أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

معاناة النازحين في الشتاء ملف للمتاجرة السياسية والانتقام في العراق

مرصد "أفاد" الحقوقي: الحكومات المتعاقبة أهملت ملف النازحين ولم تلتزم بتوفير المراكز الصحية والتعليمية على الرغم من أن غالبية العائلات المهجرة من الأرامل والأيتام وكبار السن.

الأنبار – الرافدين
أطلق مرصد “أفاد” الحقوقي حملة شعبية لمساعدة مخيمات النازحين تحت وسم “أعيدوا النازحين وأغيثوهم” وذلك عقب بثه مشاهد حية من مخيمات عامرية الفلوجة وبزيبز في محافظة الأنبار.
وأظهرت المقاطع ظروفًا معيشية صعبة في ظل غياب الرعاية والمساعدات الإنسانية وخصوصًا أولئك الذين زادت أضاعهم الصحية من معاناتهم في طقس شتائي.
وناشد النازحون بتوفير الدعم المادي حيث يعاني الكثيرين منهم من أمراض مستعصية، ولا يملكون تكلفة العلاج الباهظة حيث يضطرون لبيع وجباتهم الغذائية للحصول على النزر اليسير من المال لمراجعة الطبيب دون معالجة الأمراض بعد أن فقدوا ممتلكاتهم وأجبروا على عيش حياة النزوح القاسية.
ومع بدء موسم الأمطار وموجة البرد القارس أظهرت المقاطع المصورة مداهمة المياه للخيام الممزقة ومحاولة قاطنيها المحافظة على أمتعتهم من التلف، واشتكوا من الحالة المريرة المتكررة كل عام في ظل تقاعس الجهات الحكومية عن إيجاد الحلول.
وطالب النازحون بإعادتهم إلى أراضيهم ودورهم التي هجروا منها عنوة حتى وإن كانت مدمرة جراء ما يقاسونه من ذلّ المخيمات.
وتشهد عشرات المناطق في كثير من محافظات العراق سطوة ميليشيات طائفية تمنع من عودة أهلها النازحين إليها، الأمر الذي عقّد أوضاعهم وهم يمرّون بظروف استنزاف لكل ما يملكون، دون أن تقدّم لهم الجهات الحكومية دعمًا إنسانيًا أو إغاثيًا، فضلاً عن تقصيرها الكبير في تهيئة ظروف العودة الآمنة إلى مناطق سكناهم الأصلية.
وذكر مرصد “أفاد” الحقوقي أن مئات الآلاف من أهالي الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك، يرزحون في مخيمات يضربها العوز والجوع والابتزاز الأخلاقي، ويفتقرون لأدنى الاحتياجات التي وقعت الحكومات المتعاقبة على الالتزام بتوفيرها.
وأكد أن “معاناة النازحين زادت بعدما إيقاف وزارة الهجرة والمهجرين خدمات المنظمات الإغاثية الأجنبية والمحلية وإنهاء مشاريعها”.
واتهم المرصد “الحكومات المتعاقبة بإهمال ملف النازحين والمهجرين وعدم الالتزام بتوفير المستلزمات الضرورية من مراكز صحية وتعليمية على الرغم من أن غالبية العائلات المهجرة من الأرامل والأيتام وكبار السن ممن فقد المعيل بين القتل والفقدان والسجن والنسيان”.

حسين دلي: النازحون لا يمتلكون ما يقيهم برد الشتاء والحملات الإغاثية غير منتظمة

وقال المتحدث باسم مرصد “أفاد” حسين دلي “المخيمات في العراق مشتتة ولا تحظى بأي رعاية واهتمام من قبل الحكومة، والنازحون فيها يفتقرون لأدنى متطلبات الحياة الكريمة”.
وأضاف دلي في تصريح لقناة “الرافدين” أن “أوضاع النازحين مريرة جدًا فهم يعانون من نقص المواد الغذائية ولا يمتلكون ما يقيهم برد الشتاء والحملات الإغاثية غير منتظمة بأوقات محددة”.
وتضامن مدونون مع حملة أغيثوا النازحين وأعيدوهم التي أطلقها المرصد في محاولة جديدة لتسليط الضوء على واقع النازحين والمطالبة بإعادتهم إلى مدنهم الأصلية.
وأجمع المدونون على أن عودتهم لبيوتهم لا تقل أهمية عن عودة المبالغ المسروقة في سرقة القرن. مشددين على أن استمرار أزمة النزوح مؤامرة ضد مناطقهم لسرقة مخصصاتها.
ولفتوا إلى ضرورة الإسراع في مسار إعادة النازحين الذين عانوا من متاجرة السياسيين بحقوق ووعود انتخابية زائفة.
وقالت الكاتبة سارة جميل “ساعدوهم على قدر استطاعتكم، فهؤلاء أكثر من يستحق المساعدة، فهم كانوا في عز وخير لكن الميليشيات شاءت أن تذلهم وتخرجهم من ديارهم قسرًا وتسكنهم الصحاري والمخيمات إجبارًا وفقًا لرغبات النظام الحاكم في إيران”.
وكتب الباحث إياد الدليمي على صفحته الشخصية على توتير “لن تمل الأنامل ولا الحناجر ولا الأصوات الحرة وهي تلاحقكم، لن تتوقف حملات الخيرين في هذا الوطن حتى يعود كل نازح إلى بيته وداره، كفاكم مماطلة أعيدوهم قبل أن يشتد الشتاء”.
وتساءل “إلى متى تبقى أزمة النازحين مستعصية على الحل؟ هل يعقل أن إمكانيات الحكومة قاصرة عن استيعاب أبناء الوطن؟ أم أن للأمر حسابات أخرى؟ هذا اختبار جدي لحكومة محمد شياع السوداني”.
وأجمع حقوقيون على أن من المُعيب جدًا أن نكون على مشارف عام 2023 وأعداد النازحين الذين تم طردهم بالقوة من قبل ميليشيات مدعومة حُكوميًا في ازدياد مستمر مع اشتداد أوضاعهم سوءًا.
وأشاروا إلى أن بقاء النازحين على هذه الوضعية هي خطة تهدف بالنتيجة إلى إفراغ مناطقهم وتغيير ديمغرافية تلك المناطق.
واتفقوا على أن ملف النازحين وصمة عارٍ على جبين كل الحكومات التي تغاضت عن حقهم في العودة.
وكتب الباحث مجاهد الطائي “معاناة النازحين لم تنتهي إلى الآن على الرغم من مرور سنوات عديدة على وضعهم المأساوي؛ القوى السياسية التي وعدت باعادتهم لم تنفذ وعودها، والمنظمات التي كانت تغيثهم توقفت أيضًا عن إغاثتهم بطلب من وزارة الهجرة، وبعض السياسيين يتاجرون بهم وبأوضاعهم”.
وعلى الرغم من التضييق الحكومي على الجهود الإغاثية ومحاولة منع استدامتها وإحداث الخلل في انتظامها بحسب ما يراه العديد من المراقبين إلا أن هناك حملات شبه دورية ثنائية وفردية تقوم بها منظمة أم القرى للإغاثة الإنسانية وبالتعاون مع قسم الإغاثة في هيئة علماء المسلمين وذلك لتخفيف الواقع المؤلم في مخيمات النزوح.

حملة إغاثية مشتركة بين القسم الإغاثي لهيئة علماء المسلمين ومنظمة أم القرى للإغاثة الإنسانية لدعم النازحين

وسبق وأن أطلق القسم الإغاثي في هيئة علماء المسلمين بالتعاون مع منظمة أم القرى للإغاثة الإنسانية؛ حملة إغاثية بتوزيع المنح المالية على العائلات النازحة في مخيم “حسن شام” الثالث الواقع إلى الشرق من مدينة الموصل بمحافظة نينوى.
وقدم القسم والمنظمة منحًا مالية لـ(500) عائلة نازحة في المخيم الذي يعاني من افتقاره للكثير من المستلزمات الضرورية، فضلاً عن تفاقم الوضع الإنساني المتردي للناحين فيه الذين قدموا منذ سنوات من مناطق مختلفة من البلاد.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى