أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

مطار بغداد الدولي.. غرق وحرائق وفساد

مطار بغداد الدولي يعاني من الإهمال والتخريب المتعمد بسبب الصراع بين الأحزاب السياسية المتنفذة عليه

بغداد – الرافدين
مع استمرار مسلسل الفساد في مطار بغداد الدولي الذي يعاني من الإهمال والتخريب المتعمد بسبب الصراع بين الأحزاب السياسية المتنفذة عليه، ضجت منصات التواصل الاجتماعي في العراق بتعليقات ساخرة وانتقادات لاذعة لحكومة السوداني وإدارة مطار بغداد الدولي، بعد تداول مقطع مصور يبين غرق إحدى صالات المطار بالمياه.
وأظهر مقطع مصور تداوله ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي غرق قاعة الحقائب بمطار بغداد الدولي، وسقوط أجزاء من السقف بعد كسر في أحد الأنابيب بنظام الإطفاء في السقف واندفاع المياه منه بقوة.
وعلى الرغم من أن السوداني، طالب جهاز الأمن الوطني ومديرية الدفاع المدني بإجراء فحص فوري وشامل لمنظومة السلامة واحتياطات الطوارئ في المطار، ومراجعة جميع الإجراءات الأمنية المطبقة في كل مرافقه وصالاته ومبانيه في وقت سابق، تعيد حادثة غرق صالة الحقائب التساؤلات عن الفساد من جديد.
ووسط تساؤلات رواد مواقع التواصل عن سبب هذه الحادثة، صرحت إدارة مطار بغداد الدولي، بأنه “أثناء عملية صيانة منظومة إطفاء الحريق حدث كسر في أحد الأنابيب”.
وجاء في نص التوضيح الذي نشرته إدارة مطار بغداد الدولي “تود إدارة مطار بغداد الدولي أن توضح للرأي العام بأن عددًا من صفحات التواصل الاجتماعي تداولت مقطعًا مصورًا، يظهر فيه كسر أحد الأنابيب بسبب أعمال التأهيل والصيانة التي تقوم بها فرق الصيانة المختصة لمنظومة الحريق المتوقفة منذ عام 2016”.
وهذه الحادثة ليست الأولى التي تبين عجز الحكومة عن السيطرة على الفساد، إذ كشفت حرائق المطار الأخيرة حجم الفساد المالي الذي ينخر المؤسسات الحكومية، إذ إن ملايين الدولارات التي أنفقت على أنظمة السلامة وأجهزة الإطفاء إلا أنها لم فشلت في التعامل مع الحرائق، فضلًا عن عدم كفاءة فرق أمن المطار في التعامل مع هذه الحوادث قبل وقوعها.
كما يؤكد ذلك وزير النقل الأسبق، عامر عبد الجبار بأن سلطة الطيران المدني تعاقدت قبل 10 سنوات مع شركة فرنسية، لنصب منظومة إطفاء ذاتي للحرائق في مطار بغداد الدولي، كلفت العراق نحو 19 مليون دولار، دون تشغيل تلك المنظومة.
وقال عبد الجبار، إنه من خلال مشاهدة مقاطع الحرائق، تبين وجود دخان كثيف في صالة مطار بغداد، ما يعني غياب عمل ساحبات الهواء، ودخول مواد قابلة للاشتعال إلى الصالة، مستغربًا من دور الشركة الأمنية التي تم الاصرار على وجودها، رغم المخاوف من سوء أدائها.
وكان طيارو شركة الخطوط الجوية العراقية قد أعلنوا إضرابًا عن العمل في شباط الماضي، احتجاجًا على ما وصفوه “الفساد في الشركة” ما أدى إلى توقف رحلات الشركة من مطار بغداد.
وأكدوا أن عقود الفساد “نخرت الشركة وتسببت بإهدار ملايين الدولارات لصالح الفاسدين”.
وطالبوا بضرورة “فصل شركة الخطوط الجوية العراقية عن وزارة النقل، وجعلها هيئة مستقلة ومرتبطة برئاسة الوزراء، كما كان معمولًا به سابقًا، ومنح صلاحيات كاملة لمدير عام الخطوط الجوية العراقية ومجلس إدارتها لإدارة العمل”.
وشددوا على مراجعة كافة العقود المبرمة لشركة الخطوط الجوية العراقية وإلغائها أو تعديلها بما يخدم مصلحة الشركة.
وانتقد مراقبون وناشطون عراقيون غياب الدور الحكومي في وضع حد لاستمرار حوادث التخريب المتعمدة التي تطال مطار بغداد الدولي بين فترة وأخرى والتي تقف وراءها جهات حزبية وميليشياتهم للسيطرة على المطار كمنفذ لتهريب الأموال والمخدرات، وتستر الحكومة على هذه الجهات.
ويقول المراقبون والناشطون العراقيون إن العمل على تخريب العراق ومؤسساته الرئيسة بطريقة ممنهجة مستمر ولن يتوقف في ظل الصراع القائم بين الأحزاب وميليشياتهم للاستحواذ على المال العام والسيطرة على مراكز النفوذ والثروات وتبعية هذه الأحزاب لإيران وعملها ضمن سياسة تهدف للانتقام من العراق ونهب خيراته وتحويله إلى أرض خراب.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى