أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

زلماي خليل زاد يسقط في ازدواجية فظة بتحذير السوداني من الدور الإيراني

السفير الأمريكي السابق يحاول إعادة تأسيس الفشل بوصفه نجاحا، بعد أن نفذ سياسة بوش في احتلال العراق وتسليمه إلى إيران.

دهوك- الرافدين
وصف محللون ومختصون في العلوم السياسية تحذيرات الدبلوماسي الأمريكي زلماي خليل زاد من الدور الإيراني في العراق، بـ “الازدواجية المترهلة والفظة” لدبلوماسي أمريكي كان من بين أهم من فتح بوابات العراق للتدخل الإيراني.
وأكدوا على أن تصريحات خليل زاد في محافظة دهوك، محاولة لإعادة تأسيس الفشل بوصفه نجاحا، فهو أكثر من نفذ سياسة الرئيس جورج بوش في صناعة الفشل في العراق وتسليمه إلى إيران، بينما خرج مهزوما مع القوات الأمريكية من أفغانستان بعد جولات من المفاوضات مع حركة طالبان.
ووصف إريك إيدلمان مسؤول الأمن القومي السابق الذي عمل في عهد الرئيس رونالد ريغان، زلماي خليل زاد المهزوم في أفغانستان بانه قبل أن يلعب دور “الشخصية المأساوية” في إشارة تهكم على فشله الدبلوماسي في الحوار مع حركة طالبان الأفغانية.
وقال صحفيون وأستاذة علوم سياسية استمعوا إلى مشاركة خليل زاد في منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط بنسخته الثالثة المنعقد في الجامعة الأمريكية بدهوك، أن السفير الأمريكي السابق في العراق والمتوج بالفشل الأمريكي في أفغانستان، يدير حملة علاقات عامة دولية لتحسين سمعته، أوصلته إلى محافظة دهوك في كردستان العراق للمشاركة في منتدى سياسي متعلق بالسلام.
ونفذ زلماي خليل زاد فلسفة سيئيْ الذكر بوش الابن ودونالد رامسفيلد الكامنة في قرار الحرب تجلب الحرية لأفغانستان ثم العراق، ويتحدث اليوم عن السلام في نفس البلد الذي غادره السلام منذ أن وطئت أقدام أول جندي أمريكي أرضه.
وحض زلماي خليل زاد حكومة محمد شيّاع السوداني على أن تعمل على حفظ سيادة العراق، وأن تمنع إيران من التدخل بشؤون البلاد.
وقال خليل زاد في كلمة له خلال مشاركته في منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط المنعقد في محافظة دهوك، إن “العراق بلد مهم جدا لأمريكا، وبعد العام 2003 عملت الولايات المتحدة على الحكومات المتعاقبة في العراق”.
وأضاف “قد تشكلت حكومة جديدة، وهناك أطراف سياسية مختلفة تشترك بها، وهنا يُطرح تساؤل هل بإمكان رئيس مجلس الوزراء تطبيق برنامجه الحكومي، والاتفاق السياسي الذي تمخضت عنه هذه التشكيلة”.
وأوضح أن الشعب العراقي لديه مطالب عديدة، ويدعو إلى توفير الخدمات، ويتعين أن تكون هناك إرادة لحفظ سيادة العراق، وهذه المسؤولية تقع على عاتق حكومة السوداني.
ويمثل كلام خليل زاد درجة متقدمة في التناقض والازدواجية، فهو كان أول من ساعد إيران لمد أذرعها في العراق عندما أدار مؤتمر المعارضة العراقية في لندن قبل احتلال العراق بمشاركة أقطاب إيران من المجلس الأعلى وحزب الدعوة.
ولعب خليل زاد عندما كان سفيرا لبلاده في العراق الدور الرئيسي في صعود نوري المالكي لرئاسة الوزراء، الذي كان أفضل من فتح الطرق على أوسعها لمشروع الهيمنة الإيرانية على العراق.
وأضفى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن على زلماي صفة الدبلوماسي المخضرم، عندما اجتاحت القوات الأمريكية أفغانستان، واستعان به لاحقا في العراق عندما جمع أقطاب المعارضة في مؤتمر لندن، ثم كسفير في بلد ساهمت الديمقراطية الأمريكية المزعومة في تحطيمه والإجهاض على ما تبقى من أي مؤسسة تمت بصلة لمفهوم الدولة.
وإذا يتم التغاضي عن قصد عن كل ما جرى في فكرة التحطيم الأمريكية للدولة العراقية، فالتاريخ سينظر إلى زلماي بوصفه من شرّع الباب لأكبر فساد سياسي في تاريخ العراق المعاصر أداره نوري المالكي.
وأرّخ زلماي خليل زاد لأكبر فشل وفساد سياسي في تاريخ العراق المعاصر عندما عيّن نوري المالكي رئيسا لوزراء العراق خلفا لإبراهيم الجعفري الذي كان مسؤولا عن أكبر مجزرة طائفية شهدها العراق، لتستمر اللحظة الشاذة إلى سنين شاذة.
ويعترف المالكي بفضل خليل زاد عليه بقبوله كرئيس للوزراء في العراق عام 2006، عندما كان سفيرا للولايات المتحدة في بغداد.
ويؤكد ذلك زلماي نفسه عندما اختلط الأمر بين القوى الطائفية المستحوذة على الكعكة العراقية الثمينة، على من يرأس الحكومة العراقية.
يذكر ذلك خليل زاد عندما أُخبر أن شخصا ما اسمه جواد المالكي “هكذا كان اسمه قبل أن يصبح رئيسا للوزراء” من التحالف الشيعي يريد مقابلته. جلس المالكي كالتلميذ المطيع الخانع أمام السفير الأمريكي وقدم ورقة مكتوبة عليها سلسلة الخدمات التي سيقدمها للولايات المتحدة عند القبول به رئيسا للوزراء في العراق.

كرم نعمة: لا يملك خليل زاد في حملة العلاقات العامة لتحسين سمعته السياسية غير نبرة رفض مرتبكة

وقرأ خليل زاد القائمة بلا اهتمام لأنه يدرك عدم أهمية ما هو مكتوب فيها، مثلما يدرك عدم أهمية المالكي عندما يتعلق الأمر بما تريده الإدارة الأمريكية، لكن ما كانت تريده السفارة الأمريكية هو إشغال منصب رئيس الوزراء، في بلد يشهد عمليات قتل على الهوية تديرها ميليشيات طائفية مدعومة من إيران.
ولم يُحمّل العالم زلماي كل ما حصل في العراق من انهيار وتلاشٍ للدولة، لأن القصة كانت أمريكية وأكبر من زلماي نفسه، لكنه ينظر إليه منذ أشهر كشخصية مأساوية بعد الهزيمة الشنيعة للاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان.
وسبق أن بعث النائب الأمريكي مايكل والتز، الذي كان جنديا في أفغانستان، رسالة إلى الرئيس جو بايدن ندّد فيها بأداء خليل زاد. وكتب أن “خليل زاد قدّم لك مشورة سيئة وفشلت استراتيجيته الدبلوماسية فشلا ذريعا”.
وتساءل الصحفي كرم نعمة “أليس زلماي نفسه من كان مؤرخا للذبح الطائفي بسكاكين الميليشيات الولائية تحت رئاسة نوري المالكي تنفيذا للأجندة الإيرانية”.
وكتب نعمة “لا يملك زلماي خليل زاد في حملة العلاقات العامة لتحسين سمعته السياسية التي انتهت في محافظة دهوك العراقية، غير نبرة رفض وصبر مرتبكة، للتحذير من هيمنة إيرانية على العراق، كان أول من فتح الباب لها”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى