أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

في اليوم العالمي للمهاجرين.. العراقيون مازالوا يبحثون عن وطن آمن

عراقيون يفضلون الموت على طرق اللجوء بدلًا من الموت جوعًا أو قتلًا في بلدهم!!

بغداد – الرافدين

عشرون عاما مضت، صارت فيها الهجرة التي لم يكن الشعب العراقي يعرفها.. ثقافة تطبع عقول الجميع، وقد تحول بلدهم بسبب الاحتلال وسياسات الحكومات، طاردًا لهم، حتى باتت سجلات الأمم المتحدة تؤشر أن العراقيين من أكثر شعوب الأرض هجرة بحثًا عن توطين في بلد آخر، وأنهم باتوا يغامرون بأرواحهم وهم يبحثون عن ملاذ آمن، فشهدت البحار الكثير من المآسي التي راح ضحيتها المئات وربما الآلاف من نساء وأطفال وشباب وكبار سن، مثلما ضمت الغابات النائية على حدود البلدان  العديد من جثثهم في مقابر ستبقى مجهولة لكنها أبدًا تحكي قصة عراقيين كانوا يبحثون عن الأمان بعيدًا عن بلدهم الذي صار  محتشدًا بفخاخ الميليشيات والعصابات والمجرمين التي تتقصدهم ولابد أن تنال من حياتهم.
ووفقًا لمنظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فإن 100 مليون شخص حول العالم نزحوا خلال النصف الأول من العام الحالي، بينما لا تملك حكومة العراق إحصائية دقيقة لعدد المهاجرين واللاجئين، لكن حسب إحصائية غير دقيقة فأنهم يبلغون نحو خمسة ملايين مهاجر موزعين على 35 دولة.
آري جلال رئيس مؤسسة القمة المتخصصة بشؤون اللاجئين (مقرها أربيل) قال في مؤتمر صحفي بمناسبة اليوم العالمي للهجرة” إنه “بسبب الأوضاع غير المرغوب بها التي يعيشها العراق و محافظات كردستان فإن الهجرة مستمرة.
وأوضح جلال، أنه “خلال العام 2021 هاجر نحو 53 ألف شخص من العراق، وقدموا طلبات للجوء في دول أوروبا، وبلغت أعمارهم من 18 سنة وصاعدًا”.
ونوه إلى أن “53 مهاجرًا ولاجئًا عراقيًا، لقوا حتفهم بحوادث متفرقة في أنحاء العالم،  تمكنت المؤسسة من استعادة 36 جثة لتسلمها إلى ذويها”.
وتضمنت الإحصائية تعداد المهاجرين العراقيين الذين طلبوا اللجوء في بلدان أخرى منذ عام 2015 ولغاية 2021 وبلغ عددهم أكثر من نصف مليون مهاجر، مشيرة إلى وفاة 242 منهم خلال رحلة اللجوء، و171 آخرين في عداد المفقودين من جراء الظروف الصعبة التي تواجههم في طريق الهجرة.

البطالة وانعدام الأمن يدفع الشباب في العراق إلى الهجرة

ويشير صحفيون إلى أن شريحة الشباب هم الأكثر تفكيرًا باللجوء؛ لأنهم يبحثون عن حياة أفضل وبناء مستقبل لهم في ظل الفوضى وتراجع المستوى الأمني والاقتصادي، وغياب أفق واضح لحل هذه المشاكل.
ويبين رئيس الفريق التطوعي لإنقاذ غرقى اللاجئين أحمد يونس أن تأخير الأمم المتحدة لطلبات اللاجئين، دفع أعدادًا من طالبي اللجوء العراقيين لسلوك طرق غير شرعية؛ مثل التهريب عن طريق تركيا إلى اليونان، ومن ثم إلى بقية الدول، سواءًا كان عن طريق البحر أو البر، رغم مواجهة الكثير من الصعوبات، مجازفين بأرواحهم وأطفالهم وعائلاتهم للحصول على مستقبل أفضل في المهجر.
ويتحدث يونس عن آلاف الجثث لضحايا هذه القوارب، التي سماها بـ”قوارب الموت”، تملأ المقابر التركية، ومقابر الغرباء في اليونان، حيث تجد أكثرهم من العراقيين والسوريين، إضافة إلى الكثير من المفقودين الذين لا يعرف مصيرهم حتى الآن.
وانتقد العراقيون في وقت سابق مطالبات الحكومة بعودة اللاجئين إلى العراق ممن استقرت أوضاعهم في بلدان اللجوء، ودعوها للاهتمام بحل مشاكل النازحين داخل البلاد أولًا.
ويقول عضو لجنة الهجرة والمهجرين النيابية رعد الدهلكي، إن “الجهات الحكومية مطالبة بالعمل على إعادة النازحين لمناطقهم، بدلًا من العمل على إعادة اللاجئين في الخارج، ممن استقرت أوضاعهم هناك، فأوضاع النازحين ما زالت مأساوية ويعيشون في ظروف غير إنسانية.

قوارب الموت تسلب حياة العشرات من العراقيين المهاجرين

ويضيف الدهلكي، أن “الحكومة التي تعجز عن إعادة النازحين داخل العراق إلى مناطقهم الأصلية كيف ستنجح في إعادة المهاجرين في الخارج؟!!”.
وكان رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي، قد دعا العام الماضي خلال زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس إلى العراق، إلى عودة أبناء المكون المسيحي والذي انخفض وفقا للكاردينال لويس ساكو، من مليوني مواطن إلى 400 ألف فقط، إلى جانب هجرة أبناء المكونين الإيزيدي والصابئي.
وبالعودة إلى وزارة الهجرة والمهجرين فأن مسؤولًا حكوميًا فيها شدد على أن “الأوضاع الحالية على كافة الأصعدة غير جاهزة لعودة هؤلاء المهاجرين، بسبب الوضع الأمني المضطرب والنقص الكبير في الخدمات، والأوضاع الاقتصادية السيئة”.
وشهد العام الماضي، موجة هجرة كبيرة من العراق نحو عن طريق بيلاروسيا، للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي بعد تسهيلات قدمتها بيلاروسيا للمهاجرين بعد أزمة سياسية مرت بها مع أوروبا.
بدوره كشف الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش عن موت نحو واحد وخمسين ألف مهاجر واختفى آلاف آخرون على مدى السنوات الثماني الماضية.
جاء ذلك في رسالة الأمين العام للأمم المتحدة – بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمهاجرين الذي يتزامن في الثامن عشر من كانون الأول من كل عام، معتبرًا هذا اليوم “مناسبة لتذكر أكثر من 280 مليون شخص غادروا بلدانهم في بحث عالمي عن إمكانيات جديدة وعن الكرامة والحرية وحياة أفضل”.
يذكر أن العراقيين في تركيا، يعدون الجالية الثانية بعد السورية، بعدد تجاوز 700 ألف شخص، وفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية التركية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى