أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

حكومة بغداد لا تحرك ساكنًا حيال تلاعب إيران بكهرباء العراق

اعتماد العراق على الغاز الإيراني رهان خطير وخطأ كبير على استقرار في المنظومة الكهربائية.

بغداد – الرافدين
استهجن عراقيون المواقف الهزلية التي تؤديها الحكومة الافتراضية في الخضراء تجاه ملف أزمة الكهرباء، ففي الوقت الذي تعاني فيه مدن ومحافظات عراقية من شلل في ساعات تجهيز الكهرباء بسبب أعمال الصيانة التي يجريها الجانب الإيراني في خطوط إمدادات الغاز المغذية لمحطات الطاقة الكهربائية في العراق، تسارع الخطى للتفاوض مجددًا مع إيران بغرض زيادة كميات الغاز المستوردة إلى أكثر من الضعف دون النظر في التأثير الحاصل على المواطن العراقي، جراء المعاناة الحقيقية من التحكم في إطلاقات الغاز بذرائع مختلفة مما يتسبب بتفاقم أزمة الكهرباء.
ولفتوا إلى أنه “على الرغم من امتلاك العراق لكميات كبيرة من الغاز الطبيعي غير المستثمر، إلا أنه ما يزال يعتمد في إنتاج الطاقة الكهربائية على الغاز الإيراني، ليندرج ملف الطاقة في العراق ضمن أساليب الضغط التي تستخدمها طهران في التأثير على الحكومات الدول التي تقع ضمن مخططها التوسعي”.
وكشفت وزارة الكهرباء عن فقدان قدرة توليدية تصل لحوالي 2500 ميغاواط بسبب توقف ضخ الغاز من الجانب الإيراني.
وقالت الوزارة في بيان لها إنه “وبحسب طلب الجانب الإيراني بإجراء أعمال صيانة لشبكة الأنابيب الناقلة للغاز للمنطقة الوسطى وداخل الأراضي الإيرانية للفترة من العاشر إلى الخامس عشر من تشرين الأول الجاري مما سيتسبب بفقدان قدرة توليدية تصل لحوالي 2500 ميغاواط في عموم المنظومة الوطنية نظرًا لتوقف ضخ الغاز المورد”.
وأضافت أن “ذلك التوقف سيحدد الطاقات المنتجة من الكهرباء، وسيؤثر على ساعات تجهيز المواطنين بالكهرباء في بغداد والمناطق الوسطى للفترة المشار إليها سابقا”.
ويرى المهتم في الشأن الاقتصادي عامر الخفاجي أن “مشكلة الغاز وحل أزمة الكهرباء، تتطلب موقفًا وإرادة سياسية أكثر مما هي فنية”، مبينًا أن “ما هو واضح في تصنيفات وتقسيم النظام السياسي في العراق، فإن هناك وكلاء لطهران نافذين بشكل كبير في العملية السياسية وهيكل النظام، بالتالي طوال السنوات الماضية التي كان بالإمكان تجاوز مشكلة الكهرباء المتعلقة بالغاز، كانت هناك إرادة وأياد خفية تدفع ببقاء العراق معتمدًا على الغاز الإيراني”.
وأضاف الخفاجي أن “إمدادات الغاز الإيراني إلى العراق تمثل إحدى أهم الوسائل الإيرانية في الالتفاف على العقوبات الدولية، ونافذة لإنعاش اقتصادها، بالتالي أنه على أقل تقدير أن طهران لن تسمح للعراق بالاستغناء عن غازها في الوقت الحالي، سواء كان عبر وكلاءها في داخل النظام السياسي أو الأذرع المسلحة الموالية لها“.
وأوضح الخبير في شؤون الطاقة مازن السعد أن “العراق حتى الآن لا يستطيع توفير الغاز لمحطات الطاقة الكهربائية، أما الغاز القادم لبعض المصافي لا يسد أي جزء من احتياج وزارة الكهرباء، ولذا نرى الاعتماد الكلي والرئيسي على استيراد الغاز الإيراني”.

مازن السعد: العراق يستطيع التخلي عن الغاز الإيراني، إذا توافرت إرادة وطنية حقيقية

وأضاف السعد، أن “العراق يستطيع التخلي عن الغاز الإيراني، إذا توافرت إرادة وطنية حقيقية لإنتاج الغاز محليًا من قبل المصافي العراقية، لكن الفساد سبب أساسي لعجز العراق عن إتمام هذه الخطوة”.
وقال أن “إمكانية العراق النفطية تؤهله لأن يكون هو المصدر للغاز في المنطقة والعالم وليس مستوردًا، لكن سوء التخطيط والإدارة جعل العراق متأخرًا في هذه الخطوة التي يمكن أن توفر له أموالا طائلة تدعم موازناته السنوية”.
ويقول مراقبون إن اعتماد العراق على الغاز الإيراني رهان خطير وخطأ كبير على مستويات الاقتصاد والاستقرار في المنظومة الكهربائية.
وأضاف المراقبون أن “العراق سوف يبقى على نفس المأساة ونفس المشاكل، والحل مرهون بتجهيز الغاز من إيران”.
ويشار إلى أن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، قدرت أن العراق أشعل 629 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي، بسبب عدم كفاية خطوط الأنابيب والبنية التحتية لغاية الآن، مبينة أن هذه الكمية المحترقة من الغاز تكفي لإمداد 3 ملايين منزل بالطاقة.
وبحسب إدارة الطاقة الأمريكية فإن “70 بالمائة من الغاز العراقي هو غاز مصاحب، و30 بالمائة غاز طبيعي، وأن العراق يتلف 62 بالمائة من إنتاجه من الغاز، أي ما يعادل 196 ألف برميل من النفط أي بلغة الأرقام يكفي لتكاليف إنشاء صناعة غاز جديدة بالكامل.
وتشير بيانات البنك الدولي إلى أن افتقار حقول النفط العراقية لمعدات جمع الغاز، يؤدي سنويا إلى حرق 18 مليار متر مكعب من الغاز المصاحب للنفط، وبحسب تقديرات دولية، فان هذا الحرق يكلف العراق 2.5 مليار دولار سنويا، أو ما يعادل 1.55 مليار متر مكعب من الغاز يوميًا، وهو ما يعادل 10 أضعاف ما يستورده العراق من إيران.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى