هيئة علماء المسلمين في العراق: الاحتلال الصهيوني يعتلج في صدره اليأس من محو القضية الفلسطينية
قوات الاحتلال ترتكب جريمة جديدة في مخيم جنين بحق الشعب الفلسطيني في ظل عجز وصمت المجتمع الدولي.
عمان- الرافدين
أكّدت هيئة علماء المسلمين في العراق أن الاحتلال الصهيوني ومن معه يعتلج في صدورهم اليأس من محو القضية الفلسطينية، وهو ما يدفعهم لارتكاب الجرائم المروعة بحق الشعب الفلسطيني.
وقالت الهيئة في بيان أصدرته ظهر الخميس السادس والعشرين من كانون الثاني إن “قوى الشر لن تتوقف عن ارتكاب جرائمها المستمرة في ظل مساندة الدول الغربية للكيان الصهيوني، كاشفة عن وجهها القبيح الذي تحاول تغطيته كذبًا وزورًا بما تسميه الدفاع عن القيم والمبادئ الإنسانية.”
وسلط البيان الضوء على السياسات الإجرامية وحرب الإبادة ضد الفلسطينيين؛ حيث ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني بهمجية وأعداد كبيرة مجزرة في “مخيم جنين” في الضفة الغربية المحتلة صباح الخميس؛ بعد محاصرة المخيم بآلياتها العسكرية وإطلاق الرصاص الحي على أهل المخيم؛ مما تسبب بمقتل تسعة مدنيين بينهم نساء وإصابة العشرات منهم حالات بعضهم حرجة جدًا، فضلًا عن الدمار الكبير في المباني والممتلكات.
وأشار بيان الهيئة إلى أن الاحتلال لم يكتفِ بهذه الجريمة البشعة وإنما تمادى أكثر واستهدف سيارات الإسعاف بشكل مباشر لمنعها من إسعاف المصابين، واقتحام مستشفى جنين وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه قسم الأطفال في المستشفى؛ مما أدى إلى إصابة أطفال بحالات اختناق.
وشيع آلاف الفلسطينيين في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، الخميس، جثامين 9 شهداء قتلهم عناصر من جيش الاحتلال.
وانطلق موكب تشييع الجثامين التسعة من أمام مستشفى جنين الحكومي إلى منازل عائلاتهم في مخيم جنين والحي الشرقي من المدينة، وبلدتي برقين واليامون بالمحافظة.
ورفع المشيعون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات منددة بانتهاكات قوات الاحتلال، فيما أطلق مسلحون النار في الهواء تعبيرا عن الغضب.
والخميس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان “استشهاد 9 فلسطينيين، وإصابة 20 بجراح بينهم 4 بحالة خطيرة.”
وقالت وزيرة الصحة مي الكيلة إن “قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى جنين الحكومي، وأطلقت بشكلٍ متعمد قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه قسم الأطفال في المستشفى، ما أدى لإصابة أطفال مرضى وذويهم وطواقم طبية بحالات اختناق”.
ووصفت الوزيرة الوضع في المخيم بأنه حرج واتّهمت قوات الاحتلال بمنع إسعاف المصابين.
وقال وسام بكر مدير مستشفى جنين الحكومي لوكالة الصحافة الفرنسية “إن وضع المستشفى كان سيئا هذا الصباح، الاشتباكات كانت قريبة منا وجيش الاحتلال لم يراع حرمة المستشفى وأطلق الغاز المسيل للدموع في محيط المستشفى ووصل الغاز الى قسم الأطفال”.
وأضاف “شكل ذلك خطرا على الأطفال فقمنا بنقلهم الى قسم آمن بعيد عن جهة الاشتباكات”.
وبحسب أبو الرب، فإن العملية بدأت عند الساعة السابعة صباحا وقد وصفها بعد انسحاب جيش الاحتلال من المخيم بأنها “الأسوأ منذ الاجتياح الذي نفذه الجيش في العام 2002”.
وقال متحدث الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في بيان، إن “إسرائيل ترتكب جرائمها بحق شعبنا في ظل عجز وصمت المجتمع الدولي”.
وفي قطاع غزة، قال عضو بارز في حركة الجهاد الإسلامي لوكالة الصحافة الفرنسية فضل عدم ذكر اسمه “إن حركة الجهاد أبلغت مصر “بأن تصعيد الاحتلال وعدوانه والمجزرة في جنين سيفتح الباب أمام معركة مفتوحة يتحمل الاحتلال مسؤولية تبعاتها”.
ودعت فصائل فلسطينية الى اضراب عام الخميس احتجاجا على ما جرى في مخيم جنين، والى تنظيم تظاهرات في انحاء الضفة الغربية، فيما عاد طلاب المدارس الى منازلهم.
وأشاد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي “بالوحدة الميدانية التي تشهدها ساحة المواجهة والاشتباك في مخيم جنين” مؤكدا على أن “المقاومة في كل مكان وجاهزة ومستعدة للمواجهة القادمة”.
واعتبرت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، أن ما يجري في جنين هو “ملحمة خالدة في محطة تاريخية فاصلة في مواجهة الاحتلال”، وفق المتحدث باسمها حازم قاسم.
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري إن “الاحتلال سيدفع ثمن المجزرة التي نفذها في جنين ومخيمها صباح، ورد المقاومة لن يتأخر”.
من جانبها، دانت وزارة الخارجية الأردنية بشدة في بيان العدوان “الإسرائيلي” في مخيم جنين معتبرةً أن “حملة التصعيد العسكرية تنذر بتفجر دوامة جديدة من العنف التي سيدفع الجميع ثمنها”.
