أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

إقرار أمريكي متأخر باستخدام أسلحة محرمة في العراق

معدل الإصابات المرتفع بالسرطان بين الجنود الأمريكيين يؤكد وجود صلة بارتفاع معدل الإصابات والتشوهات بين العراقيين.

بغداد – الرافدين
مَثّلَ إقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن لقانون “باكت” الجديد، اعترافًا متأخرًا من قبل واشنطن باستخدام أسلحة محرمة دوليًا في غزوها للعراق، وما سببته من انتشار للأمراض السرطانية بين العراقيين، فضلًا عن تدمير بيئة وأرض البلاد على المدى البعيد.
وقالت شبكة فوكس نيوز الأمريكية إن الرئيس الأمريكي جو بايدن نجح في تمرير قانون “باكت” الخاص بتعويض الجنود الأمريكيين ماديًا عن الإصابات التي وقعت لهم نتيجة تعرّضهم لغازات مسرطنة كانت الولايات المتحدة قد استخدمتها في العراق وأفغانستان، ما يؤكد وقوف الجانب الأمريكي وراء الانتشار الكبير لأمراض السرطان في العراق.
ويأتي احتفاء بايدن بعد أيام من نشر تقارير إعلامية تُحَمّل الولايات المتحدة، مسؤولية ارتفاع نسب الإصابة بأمراض السرطان بين الشعب العراقي، معلنة أن الغازات المسرطنة تعرّض لها العراقيون بشكل مستمر.
وواجه القرار موجة انتقادات، بعد مرور أيام قليلة على إقراره، حيث تساءل مركز حقوق الإنسان التابع لجامعة نيويورك، عن أسباب تجاهل الإدارة الأمريكية لما تسببت به “حُفر الحرق” للمواطنين العراقيين الذين تعرضوا لها لمدة أطول بكثير من الفترات الوجيزة التي تعرض لها الجنود الأمريكيين.
وحذرت تقارير دولية، من تبعات تجاهل انتشار الأوبئة بين العراقيين نتيجة للاستخدام غير المشروع للأسلحة المحرمة دوليًا من قبل القوات الأمريكية.
وأحرقت القوات الأمريكية أطنانًا من النفايات الخطرة في قواعدها في المدن العراقية باستخدام وقود الطائرات في حُفر أرضية كبيرة، لحماية الأسرار العسكرية.
وشملت المواد المحترقة البطاريات والنفايات الطبية وأجزاء الجسم المبتورة والبلاستيك والذخيرة والمخلفات البشرية وجثث الحيوانات والمطاط والمواد الكيمياوية.
وأكدت، جامعة بوردو الأمريكية، أن ما تقدمه الإدارة الأمريكية من تعويضات للجنود يمثل نسبة بسيطة جدًا بالمقارنة مع ما تعرض له الشعب العراقي بسبب ذات الحُفر الأمريكية.
وتسبب التعرض للسموم في حالات صحية خطيرة بين قدامى المحاربين الأمريكيين، الذين عانوا من أمراض تشمل، الاضطرابات العصبية، وأمراض الرئة، وأشكال نادرة من السرطان، والعديد من الأعراض غير المبررة.
وأجمعت مراكز طبية أمريكية على أن تمرير قانون تعويض الجنود المصابين بأمراض سرطانية من جراء تعرضهم لسموم غازات حُفر النار في العراق وأفغانستان لا تكفي لمعالجة الضرر الكبير.
وذكرت تلك المراكز، بعد أكثر من عقد من القتال، كان الأمل في أن يحصل عناصر القوات المسلحة الأمريكية على العلاج الذي هم في أمس الحاجة إليه قبل أن تسوء حالتهم الصحية.
ويؤكد خبراء على أن معدل الإصابات المرتفع بأمراض السرطان بين الجنود الأمريكيين يؤكد وجود صلة بارتفاع معدل إصابات السرطان بين العراقيين، فضلًا عن الأوبئة والتشوهات الخلقية في الأجنة والمواليد الجدد المنتشرة في مناطق ملوثة في العراق.
وكانت عالمة السموم البيئية والباحثة في جامعة ميشيغان الأمريكية، الدكتورة موزغان سافبيسفهاني، من بين أوائل الباحثين الأمريكيين الذين وجدوا صلة بين المعدلات المتزايدة للعيوب الخلقية بين النساء العراقيات، ومدى قربهن من العيش بجوار قواعد عسكرية أمريكية.
وخلصت الدكتورة سافبيسفهاني في دراستها الأخيرة التي نُشرت عام 2019، إلى أن العيش بالقرب من قاعدة طليل الجوية (قاعدة الإمام علي) حاليًا بالقرب من الناصرية في العراق، مرتبط بزيادة احتمالية حدوث تشوهات خلقية عند الرضع والأطفال.
وأوضحت عالمة أنثروبولوجيا عراقية “فضلت عدم الكشف عن اسمها”، تجري أبحاثًا في العراق، أن “الحُفر المحترقة التي هي في حد ذاتها مشاريع الهدف منها تدمير الأدلة، وبالتالي لا تستطيع تحديد ما يحدث بها تحديدًا”.
وقالت، إنه “في ناحية يثرب، وهي إحدى النواحي التابعة لقضاء بلد في محافظة صلاح الدين، وتبعد عن العاصمة بغداد حوالي 100 كم نحو الشمال، يتذكر الناس الكثير من الاحتراق المتزايد للنفايات حيث كان الجيش الأمريكي يخطط للمغادرة في 2011 و2012”.
ووفقًا لعالمة الأنثروبولوجيا، فإنه “لم يكن البشر وحدهم، من عانوا من الآثار الصحية الضارة لحُفر الحرق في القواعد العسكرية الأمريكية”، لافتةً إلى أن “الحيوانات في العراق واجهت مشاكل صحية مماثلة”.
وقالت، طبيبة عراقية في مستشفى الفلوجة العام في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إنها تشرف يوميًا على ثلاث ولادات مشوهة منذ عام 2005.
وعبرت، سيدة عراقية من حي الجولان في الفلوجة عن ألمها وعجزها عن معالجة طفلها المشوه وهي تعرض صوره الفوتوغرافية.
وأكد، طبيب عراقي يعمل في مستشفى الفلوجة أنه يرى طفلين أو ثلاثة أطفال مشوهين خلقيًا كل يوم، فيما أعلن الجيش الأمريكي أن لا علم له بوجود تقارير رسمية عن زيادة عدد الأطفال المصابين بتشوهات خلقية في الفلوجة.
وسبق، أن أكدت منظمة “أن بي أر” الأمريكية أنها توصّلت إلى أن استخدام الولايات المتحدة أسلحة محرمة دوليًا تسبب بوقوع تشوّهات خلقية وانتشار للأمراض المستعصية فضلًا عن دمار التربة والبيئة في العراق.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى