أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

العباسي ينفذ آخر تعهدات السوداني أمام خامنئي في استنساخ الحرس الإيراني

رئيسي وآشتياني يطالبان وزير دفاع حكومة الإطار التنسيقي بإعادة بناء "الجيش العراقي" من جميع النواحي.

عمان- الرافدين
قال خبير عسكري عراقي أن زيارة وزير الدفاع في حكومة الإطار التنسيقي ثابت محمد العباسي، إلى طهران، استكملت الحلقة الأهم التي تعهد بها رئيس الحكومة محمد شياع السوداني أمام المرشد الإيراني علي خامنئي نهاية العام الماضي.
وأضاف الخبير الذي وضع ثلاثة مناهج في العقيدة العسكرية لطلاب الكلية العسكرية في العراق، في تصريح لقناة “الرافدين” من مقر إقامته في العاصمة الأردنية عمان، إن السوداني تعهد أمام خامنئي بوضع “وحدة الطائفة فوق أي اعتبار وطني آخر” وبعد الخضوع السياسي التام وربط الاقتصاد العراقي كليًا بإيران وصلنا إلى الحلقة الأخطر بجعل الجيش منزوع العقيدة الوطنية وتابع لمنهج إيراني عقائدي يدفع إلى الهيمنة على الإقليم وحكم المنطقة وفق سياسة الطائفة وكسر مفهوم الوطنية.
وقال الخبير الذي تقلد مواقع عليا في الجيش العراقي السابق من مقر إقامته في العاصمة الأردنية عمان، لا يراد لأي جيش في العالم التبعية ونزع عقيدته الوطنية مثلما يحدث مع الجيش الحالي في العراق، ذلك ما كشفته تصريحات وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني والرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، اللذان تحدثان أمام ثابت العباسي بطريقة أن الأمن الوطني العراقي صار مسؤولية إيرانية.
وتعهد رئيسي أثناء لقاء مع وزير دفاع حكومة الإطار بما وصفه “دعم طهران للمساعي التي يبذلها العراق لإعادة بناء جيشه من جميع النواحي”.
وألغى رئيسي الحدود المشتركة بين إيران والعراق مؤكدًا أن بلاده “تعتبر أمن العراق من أمنها” في إشارة مواربة للدور الإيراني في القضايا الأمنية السيادية للعراق.
وطالب الرئيس الإيراني “العراق بأن لا يتحوّل إلى مكان للتآمر أو التهديد ضد جيرانه.”
وكان العباسي قد بحث مع نظيره الإيراني محمد رضا آشتياني، الدور الإيراني في “بناء الجيش العراقي”.
وتعد هذه الزيارة الأولى لوزير الدفاع في حكومة الإطار التنسيقي إلى طهران منذ تشكيل حكومة محمد شياع السوداني المكوّنة من تحالف يضمّ الأحزاب والميليشيات الولائية التابعة لإيران.
وانتهجت حكومة الإطار التنسيقي برئاسة السوداني سياسة جعل العراق ساحة إيرانية لتنفيذ مشاريعها في المنطقة.
وسبق وأن أكدت هيئة علماء المسلمين في العراق على أن الشعب يفتقد جيشه الحقيقي بعقيدته القتالية المؤسسة على الدفاع عن حياض الوطن وحماية البلاد، ومواصفاته المهنيّة العالية، وانضباطه العسكري المتفاني.
ووصفت المرحلة الحالية بعد قمع ثورة تشرين ومرورًا بتسلم حزب الدعوة رئاسة الوزراء، بالمرحلة الإيرانية الخالصة، حيث سمحت واشنطن لشريكتها طهران بملء الفراغ في مساحة أكثر سعة بسبب انشغال الأولى في قضايا ذات أولوية لها على المستويين الإقليمي والدولي.
وعبرت الهيئة في تقريرها الدوري الثامن عن توقعها بحصول ما هو أكثر من مجرد فتح مكتب لوزارة إيرانية أو فرع لجامعة أو ما إلى ذلك، بعد ما بات العراق في نظر نظام طهران محافظة تابعة له.
وشددت على أن محاولات سحب البساط والقرار والإرادة من الجيش الحالي، وتسليمها للميليشيات الطائفية الخادمة لمشاريع الهيمنة الإيرانية وانتهاك سيادة الأمة؛ مستمرة تحت عنوان ما يسمى “الحشد الشعبي”، مبينة أنها خطوة ثانية لطالما نبهت الهيئة عليها وحذرت من خطورتها؛ حيث تراجع أثر الجيش المؤَسس على المحاصصة الطائفية والعرقية، الذي أذاق كثيرًا من العراقيين صنوف القهر والتنكيل؛ ليفسح المجال لميليشيا الحشد الأكثر طائفية والأعمق أذًى بالوطن والمواطن، بقيادتها الإيرانية غير الخافية على أحد، التي تسيّره لتحقيق متطلبات النظام الإيراني التوسعية في المنطقة، وحماية أمنه الإقليمي على حساب أمن العراقيين والمنطقة.
وأسفرت زيارة وزير الدفاع في حكومة الإطار التنسيقي إلى إيران عن اتفاقيات واضحة ترهن الجيش العراقي إلى سياسة إيرانية، وزيادة سطوة الميليشيات الطائفية بصلاحيات تستنسخ تجربة الحرس الإيراني عبر ميليشيات الحشد في العراق.
وسبق أن حث خامنئي رئيس الوزراء الحالي على الوقوف بوجه من اعتبرهم “أعداء” العراق.
وقال “عليك أن تقف بحزم ضد إرادة العدو من خلال الاعتماد على الشباب” في إشارة إلى ميليشيا الحشد وأحزاب إيران في العراق.
ودفع خامنئي إلى المزيد من “مذكرات التفاهم والتعاون بين إيران والعراق” في إشارة لربط السيادة والاقتصاد العراقي بإيران.
وقال “في الفترات السابقة جرت مفاوضات وتفاهمات جيدة لكنها لم تصل إلى مرحلة العمل. لذلك علينا أن نتحرك نحو العمل فيما يتعلق بجميع الاتفاقات، وخاصة في مجال التعاون الاقتصادي وتبادل البضائع والسكك الحديدية”.
وزعم خامنئي “موقفنا حيال أمن العراق هو أنه لو أراد أي طرف المساس بـأمنه، فستكون صدورنا دروعًا لمواجهته من أجل الحفاظ على أمنه”.
وأضاف أن “أمن العراق هو أمن إيران، وبالمثل فإن أمن إيران يؤثر على أمن العراق” مبديًا استعداده لحمايته ممن يريد زعزعة أمنه.
من جهته أكد السوداني أن حكومته مصمّمة على عدم “السماح باستخدام الأراضي العراقية لتهديد أمن إيران”، مؤكدًا أن “الحكومة ملتزمة تطوير التعاون مع إيران في جميع المجالات”.
وأشار إلى أن البلدين بصدد وضع “آلية (…) للتنسيق الميداني لتجنّب أي تصعيد”.
ومثلت زيارة العباسي إلى طهران التي انتهت الأثنين تنفيذ تعهدات السوداني أمام خامنئي.
وعرضت إيران على حكومة الإطار تزويدها بخبراتها في مجال الصناعات العسكرية وتأمين حدودهما المشتركة أمام خطر الجماعات المسلحة المعارضة لها في شماله.
وأكد آشتياني للعباسي استعداد بلاده لتزويد العراق بخبراتها التصنيعية العسكرية لكي يصل إلى الاستقلال والاكتفاء الذاتي في هذه الصناعات.
وقال آشتياني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع العباسي إثر محادثاتهما في طهران، إن نظرة إيران إلى قضايا العراق مبنية على مبدأ دعمه انطلاقًا من “وحدة البلدين الجيوسياسية”. في إشارة لا تقبل اللبس عن اعتبار العراق محافظة تابعة لإيران.
وأضاف “إن إيران والعراق يحظيان بترابط في الامتداد الجيوسياسي يشمل المجالات القومية والدينية والثقافية والاقتصادية والطاقوية ويجب علينا دعم هذا الترابط كعامل للوحدة بين البلدين لأن الوحدة والتضامن بين الشعبين هو نقطة قوة يريد أعداء البلدين النيل منها ونظرًا لمحاولات بعض الأعداء الرامية لتخريب وإضعاف هذه العلاقات فإن الانتباه واليقظة إزاء هذه المؤامرات أمر ضروري لكلا الطرفين”.
وقال، “لقد تضاعفت ضرورة التنسيق العسكري والاستخباري والأمني بين البلدين أكثر من أي وقت مضى”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى