من ينزع سلاح الميليشيات؟
تقارير دولية: العراق يعيش فوضى أمنية في ظل انتشار سلاح الميليشيات منذ عام 2003.
بغداد ــ الرافدين
تحتفي الأمم المتحدة في الذكرى السنوية للأسبوع الدولي لنزع أسلحة الدمار الشامل الذي تبدأ فعالياته بين 24 – 30 تشرين الأول من كل عام.
والذي تدعو من خلاله تعزيز الأمن وحماية الناس من الأذى عن طريق نزع الأسلحة والحد من الصراعات المسلحة.
في الوقت الذي تعاني معظم دول العالم من تداعيات الفقر والموت والعنف وغيرها من الأزمات.
وذكرت مؤسسة “تروثوت” للدراسات، أن الإرث العنيف لغزو العراق، سيبقى إلى عقود عديدة قادمة، مطالبة بالاعتراف الأمريكي بالمسؤولية، ليس فقط من مهندسي الحرب داخل إدارة بوش، وإنما أيضًا مسؤولو الكونجرس من كلا الحزبين.
وتصدر العراق دول المنطقة في قضايا العنف وسطوة السلاح المنفلت وفقًا للتقارير الدولية، وسط غياب واضح لأي دور لبعثة الأمم المتحدة في العراق للحد من فوضى السلاح وترويع المدنيين، ما يفند مزاعمها في نشر السلام والأمن في العالم والحد من الصراعات المسلحة.

ويرى مراقبون أن الإحاطة الأخيرة لممثلة الأمين العام في العراق جنين بلاسخارت في مجلس الأمن عن آخر التطورات السياسية في العراق تمثل إعترافًا أمميًا واضحًا بتحول العراق إلى دولة فاشلة يتحكم فيها زعماء السلاح، ولغة الحوار فيها دبلوماسية الصواريخ.
وأضاف المراقبون أن الحكومات المتعاقبة عجزت عن ضبط سلاح الميليشيات المدعومة من إيران وتكتفي بالتصريحات الإعلامية دون نتائج.
وأكد المراقبون أنه لايمكن تحقيق أي تغيير حقيقي بواقع العراق في ظل وجود سلاح الميليشيات وغياب سلطة القانون.
وقال مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي حسين، إن انتشار السلاح المنفلت في العراق هو أحد الأزمات المعقدة.
وأشار حسين إلى ارتباط أغلب الميليشيات عسكريًا بـ”الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس” حيث أضحت تلك الميليشيات دولة عميقة داخل العراق، وتسيطر على قدرات اقتصادية ومالية وسياسية، ولديها مصانع للسلاح والصواريخ والطائرات المسيرة.
وقال الباحث في القضايا الإستراتيجية مخلد حازم الدرب، إنه من المستحيل السيطرة على ظاهرة “انفلات السلاح” لأن الميليشيات أقوى من الحكومة ولديها أحزاب سياسية مهيمنة على جميع مفاصل الدولة.
وحذر معهد واشنطن الأمريكي من تنامي نفوذ الميليشيات في البلاد واصفًا إياها ” بأنها بمثابة السرطان الذي طال أمده في العراق”.
وأضاف المعهد أن الاشتباكات المسلحة التي اندلعت داخل المنطقة الخضراء أظهرت خطر الميليشيات على العراق.
وتُذكر حالة الفوضى في العراق المجتمع الدولي بكذبة أمريكا وشركائها التي آلت إلى فوضى يفضحها ماضي وحاضر العراق، إذ أوقعت البلاد في حقبة دامية من الدمار والخراب على مختلف الأصعدة.
وعجز حكوماته المتعاقبة عن “حصر السلاح بيد الدولة” في ظل احتدام الصراع بين شركاء العملية السياسية الذي سيفاقم مستويات العنف المتعددة في المرحلة القادمة..