أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

السوداني يسترضي ميليشيات الإطار بصفقة أمن مطار بغداد

رئيس الحكومة الحالية يفسخ عقد الشركة الكندية الخاصة بالحماية الأمنية لمطار بغداد الدولي بذريعة وجود مؤشرات سلبية.

بغداد – الرافدين
عزت مصادر سياسية مطلعة فسخ رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوداني عقد الشركة الكندية الخاصة بالحماية الأمنية لمطار بغداد الدولي، إلى أنه سيمنح لجهة مرتبطة بإحدى الميليشيات المتنفذة في الإطار التنسيقي.
وقالت المصادر في تصريح لقناة “الرافدين” أن هذا العقد يدر مبالغ هائلة، وكان أحد الشروط التي فرضت على السوداني من قبل قوى الإطار قبل الدفع به إلى رئاسة الحكومة.
وشددت على أن الشركة الجديدة التي سيمنح لها العقد بدلًا من شركة “بزنس انتل”، الكندية، مرتبطة كليًا بقيادات في الحشد ويشرف عليها فريق عمل من كوادر حزب الله اللبناني.
وأضافت أن ذريعة فسخ عقد الشركة الكندية على خلفية مؤشرات سلبية، مثيرة للتهكم، لأن هذا الملف موضوع خلاف بين القوى والأحزاب أثناء حكومة مصطفى الكاظمي السابقة.
يذكر أن حزب الله اللبناني يمتلك كوادر متدربة على أمن المطارات تم إعداد بعضها في إيران ونسبة كبيرة منهم في دول أمريكا اللاتينية بواجهات شركات لبنانية وسورية.
وكانت سلطة الطيران المدني قد أعلنت الأربعاء أن السوداني صادق على فسخ العقد الخاص بالحماية الأمنية لمطار بغداد الدولي من قبل شركة “بزنس انتل” الكندية على خلفية مؤشرات سلبية.
وذكر البيان أن السوداني طالب بتشكيل لجنة تحقيق تتولى المتابعة للإجراءات والمخالفات المتعلقة بموضوع التعاقد بين سلطة الطيران المدني والشركة الكندية خاصة ما يتعلق بوجود عدة خروقات في العقد المبرم معها وما يتعلق بعدم حصول الشركة الكندية على إجازة ممارسة المهنة الصادرة من وزارة الداخلية وفقًا لأحكام قانون الشركات الأمنية في العراق.
وأكد البيان أن سلطة الطيران المدني العراقي “تحتفظ بحقها وفقًا لأحكام القانون باللجوء إلى القضاء في حال حصول ضرر أو تبعات يؤثر عليها نتيجة ذلك التعاقد”.
وكان موظفون من داخل مطار بغداد قد كشفوا عن تقاسم تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم وحزب الدعوة برئاسة نوري المالكي، المنضويان تحت الإطار التنسيقي، إدارة سلطة الطيران المدني ومطار بغداد بشكل خاص، إلا أن قرب كتائب حزب الله من فيلق القدس جعلها الأكثر سلطة على مطار بغداد.
وذكر الموظفون أن ميليشيا حزب الله العراق وسعت سلطتها في المطار واستولت عبر موظفين تابعين لها على مناصب ومواقع مهمة وحساسة داخل المطار، في مقدمتها السيطرة على عمليات تفتيش أمتعة المسافرين ومرافق تقدم خدمات للمسافرين، ولذويهم أو أقاربهم، فضلًا عن الاستحواذ على مطاعم ومرآب لوقوف السيارات وشركات تشغل سيارات من وإلى المطار لنقل المسافرين وغيرها.
وتشير مصادر عدة إلى وجود جهات مرتبطة بالميليشيات تستحوذ على عقود الخدمات والتسيير في المطار، وسيطرة الميليشيات من خلال الأموال التي تحصل عليها من تجارتها غير العسكرية، حيث تقوم بدور دولة رديفة في الظل وتفرض على المستوردين أجورًا أعلى من أجل تسريع عمليات إيصال البضائع بالإضافة إلى وجود لجان اقتصادية ومكاتب في بغداد تابعة للميليشيات يمكن للشركات الخاصة أن تعقد معهم الصفقات التي تتجاوز القنوات القانونية للبلد.
وقال مسؤول في مطار بغداد لصحيفة نيويورك تايمز “إذا قام باستيراد مائة سيارة من دبي فسيستغرق التخليص الجمركي القانوني شهرين، لكن إذا ما دفع لكتائب حزب الله مبلغ مالي يقدر مابين 10 إلى 15 ألف دولار فإن هذه العملية ستستغرق يومين فقط”.
ويتوقع عودة الفوضى وصراع النفوذ على مكاسب مطار بغداد بعد قرار السوداني بفسخ عقد الشركة الكندية التي وقعت عقدًا مع العراق بقيمة 22 مليون دولار تقوم بموجبها تأمين مطار بغداد لمدة عام لتكون بديلًا عن الشركة البريطانية “G4S” التي تولت حماية المطار لمدة عشر سنوات، لكن قرارات السوداني انهت عمل الشركة الكندية بمدة أقل من 4 أشهر.
وانتقدت مجلة “ايكونومست” الأسبوعية البريطانية غياب الإجراءات الرسمية من حكومة رئيس محمد شياع السوداني لمكافحة تهريب الأموال على الرغم من إعلانه “نيته تنظيف البلاد من الفساد”، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإغلاق ما اسمته “منفذ التهريب” في إشارة إلى مطار بغداد الدولي.
وكانت ميليشيات قد قامت بخطف أحد المسؤولين العراقيين في أمن المطار لمدة يومين وإطلاق سراحه دون الكشف عن المزيد من التفاصيل.
وكشف سياسي عراقي أن مطار بغداد الدولي بات خاضعًا لسيطرة ميليشيا حزب الله اللبنانية وكتائب حزب الله العراق، مبينًا أن هذه الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني تنفذ عمليات تهريب للسلاح والإرهابيين وغسيل الأموال عبر مطار بغداد.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى