أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الفساد يشعل الكثير من الحرائق في العراق!!

مراقبون: انعدام إجراءات السلامة وتهالك البنى التحتية أبرز أسباب اتساع ظاهرة الحرائق في البلاد.

 بغداد ــ الرافدين

تكاد الحرائق أن تكون مشهدًا يوميًا في البلاد، لا سيما في المجمعات التجارية والدوائر الحكومية والمستشفيات، دون أي خطوات جادة للحد من هذه الظاهرة الدخيلة، التي تشكل تهديدًا لأرواح المواطنين وممتلكاتهم في كل عام.
وشهدت محافظة النجف فاجعة كبيرة بعد اندلاع حريق هائل في المجمعات التجارية بالمدينة المائية، الذي تسبب بخسائر مادية تقدر بمليارات الدنانير نتيجة الفساد وغياب الرقابة والمتابعة بعد منح الرخص الاستثمارية.
وعزا أصحاب المحال التجارية في المدينة المائية بمحافظة النجف أسباب الحريق إلى سيطرة الفاسدين وتحكمهم بمقدرات البلاد، ومنح الامتيازات الاستثمارية المخالفة للقانون، مقابل أخذ الرشاوى من المستثمرين، وإن كان ذلك على حساب أرواح العراقيين.
وقال ناشطون، إن مديرية الدفاع المدني في المحافظة سبق أن رفضت تنفيذ مشروع المدينة المائية لمخالفته لشروط السلامة، إلا أن أعمال الإنشاء مضت بسبب نفوذ رجل الأعمال اللبناني محمد عيسى المنفذ للمشروع بالتعاون مع الميليشيات في النجف.
وأكد الناشطون، أن هناك شبهات فساد تحوم حول مشروع المدينة المائية، الذي نفذ وفق مواصفات لا تطابق التصاميم الأصلية التي منحت بموجبها رخصة الاستثمار.
في ظل اتهامات عديدة بالفساد ضد رئيس هيئة استثمار النجف ضرغام كيكو، تتعلق بهدر المال العام وتمرير اتفاقيات مشبوهة بحسب وثيقة صادرة عن هيئة النزاهة.
وقال الكاتب الصحفي بهاء خليل في مداخلة مع “قناة الرافدين”، إن “هناك أطرافًا عدة متورطة بحريق المدينة المائية في النجف بسبب تجاوز المشاكل التي نبه عليها الدفاع المدني مثل مادة لا تصلح للبناء لكن يتم استخدامها حتى الآن”.
وأضاف خليل، أن المستثمر لا يلتزم بتوجيهات مديرية الدفاع المدني بتطبيق إجراءات السلامة.
وتشير الإحصائيات الحكومية في العراق إلى نشوب نحو 14 ألف حريق خلال النصف الأول من العام الجاري مخلفة خسائر مادية كبيرة، وإصابة المئات، وطالت تلك الحرائق مستشفيات ومؤسسات حكومية ومدارس ومطاعم ومخازن تجارية ومجمعات سكنية، بالإضافة إلى مئات الدونمات الزراعية، فيما تكتفي الجهات الحكومية بنسب أسباب الحرائق في الغالب إلى التماس الكهربائي.

الحرائق في العراق ظاهرة مزمنة تهدد حياة العراقيين وممتلكاتهم

بينما يؤكد مراقبون أن العديد من هذه الحرائق تفتعل بهدف إخفاء أدلة تدين فاسدين، أو نتيجة التنافس الدائر بين الأحزاب والميليشيات التي تتصارع فيما بينها.
وانتقد المراقبون ضعف الإجراءات الوقائية وعدم توفر أجهزة الإطفاء الحديثة في المؤسسات الحكومية والمستشفيات، مشيرين إلى احتراق مستشفى ابن الخطيب في بغداد ومستشفى كورونا بالناصرية والذي تسبب بمئات الضحايا وآلاف الجرحى عام 2021.
وأكد المراقبون أن انتشار الأبنية المعدة من ألواح “الساندويتش بانل” يزيد من المخاطر التي تسببها الحرائق خاصة لأنها سريعة الاشتعال ومخالفة لتعليمات السلامة.
ويؤكد اقتصاديون، أن العراق يتكبد خسائر مالية تقدر بالمليارات شهريًا بسبب الحرائق.
وقال الباحث صفاء خلف، إن مشهد الحرائق في العراق جزء أساسي لمشهد الفساد ، مشيرًا إلى أن نسب الحرائق ستزداد من سنة لأخرى.
وأضاف خلف، أن كثرة الحرائق يعد مؤشرًا مقلقًا على تهالك البنية التحتية لأدوات السلامة ومكافحة الحرائق وغياب الإجراءات الحكومية الصارمة، والتهاون في مسائل السلامة والأمن على نحو واسع.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى