ضربة أمريكية للميليشيات الإيرانية على الحدود العراقية السورية
المرصد السوري لحقوق الإنسان: 15 ألفًا من عناصر الميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران في محافظة دير الزور الغنية بالنفط.
بغداد- الرافدين
تحولت رسائل التخادم الإيراني الأمريكي في العراق، إلى مواجهات قتل فيها ثمانية عناصر من الميليشيات الطائفية التي يديرها الحرس الإيراني في العراق وسوريا.
وطالت الضربات الأمريكية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة، مواقع عدّة في شرق سوريا، أبرزها مستودع أسلحة لميليشيات موالية لإيران داخل مدينة دير الزور، ما أدى الى تدميره بالكامل ومقتل ستة من عناصرها. كما استهدف القصف مواقع في بادية مدينة الميادين وريف البوكمال، ما أدى الى مصرع عنصرين اثنين مواليين لطهران.
ويقدّر المرصد وجود نحو 15 ألفًا من عناصر الميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران في محافظة دير الزور، الغنية بالنفط، وتحديداً في المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية مع العراق ودير الزور مروراً بالميادين.
وتعدّ المنطقة الحدودية طريقاً مهماً لميليشيات الحشد الشعبي ولحزب الله اللبناني كما المجموعات الأخرى الموالية لإيران، لنقل الأسلحة والمقاتلين. كما تستخدم أيضاً لتهريب المخدرات بين العراق وسوريا. وغالباً ما يتم استهدافها بغارات تتبنى القوات الأمريكية عدداً منها ويُنسب بعضها إلى “إسرائيل”.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” إن الجيش الأمريكي نفذ عدة ضربات جوية مساء الخميس في سوريا استهدفت ميليشيات تدار من قبل إيران تتهمها الولايات المتحدة بتنفيذ هجوم بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة خمسة جنود أمريكيين.
وذكر الجيش أن هجوم الطائرة المسيرة تسبب في إصابات لثلاثة جنود ومتعاقد استلزم نقلهم إلى العراق للعلاج حيث توجد منشآت طبية تابعة للقوات الأمريكية.
وأعلنت الوزارة عن كل من الهجوم على الجنود الأمريكيين والرد على الهجوم في وقت متأخر مساء الخميس.
وأضافت أن الهجوم على القوات الأمريكية استهدف قاعدة تحالف تقوده الولايات المتحدة قرب الحسكة في شمال شرق سوريا في حوالي الساعة 1:38 مساء الخميس.
وقال الجيش إن تقييم المخابرات الأمريكية كشف أن الطائرة المسيرة الهجومية إيرانية الأصل، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من التوتر في العلاقات المضطربة بالفعل بين واشنطن وطهران.
وعلى الرغم من أن القوات الأمريكية في سوريا تعرضت من قبل للاستهداف بهجمات بطائرات مسيرة كان سقوط قتلى في مثل تلك الهجمات أمرا نادرا للغاية.
ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ تتم بتوجيه من ميليشيات مدعومة من إيران في تذكرة بالمشهد الجيوسياسي المعقد في سوريا.
وسبق للولايات المتحدة أن استهدفت مواقع تابعة لميليشيات تابعة لطهران. ففي آب الماضي، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بشن ضربات انتقامية مماثلة في محافظة دير الزور بعدما استهدفت طائرات مسيّرة عدة موقعًا لقوات التحالف من دون أن تتسبب في أي إصابات.
وجاء الهجوم في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه وسائل إعلام رسمية إيرانية مقتل جنرال في الحرس الإيراني قبل أيام “خلال مهمة في سوريا بوصفه مستشارا عسكريا”.
وفي الأعوام الأخيرة، فقد الحرس العديد من عناصره في المعارك في سوريا والعراق، حيث يقوم فيلق القدس التابع للحرس الإيراني بإدارة الميليشيات في الحشد أو ميليشيات أفغانية.
واستغل الحرس الإيراني الفراغ الذي تركته القوات الروسية بعد انسحابها من بعض المعسكرات في سوريا، ودفع بميليشيات طائفية في وسط وشرق وشمال البلاد.
وكشفت تقارير صحفية انتشار ميليشيا “فاطميون” الأفغانية، وحركة “النجباء” وميليشيات “عصائب أهل الحق” العراقيتين، و ”لواء الباقر” السوري مع منصات صواريخ وطائرات مسيرة، في مقرات قيادية يديرها ضباط من الحرس الإيراني وعناصر حزب الله اللبناني، في ريف حمص الشرقي وبادية حماة وبادية الرقة ودير الزور ومحافظة حلب.
وقال نشطاء سوريون إن الحرس الإيراني شكل ميليشيا جديدة باسم “فجر الإسلام” بقيادة ضباط إيرانيين، واعتمد في تشكيلها على عناصر من “لواء فاطميون” الأفغاني و ”حركة النجباء” العراقية وحزب الله اللبناني، بالإضافة إلى مجموعات من العلويين الموالين لإيران، مهمتها حراسة المستودعات العسكرية الإيرانية في كل من حماة وحمص وحلب ودير الزور وتدمر والسخنة شرقي حمص.
وأكدت تقارير صحافية استيلاء الميليشيات على مستودعات “مهين” شرقي حمص عقب توسع نفوذها في مطار النيرب العسكري في محافظة حلب على حساب القوات الروسية وقوات النظام، وأنشأت معسكرات لتدريب المتطوعين في صفوف الميليشيات الموالية لها من السوريين.