أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

القرآن الكريم يدل الإنسان إلى إدارة كافة شؤون حياته

الدكتور عبد الكريم أبو سماحة: الله تبارك وتعالى أنزل القرآن الكريم ليكون طريقًا إلى الجنة وفي الوقت نفسه طريقًا إلى جعل الدنيا أحسن حياة.

عمان- الرافدين
نبّه الدكتور عبد الكريم أبو سماحة إلى وجوب قراءة القرآن الكريم بطريقة غير تقليدية، بحيث يكون هو الدليل للإنسان في كافة شؤون حياته، مبينًا أن القرآن الكريم أعطى الإنسان مفاتيح كل الأمور المتعلق بالدنيا والآخرة، وأن قيام المسلم بقراءة القرآن قراءة صحيحة ومتقنة ذات تدبر وفهم، كفيلة أن توضح له ماهية السنن الكونية وتبصّره في دلالتها ومقاصدها.
وأستكمل أبو سماحة الجزء الثاني من محاضرته “السنن الربانية من خلال القرآن والسنة” في مجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين في العاصمة الأردنية عمان، مسلطا الضوء على تطبيقات وأمثلة من القرآن الكريم توضح السنن الرّبانية ووقائعها في تفاصيل أكثر تخصيصًا مما طرح من عموميات في المحاضرة السابقة، مشيرًا إلى أن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن الكريم ليكون طريقًا إلى الجنة وفي الوقت نفسه طريقًا إلى جعل الدنيا أحسن حياة، فضلاً عن دوره في قيادة الأمة إلى العز والتمكين والريادة والحياة الطيبة.
وقال الدكتور أبو سماحة في المحاضرة التي حضرها روّاد مجلس الخميس الثقافي من أبناء الجالية العراقية في عمّان، وعدد من ضيوف هيئة علماء المسلمين “إن السنن والقوانين الربّانية متنوعة في مجالات عديدة بتنوع الموجودات؛ سواء ما يتعلق بالنعم، أو الحياة، أو الهدى والضلال، أو المجتمعات، أو العز والذل، أو النصر والهزيمة، أو نفس الإنسان وجوارحه، فضلاً عن الفوائد والمنح التي توفرها هذه السنن للإنسان في طريقة تعامله مع الله وطرق عيشه في هذه الحياة، والاستعداد للحياة الأخرى في الآخرة.”
و ضرب أمثلة على قوانين الله وسننه ما يتعلق بالنفس الإنسانية وتعاطيها مع الحياة، ومن ذلك قوله تعالى {فإنَّ معَ العُسرِ يُسرًا}، وهي السنّة التي يتعلّم الإنسان في ضوئها أسباب الفرج بعد الشدّة، وكيفية تجاوزه مشكلات الحياة بما تمنحه هذه السنة من عوامل الصبر والتحمّل، ومنها أيضًا ما جاء في قوله تعالى {قدْ أفلَحَ مَن زكّاها} وهي السنّة أو القانون الرّباني الذي يعد من اهم الموضوعات التي يجب على المسلم أن يشتغل عليها، ولا سيما في تزكية النفس وتهذيبها وتربيتها، مشيرًا إلى أنها تتصل أيضًا بقانون “الحياة الطيبة” وارتباطها بالعمل الصالح، ومعالجة القلوب والنفوس من الأمراض والأكدار التي تصيبها بسبب الحياة ومتعلقاتها.
وتطرق المحاضر إلى عشرات النماذج من القوانين والسنن الرّبانية في مجالات مختلفة، وقد أسهمت الأسئلة والمداخلات التي أعقبتها، في إثراء الموضوع، وتسليط الضوء على فوائد ومسائل ذات صلة به.
وكان الباحث قد قدّم الجزء الأول من الموضوع في الثالث عشر من أيلول وتحدث فيه عن التفقّه في السنن الربّانية وفهمها وإتقان التعامل معها، وعن أهمية معرفة الارتباط بين حركة الناس والشعوب، وبين القوانين الربانية التي تحكم التاريخ والمجتمعات والحياة والنفس الإنسانية.
وبيّن الدكتور أبو سماحة الذي شغل مهام طبية في إدارة مستشفيات في الأردن والسعودية واليمن، أن الجيل الأول من المسلمين فهموا من خلال القرآن الكريم والسنة الشريفة؛ معادلةَ التغيير في ضوء السنن الربّانية، مبينًا أن قوانين الله وسننه غلّابة، فلا يمكن للإنسان أن يتصادم معها ويحقق مراده، لافتًا إلى أن هذه القوانين وآثارها ليست حركة لحظية وإن كانت في حقيقتها حركة تغيير، بل تمتد على مسار التاريخ وتأخذ وقتًا وزمنًا عبر جيل أو جيلين أو أكثر، وأن ذلك من رحمة الله تعالى بعباده وبالمجتمعات وعلى البشرية لأنها بهذا الشكل تحافظ على استقامة الحياة وتوازنها.
واستعار بأمثلة من القرآن الكريم في حديثه عن الأمم والأقوام والجماعات، وما حصل في عملية التغيير التي جاء بها الإسلام حيث غيّر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أسوأ واقع على وجه الأرض وجعله أحسن ما يكون، بالإضافة إلى أمثلة أخرى متعددة من الواقع المعاصر ولا سيّما تلك التي تتعلق بالقوى العالمية التي انهارت أو التي على وشك الانهيار.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى