصدر والذي يقود حكومة لتصريف الأعمال، إنه وجه بتعليق جلسات مجلس الوزراء حتى إشعار آخر بعد “دخول متظاهرين إلى القصر الحكومي” الاثنين. وناشد الصدر علانية التدخل لوقف العنف.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى