أخبار الرافدين
الأخبارتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

معهد الشرق الأوسط الأمريكي: إيران عاجزة عن ترميم “البيت الشيعي” الواهن

لندن- الرافدين
أكدت دراسة جديدة على أن الصراع على السلطة بين الأحزاب والميليشيات كشفت وهن ما سمي بـ “البيت الشيعي” الذي دفعت إيران على تأسيسه بعد احتلال العراق عام 2003.
وذكرت الدراسة التي كتبتها الباحثة السياسية المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط هالي بوبسين ونشرت في “معهد الشرق الاوسط” الأمريكي، أن “أزمة النخبة” وارتباط إيران بما يجري في العراق، متعلق بالمنافسات السياسية القديمة والخلافات الشخصية في التنافس على المناصب الحكومية.
وأكدت الدراسة المطولة التي نشرها المعهد الذي تأسس قبل 75 عاما، على عجز إيران عن إعادة جمع أتباعها في العراق من الأحزاب الطائفية والميليشيات الذين لم يعد بمقدورهم بعد الخلافات الدامية بين التيار الصدري والإطار التنسيقي الحديث عن “بيت شيعي” موحد.
يأتي ذلك في وقت ذكرت مجلة “فورين بوليسي” أن العراق مقبل على حرب أهلية أطرافها الأحزاب والميليشيات الشيعية المتنافسة على الحصة الأكبر في تشكيل الحكومة.
ووصفت المجلة الخلاف المتصاعد بين القوى والميليشيات الشيعية بانه يمثل أسوأ صراع شيعي داخلي منذ سنوات، كما يفند اسطورة “البيت الشيعي” التي اشاعاتها الأحزاب والميليشيات الولائية.
ويجمع مراقبون على أن ما يسمى بـ “البيت الشيعي” لم يكن قائما إلا على مستوى الوهم السياسي. ذلك لأن الأحزاب الشيعية ومن خلفها الميليشيات التابعة بشكل مباشر للحرس الثوري الإيراني لا يربطها مزاج عقائدي واحد وإن كانت تنتسب إلى المذهب الديني نفسه وهو إطار خارجي لا علاقة له بالسياسات التي يتبعها كل حزب.
ويصف المحلل السياسي العراقي فاروق يوسف “البيت الشيعي” بانه كيان من هواء وليس هناك ما يجمع بين الفصائل المسلحة إلا ولاؤها لإيران الذي قد يشجع أحيانا على القتال بسبب ما ينطوي عليه من حقد وكراهية وخيانة وإذلال للذات.
وحاولت الأحزاب والميليشيات أن تطوي خلافاتها مؤقتا في السنوات الأولى لاحتلال العراق، فالفريسة لا تنتظر. ومن أجل تلك الفريسة تستحق أن تُطوى تلك الخلافات البكائية. ذلك ما نجحت فيه عبر السنوات الماضية وهي مطمئنة إلى أن الحماية الأمريكية ــ الإيرانية ستبقيها في حالة استرخاء.
وسرعان ما تطور الخلاف على الحصة الأكبر في تشكيل الحكومة الى قتال دموي بين أطراف ما كان يسمى بالبيت الشيعي، وتمكن مقتدى الصدر في غضون 24 ساعة من إظهار مدى قوته، عندما خضعت شوارع العاصمة العراقية بغداد للعنف قبل أن يتوقف هذا العنف، بطلب منه في الحالتين.
وقال خبير عراقي في الشؤون الإيرانية ان المناصب المهمة في السفارات الإيرانية في المنطقة يتم تعيينها من جانب الحرس الثوري الإيراني، لان العراق ولبنان على سبيل المثال، دولتان مهمتان وتحظيان بالأولوية بالنسبة إلى الحرس الثوري.
وأكد قيادي في أحد أحزاب الإطار على أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي “لديه علاقات جيدة مع الحرس الثوري الإيراني” منذ توليه منصبه.
وأشار تقرير بوبسين الى ان الإطار التنسيقي نفسه منقسم إزاء النهج الأمثل للتعامل مع مقتدى الصدر، اذ بينما يدعو البعض كحيدر العبادي وهادي العامري الى اتخاذ مواقف معتدلة أكثر من أجل احتوائه وتفعيل مختلف القنوات السياسية داخل العراق وخارجه، يرفض المتشددون كنوري المالكي وقيس الخزعلي وعمار الحكيم ذلك قائلين ان عليهم دفعه الى الخلف لكي يتعلم الدرس.
ومع اقتحام الصدريين البرلمان، قال مسؤول في حزب سياسي داخل الإطار التنسيقي أنه كان هناك اجماع متزايد على ان الصدر قد تمادى، وهو ما يتطلب إجراءات تصعيدية، كما وصف ما جرى وقتها بأنه كان “مؤامرة” و”خطة كبيرة يدعمها الصدريون” من أجل الاستيلاء على السلطة.
ونقل التقرير عن المسؤول قوله ان “الصدريين حاولوا الاستيلاء على القصر الجمهوري تماما مثلما فعل أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الا ان سرايا السلام خسرت بسرعة وغادرت في غضون ساعات”.
مع ذلك اعتبر التقرير أن الإطار التنسيقي منقسم على نفسه ويفتقر الى رؤية مشتركة بخلاف التصدي للصدر وعرقلته.
ونقلت بوبسين عن قيادات في الإطار تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أقروا بوجود انقسامات عميقة متعلقة بمعارضتهم لأي حكومة قد تنتقص من سلطتهم.
وأشاروا الى الخلافات العميقة بين قادة الميليشيات بعد أن وجدوا أنفسهم بلا عمل يدر عليهم الأموال، فدخلوا في صراع سياسي على السلطة حيث تسعى القوى الى الاستفادة من المكاسب وتقليل الخسائر في حقبة ما بعد داعش.
وقال قيادي في الإطار التنسيقي، إن الصراع المستمر بين الأحزاب والميليشيات الشيعية قد يؤدي الى زعزعة استقرار العراق وهو ليس في مصلحة إيران التي تفضل تشكيل حكومة موحدة يقودها أتباعها في العراق.
ومع تهدم البناء الطائفي الهش الذي تأسس عليه البيت الشيعي، فأن أطراف لاعبة مختلفة تسعى لإصلاح العلاقة بين المالكي والصدر، بما في ذلك ممثلين عن حزب الله اللبناني.
وقال نائب في حزب الله اللبناني إن التماسك الداخلي بين الشيعة يمثل اولوية بالنسبة للمنطقة بشكل عام وبالنسبة لإيران بشكل محدد، وأن اي جهد يستهدف تقويض هذا التماسك، يعتبر “مؤامرة” تقودها جهات خارجية.
ورسم قادة الإطار التنسيقي صورة لمقتدى الصدر على أنه رجل طموح ومتعطش للسلطة وغير منتظم ويسعى للسيطرة على كل شيء.
وقال أحد مسؤولي الإطار ان صورة الصدر هذه تثير “المشاكل داخل القيادة الصدرية، حيث لم يكونوا مرتاحين إزاء ما كان يجري، وشعورهم بأنهم لم ينجزوا شيئا”.
وشددت قيادات الإطار على ان الصدر لا يتمتع بالمؤهلات الدينية لكي يكون مرجعا ويحل محل علي السيستاني، الا أنه يسعى ليكون الزعيم الاعلى في العراق.
وقال أحد مسؤولي قوى الإطار ان الصدر يريد ان يكون الشخصية العراقية المعادلة لشخصية حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى