أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

مشاريع وهمية ومليارات تذهب لجيوب الفاسدين في البصرة

البصرة تستعد لتنظيم بطولة خليجي 25 بكرة القدم وهي تعاني من انهيار شبه كامل للبنى التحتية والخدمات.

البصرة – الرافدين

آثار تصريح اللجنة العليا المشرفة على بطولة كأس الخليج 25 بكرة القدم المقرر انطلاقها مطلع شهر كانون الثاني المقبل في محافظة البصرة جنوبي العراق، موجة من السخرية والانتقاد في الشارع العراقي لاسيما بعد حديث اللجنة بأن البطولة ستكون نسخة مصغرة من كأس العالم.
وتعاني المدينة من تردي خدمي وغياب للمشاريع الحيوية والخدمية فيها، إضافة للتلوث البيئي عبر الغازات المنبعثة من عملية استخراج النفط والماء غير الصالح للاستخدام البشري والذي تسبب بانتشار الأمراض فيها.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة وثقها مواطنون من البصرة التي كانت في يوم ما يطلق عليها “مدينة المدن” ينتقدون فيها الحال المزري للمدينة وهي تستعد لاستقبال بطولة اقليمية مهمة بكرة القدم.
ونشر عدد من المواطنين فيديوهات موثقة بكاميرا الجوال لانتشار الانقاض والنفايات على الطرق المؤدية للملعب التي ستقام فيها المباريات، إضافة إلى انتشار العشوائيات حول الملاعب الرياضية التي ستدرب فيها الفرق العربية المشاركة.
وتتواصل مباريات كأس العالم التي تستضيفها قطر، والتي أبهرت العالم باستضافتها للبطولة من خلال توفير الملاعب والمرافق الحيوية ووسائل النقل السريعة، إلا أن حال البصرة التي ستستقبل كأس الخليج والمراد من البطولة بجعلها “كأس عالم مصغرة” لا يختلف عن حال بقية محافظات العراق، التي تعاني من انهيار شبه كامل للبنى التحتية والخدمات رغم المليارات الكبيرة التي صرفت لتأهيل الخدمات فيها، والتي ذهب أغلبها إلى جيوب الفاسدين بعد هيمنت الأحزاب والميليشيات على مشاريع الإعمار فيها.

وائل عبد اللطيف: هناك أياد أجنبية داخل البصرة تعمل على عدم تحسن الأوضاع

وقال محافظ البصرة الأسبق، وائل عبد اللطيف إن “هناك أياد أجنبية في داخل البصرة، تعمل على عدم تحسن الأوضاع فيها، وهناك تدخل خارجي في اختيار المحافظين فيها، ممن تعتقد أنه يساعدهم في الكثير من الأمور، لذلك فإن التدخلات الخارجية لعبت دورًا كبيرًا جدًا في الإساءة إلى هذه المحافظة”.
وأوضح المحافظ السابق أن “المبالغ المخصصة للبصرة كبيرة، ولكن تهيمن عليها القوى السياسية قبل أن تتصرف بها إدارة المحافظة، عن طريق توزيع المناقصات الكبيرة بين الجهات السياسية النافذة”، منوها إلى أن غرق البصرة لمدة ثلاثة أيام دليل على عدم الاهتمام بالمدينة.
وأشار إلى أن الكثير من المشاريع السابقة محالة إلى التنفيذ لكنها متلكئة، والمحافظ الحالي أسعد العيداني أحياها بمبالغ مالية طائلة، وازدادت الكلف عن السابقة، وأثّرت على موازنة المحافظة المالية، ودائما سوء الإدارة لا ينتج عنه محافظة جيدة.
ونوه بأن البصرة تنتج من النفط نحو 4 ملايين برميل يوميًا، إضافة إلى واردات الموانئ والجمارك والرسوم والضرائب وإيجارات عقارات الدولة، فالبصرة غنية، لكن الإدارة سيئة جدًا.ويجمع أهالي البصرة على أن الجهد الخدمي في المدينة غائب ولاسيما عن مناطقها الشعبية وأسواقها القديمة. ويقول مؤيد محمد أحد سكان البصرة لقناة “الرافدين” إن “الخدمات البلدية داخل المدينة ضعيفة وتكاد تكون معدومة ولا يوجد اهتمام بمرافق المدينة الحيوية، وينتشر داخل أسواقها المستنقعات والمياه الآسنة إضافة إلى انتشار النفايات فيها وعدم تخصيص آليات لرفعها”.
ويقول ناشطون من المدينة إن “البصرة تعاني من سوء إدارة حكومة بغداد، ثم سوء تنفيذ المشاريع من إدارة المحافظة، إضافة إلى أن سيطرة الأحزاب في المحافظة على المنافذ الحدودية والموانئ وغيرها من المنشآت الحيوية، كان لها دور في نهب ثروات البصرة”.
ويشدد الناشطون على أن الأحزاب النافذة في البصرة تعيق كل مشروع يخدم المحافظة نتيجة المحاصصة وفرض سطوتها على الشركات التي تريد العمل، وابتزازها للحصول على الأموال.
ويعد انتشار السلاح من الأمور التي تثبت فساد الحكومة وضعفها وعدم قدرة أجهزتها الأمنية على ضبطها وحصرها بيد الدولة، حيث لا تلبث ليلة في البصرة دون حدوث نزاع عشائري مسلح أو اشتباك ميليشيات الأحزاب فيما بينها.
وتبقى البصرة اليوم شاهدة على الفشل الحكومي في إدارة موارد محافظة تعد الأغنى في العراق حتى باتت مشاهد الفقر والبطالة وسوء الخدمات شاهدة لمحافظة رهينة فساد الأحزاب وسطوة الميليشيات.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى