ربع مليون فلسطيني يتحدون الحصار ويصلون في المسجد الأقصى
الشيخ محمد حسين مفتي القدس: هذا الزحف يؤكد بأن للمسجد الأقصى ذرية يغدون وإليه ويروحون وأن للمسجد الأقصى شعب يحبه يتعلق قلبه بهذا المسجد وأن للمسجد الأقصى حراسًا أمناء وسدنة وأفياء إنكم أنتم يا أبناء فلسطين الحبيبة.
إسطنبول -الرافدين
قالت مديرية أوقاف القدس إن نحو 250 ألف شخص أدوا صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى متحدين سياسة القمع والحصار من قبل قوات الاحتلال.
وتوافد منذ ساعات صباح الجمعة آلاف الفلسطينيين إلى المدينة عبر العديد من الحواجز العسكرية المحيطة بها إذ يلف القدس جدار اسمنتي وأسلاك شائكة.
ونشرت شرطة الاحتلال العديد من عناصرها على الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس وأغلقت العديد من الطرق أمام السيارات.
وقال الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية في خطبة الجمعة “زحفكم في هذا اليوم المبارك إلى المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان المبارك يجتمع الفضل فيه من جميع جوانبه”.
وأضاف “فرمضان الكريم مبارك والمسجد الأقصى موطن الإسراء والمعراج المبارك ويوم الجمعة الثاني من هذا الشهر الفضيل مبارك فهنيئًا لجمعكم وهنيئًا لكم بهذا الصوم الميمون المبارك”.
وتابع قائلًا “هذا الزحف الذي يؤكد، لا مجال للشك فيه، بأن للمسجد الأقصى ذرية يغدون وإليه ويروحون وأن للمسجد الأقصى شعب يحبه يتعلق قلبه بهذا المسجد وأن للمسجد الأقصى حراسًا أمناء وسدنة وأفياء إنكم أنتم يا أبناء فلسطين الحبيبة”.
وحذر الشيخ من مخططات “إسرائيلية” تستهدف المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي بين الخامس إلى الثاني عشر من نيسان.
وتوافدت النساء من جميع الأعمار والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا والأطفال دون سن الثانية عشرة من الضفة الغربية بالوصول إلى مدينة القدس دون تصاريح لأداء صلاة الجمعة بمناسبة شهر رمضان المبارك.
ويشكل رمضان فرصة للعديد من الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة لزيارة مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى وبعضهم تكون هذه هي زيارته الأولى للمدينة.
وأقامت قوات الاحتلال جدارًا حول القدس خلال السنوات الماضية فأصبح الدخول إليها يتم فقط عبر بوابات حديدية ضخمة.
وفي الأوقات العادية، يحتاج الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة إلى تصاريح خاصة ونادرًا ما تُمنح لهم.
وقال حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية “آلاف الفلسطينيين على حواجز الاحتلال ينتظرون السماح لهم بالدخول للصلاة في المسجد الأقصى المبارك وسط إجراءات مشددة وعقابية وإذلالية من قبل قوات الاحتلال”.
وأضاف في تغريدة على تويتر نشر معها صورتين لازدحام كبير على الحواجز المؤدية إلى المدينة “ويدعي الاحتلال بإجراءات تسهل دخول المصلين!”
وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن نحو 250 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.
وكان نحو 100 ألف شخص شاركوا في صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان الأسبوع الماضي.
في غضون ذلك دعت فصائل فلسطينية، إلى عودة “الوحدة الوطنية” وتعزيز “المقاومة الشاملة” للدفاع عن الأرض أمام الاعتداءات “الإسرائيلية” المتواصلة.
وجاءت الدعوة في بيانات منفصلة صدرت عن هذه الفصائل إحياءً للذكرى السنوية الـ47 لـ”يوم الأرض الفلسطيني”.
وسنويًا، يُحيى الفلسطينيون في الثلاثين من آذار ذكرى “يوم الأرض”، الذي تعود أحداثه إلى عام 1976 حين صادرت قوات الاحتلال مساحات شاسعة من أراضي فلسطينية مما فجّر احتجاجات خلفت العديد من الضحايا.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال “إسرائيل” للمدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.
وناشدت قوى وتنظيمات فلسطينية الأمتين العربية والإسلامية “التضامن مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة ونضاله المشروع في مواجهة أخطر وأطول احتلال مستمر في العالم والعمل بكل الوسائل على عزله وتجريمه ومحاكمته”.
وأضافت القوى في بيانات متفرقة أن “المقاومة هي الوحيدة القادرة على وقف التغول الإسرائيلي، حيث نعمل على تعزيزها وامتدادها في كل أنحاء فلسطين”.
ودعت إلى “شد الرحال للمسجد الأقصى والرباط فيه وعدم ترك المكان لاقتحامات المستوطنين الذين يسعون لتمرير مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد”.



