أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

هيئة علماء المسلمين في العراق: مهما عظمت الرزايا تبقى القدس قضيتنا الأولى

ملتقى نصرة للقدس وفلسطين في إسطنبول يطالب علماء الأمة ونخبها وقادة الفكرِ بحشد الطّاقات لإحياء قضية المسجد الأقصى في القلوب.

إسطنبول- الرافدين
قال الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور عبد الحميد العاني “إن هيئة علماء المسلمين لم تنسَ أنها جزء من أمةٍ كبيرة لابد أن تدافع عن جميع قضاياها، ولو بإبداء الرأي وتقديم النصائح وتوضيح المواقف الواجبة على الأمة، في جميع ما يستجد على الساحتين العربية والإسلامية، وإن المكانة التي تتمتع بها فلسطين والقدس في قلوب المسلمين؛ جعلتها تنال القسط الأكبر من بيانات الهيئة ومواقفها المتعلقة بغير العراق، فضلاً عن مواقفها في قضايا أخرى في عدة بلدان نحو: الصومال، وأفغانستان، ولبنان، والسودان، ومصر، وسورية، وليبيا، واليمن، وبنغلاديش، والأقليات المسلمة في ماينمار، وتركستان الشرقية، وغيرها.
واستعرض الدكتور العاني عبر تطبيق “زووم” الرقمي، في ورقة قدمها خلال الندوة الدولية التي أقامتها كلية الدراسات الإسلامية بجامعة “حاجي بيرم ولي” التركية في أنقرة، بعنوان “دراسات حول القدس في عالم اليوم”. الجهود والمواقف التي قامت بها هيئة علماء المسلمين في العراق تجاه فلسطين، ومنها مواقف الأمين العام الراحل الشيخ حارث الضاري “رحمه الله” الذي كان يؤكد على أنه مهما عظمت القضايا الأخرى، والرزايا النازلة بالأمة، ومهما بلغت، ومهما ترتب عليها من انكسارات في صفوف الأمة؛ فإنها تأتي في المرحلة التالية لقضية فلسطين والقدس، مستشهدًا بقوله في واحد من الأنشطة التي أسهمت الهيئة فيها منذ وقت مبكر “إن القدس في قلوبنا، والقدس في جوارحنا، ولقد قدّم العراقيون جميعًا من أجل القدس وفلسطين الكثير، وهو مع ذلك دون ما كنّا نتمنى، ونحن نؤمن بأن القدس وبغداد وجهان لعملة واحدة؛ وهي الأمة العربية والإسلامية، فوجود بغداد يعني القدس، وتحرير القدس يعني تحرير بغداد”.
وجاءت مشاركة الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين في العراق في الندوة التي عقدت صباح الأحد الثامن عشر من كانون الأول في سياق الجهود والأنشطة التي تقدمها هيئة علماء المسلمين في العراق تجاه القضية الفلسطينية، ومشاركة عموم المسلمين من علماء وجماعات وأفراد في دعم المرابطين في المسجد الأقصى المبارك، واتخاذ المواقف المنحازة إليهم ضد طغيان الاحتلال.
وتضمّنت ورقة الناطق الرسمي باسم الهيئة ستة محاور، استهلها في عرض مواقف الأمين العام الراحل، وتصريحاتها في المنتديات والمؤتمرات ووسائل الإعلام، وفي المناسبات الدينية والتاريخية والوطنية المتنوعة، بينما اهتم المحور الثاني بمشاركات أعضاء الهيئة في التجمعات والمؤتمرات والندوات ونحوها المساندة للقضية الفلسطينية، ونشاطهم في دعمها والتأكيد على حقوق شعبها، الذي يتعرض إلى المذابح والمجازر والاعتداءات السافرة منذ ما يزيد على ستين عامًا من الاحتلال البغيض.
وأكد الدكتور العاني على أن حق عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه هو حق ثابت عند هيئة علماء المسلمين، كما هو حق ثابت عند أهل فلسطين، وأن أعضاء الهيئة كانت لهم مشاركات فاعلة في النشاطات التي تدفع باتجاه هذا المقصد سواء في المحافل الدولية أو المحلية، وفي المؤتمرات والملتقيات، وكان للعديد منهم عضوية في المنظمات والمؤسسات الناشطة في هذا المجال.
وتضمّنت الورقة محاور تتعلق بالأنشطة الإعلامية المختلفة، ودور قناة “الرافدين” الفضائية، وبقية المنصات الإعلامية مثل “الهيئة نت” وجريدة البصائر وبقية وسائل إعلام الهيئة المرئية والمسموعة والمقروءة؛ لمساندة القضية الفلسطينية، أو للتفاعل مع أحداثها، والأعمال ذات الصلة بالجانب الإعلامي التي أخذت الهيئة على عاتقها توظيفها في نصرة قضية فلسطين تمامًا مثل حرصها على نصرة القضية العراقية، علاوة على الإصدارات والمطبوعات التي تخصصت بقضية فلسطين من زاوية نظر عراقية.
وختم الناطق باسم هيئة علماء المسلمين في العراق ورقته بالقول “إننا إذ نستعرض هذه الجهود المتنوعة؛ فإننا لا نذكرها للتباهي أو المنّة على أحد؛ بل للتوثيق والتذكير والتحفيز، بهدف تقوية روابط الأخوة مع بقية العاملين في هذا الميدان، وزيادة مشاريع التعاون على البر والتقوى، وتوليد الأفكار التي تقود إلى المزيد من الأعمال الخادمة للمسجد ألأقصى والقضية الفلسطينية عمومًا، داعيًا إلى بذل المزيد تجاه فلسطين وأهلها، لأن هذا النوع من الجهود ينطلق من جانب عقدي وواجب شرعي، مستمر باستمرار علة الاحتلال.
في غضون ذلك أكّد البيان الصادر عن الملتقى الدولي الثاني لمؤسسات العلماء نصرة للقدس وفلسطين الذي عقد في إسطنبول؛ أنّ الطريق إلى تحرير فلسطين وتطهيرها من الاحتلال؛ هو الجهاد في سبيل الله تعالى بكلّ أشكاله، محذرًا الأمة الإسلاميّة حكّامًا وشعوبًا من التّقاعس عن نصرة الشعب الفلسطينيّ في مواجهة الإجرام الصّهيوني.
ونصّ بيان الملتقى الذي تلاه الشيخ الدكتور محمد الصغير رئيس الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام “صلى الله عليه وسلم” في أعقاب الجلسة الافتتاحية لأعمال الملتقى التي انطلقت صباح الأحد على أن فلسطين كلّها أرضٌ إسلاميّة وهي حقّ المسلمين جميعًا، وأنّ المسجد الأقصى المبارك حقّ خالص للمسلمين وحدهم بكلّ أجزائه وتفصيلاته.
وشدد العلماء في بيانهم على أنّ العمل على تحريرِ فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك والذّود عنها ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضدّها والتّصدّي للمكائد التي تتربّصُ بها؛ واجبٌ شرعيّ على كلّ مسلمٍ كلٌّ بحسب موقعه وتخصّصه وقدرته، داعين الحكامَ العرب والمسلمين بالمبادرة إلى تسجيل موقفٍ مشرّفٍ تحفظه لهم الأجيال في مواجهة الإجرام الصّهيوني.
وانتقد علماء المسلمين؛ هرولةَ بعض الأنظمة إلى التطبيع مع الكيان الصهيونيّ وتجريم المقاومة وداعميها، مؤكدين أن هذا السلوك هو مساندة للجرائم الصّهيونيّة المتصاعدة بحق القدس والأقصى والضّفة الغربيّة وغزّة وسائر فلسطين، وداعين أولئك المطبعين لمراجعة مواقفهم والتوبة إلى الله تعالى والالتفاف مع شعوبهم الحيّة في مواجهة الكيان الصّهيونيّ الذي لن ينفعهم ولن يحافظ على عروشهم كما يتوهّمون.
وطالب البيان علماءَ الأمة ونخبها وقادةَ الفكرِ والمؤثرين فيها بحشدِ الطّاقاتِ واستنفارِ الجهودِ لإحياء قضية المسجدِ الأقصى في قلوبِ أبناء الأمة، وتوجهيهم لنصرتهِ بالوسائل المتاحةِ كافّة، ودعمِ مشاريع المسجدِ الأقصى الماديّة والعلميّة المختلفة بما يُسهمُ في ثباتِ المرابطين في ساحاتِ المسجد الأقصى المبارك.
وشارك في الملتقى الذي أستمر يومين؛ سبعون مؤسسة علمائية من ثلاثين دولة حول العالم، من بينها هيئة علماء المسلمين في العراق التي مثّلها مساعد الأمين العام للشؤون العامة الشيخ الدكتور يحيى الطائي، وعدد من أعضاء مجلس الشورى من بينهم الشيخ هشام عبد الكريم البدراني الذي ألقى كلمة العراق والهيئة، مجملاً فيها أبرز جهود العراقيين ولا سيّما هيئة علماء المسلمين في نصرة ودعم القضية الفلسطينية.

إحياء قضية المسجدِ الأقصى في قلوب أبناء الأمة
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى