أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

ميليشيا الكتائب اختطفت وأطلقت سراح الأسدي وسط صمت حكومة السوداني

أسرة الناشط البيئي جاسم دويج الأسدي تشتري حياته بثمن عدم كشف أسم الميليشيا وأسباب الاختطاف.

ذي قار- الرافدين
عزت مصادر سياسية وأمنية صمت حكومة محمد شياع السوداني على اسم الميليشيا التي اختطفت المهندس البيئي جاسم دويج الأسدي، إلى سطوة الميليشيات على القرار الحكومي والأمني.
وقال مصدر أمني مطلع في محافظة ذي قار أن ميليشيا كتاب حزب الله كانت وراء اختطاف الأسدي، وأن التعليمات الحكومية للجهات الأمنية اقتضت عدم التصريح باسم الميليشيا أثناء التفاوض معها.
وأضاف المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” أن اسرة الأسدي اشترت حياته بصمتها وعدم ذكر الجهة الخاطفة حتى بعد إطلاق سراحه الأربعاء.
وكان الكاتب رشيد الخيون أبن عم جاسم دويج الأسدي قد كشف بان ميليشيا كتائب حزب الله وراء اختطاف ابن عمه.
وكتب الخيون الذي يعيش خارج العراق مخاطبا رئيس الحكومة محمد شياع السوداني “جاسم الأسدي خطفته كتائب حزب الله، أي عساكر خامنئي، لأنها كتائبه، فهل لك مخاطبة خامنئي كي يغلق بوابات معسكراته العابثة بالعراق”.
وأضاف “بيانك الأخير مجرد تهدئة حتى مختطف آخر، ومخطوف الكتائب مقتول، فإذا كنت جادا، اعلان خطاب واضح وصريح ومباشر”.
وطالب الخيون بعد أيام من اختطاف الأسدي نقابة المهندسين العراقيين ببغداد، أو فرعها بذي قار، أو أي جهة مدنية بإصدار بيان لإنقاذ المهندس الأسدي، كي لا يكون مصيره مصير ضحايا الكتائب الآخرين.
وتساءل “أم أن كتائب الاختطاف الولائية خط أحمر لا يُحتج عليها؟”.
وأعلنت أسرة الأسدي بعد أسبوعين من اختطافه إطلاق سراحه من دون ذكر أسباب الاختطاف والجهة الخاطفة. فيما اظهرت الصور الأولى بعد إطلاق سراحه علامات الذهول والصدمة على وجهه.
ويعرف الناشط البيئي جاسم دويج الأسدي (65 عاماً) بجهوده من أجل المحافظة على أهوار جنوب العراق.
وخطف الأسدي مطلع شباط على يد مسلحين من ميليشيا كتائب حزب الله المنضوية في الحشد الشعبي، قطعوا الطريق على سيارته عند طريق سريع قريب من العاصمة بغداد.
وقال مصدر أمني من محافظة بابل إن “عملية اختطاف الأسدي وقعت في منطقة تحت مسؤولية أجهزة الأمن في محافظتي بابل وبغداد”.
ويدير الأسدي وهو مهندس في مجال الهيدروليك جمعيةً للدفاع عن البيئة باسم “طبيعة العراق”، ويتحدث باستمرار عبر وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لرفع مستوى الوعي حول الأهوار العراقية، المدرجة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) ويهددها في الفترة الأخيرة الإهمال الحكومي وشح المياه، وإزالة تصنيفها من قبل اليونسكو.
وقال ناظم الأسدي شقيق جاسم، في رسالة إلى وكالة الصحافة الفرنسية “جاسم الأسدي قد تمّ إطلاق سراحه من يد خاطفيه”.

رشيد الخيون: أبن عمي جاسم الأسدي خطفته ميليشيا كتائب حزب الله، أي عساكر خامنئي
رشيد الخيون: أبن عمي جاسم الأسدي خطفته ميليشيا كتائب حزب الله، أي عساكر خامنئي

واكتفى ناظم بتقديم الشكر لمن وقف مع الأسرة في محنتها، رافضا التعليق في الوقت الحالي عن ظروف الإفراج عن أخيه إثر حادث خطفه، وذكر اسم الميليشيا التي تقف وراء الاختطاف وأسبابه.
وعزت مصادر سياسية صمت الأسرة والسلطات الأمنية، أحد شروط الإفراج عن الأسدي، الأمر الذي يؤكد سطوة ميليشيا الكتائب التي تدار من قبل فيلق القدس الإيراني.
وقال المعلق السياسي شاهو القره داغي “جاسم الاسدي حر بعد اختطافه على يد الميليشيات، السؤال الرئيسي هل الدولة تقوم بالتوسط بين المواطنين والمجرمين بدل ملاحقة المجرمين؟”.
وتساءل “لماذا لم يتم الكشف عن الفاعلين؟ وعن أهدافهم وسبب اختطافهم لناشط بيئي يخدم الجميع”.
وأشار الناشط البيئي وعضو جمعية “حماة دجلة” حسّان العبودي إلى أن “اختطاف الناشط جاسم الأسدي يشير إلى أن الميليشيات تسعى إلى منع الحديث عن الفشل الحكومي في إدارة ملف المياه والوضع البيئي، وتوجيه الاتهامات إلى الأطراف الدولية وتحديدا إيران التي تتجاوز على الحقوق المائية للعراق”.
ولفت العبودي، إلى أن “الأسدي وقف، خلال الأسابيع التي سبقت اختطافه، بالضد من حالات التجاوز على الأنهر والأهوار من قبل بعض المتنفذين، كما أنه شن حملات واسعة من أجل إنقاذ الأهوار من الجفاف وطالب إيران بفتح المجالات المائية التي قطعتها خلال السنوات الماضية، وإحياء الحقوق العراقية من المياه”.
وما زالت حوادث خطف واغتيال ناشطين رافضين لسطوة الميليشيات والفساد الحكومي تتكرر في العراق الذي يعيش نزاعات بين كارتلات الفساد وميليشيات مسلحة تنتشر في عموم محافظات العراق.
والأسدي مهندس هيدروليك ولد في 1957 في أهوار العراق. وقد شارك منذ 2006 في مبادرات تهدف إلى إنعاش هذه المنطقة الواقعة في جنوب العراق.
وتعاني الأهوار من موجة جفاف ضربت العراق في الأعوام الماضية سببها نقص الأمطار وانخفاض منسوب نهري دجلة والفرات بسبب السدود التي أقيمت في المنبع في تركيا وإيران المجاورتين. فضلا عن الإهمال الحكومي، الأمر الذي تسبب بهجرة كبيرة من سكان الأهوار الى المدن المجاورة بعد الجفاف الذي أصاب المنطقة ونقوق آلاف المواشي.
ويواجه العراق عموماً مشكلات بيئية خطرة، من بينها التصحّر، نتيجة عمليات جرف الغطاء الأخضر، وسوء إدارة أزمة المياه التي سبّبت موجة جفاف حادة، إلى جانب الاعتداء على الغطاء النباتي، وتعمّد تدمير البيئة الذي نتج من عمليات جرف آلاف الهكتارات من البساتين والأراضي الزراعية في مناطق عدّة حول البلاد، الأمر الذي حوّلها إلى أراضٍ قاحلة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى