أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

الرافدين: 17 عامًا من الإخلاص الوطني لجوهر الحقيقة

حافظت قناة "الرافدين" منذ تأسيسها على خطاب إعلامي وطني يجمع العراقيين برمتهم ويدافع عن حقهم في استعادة وطنهم المخطوف من قبل الأحزاب الطائفية والميليشيات.

إسطنبول- الرافدين
تحتفل قناة “الرافدين” في العاشر من نيسان بمرور سبعة عشر عامًا على انطلاق بثها، كصوت إعلامي وطني مسؤول جمع العراقيين على خطاب موحد لمواجهة التقسيم الطائفي الذي أسسه الاحتلال الأمريكي وبتنفيذ أحزاب العملية السياسية وميليشياتها.
وبدأ بث قناة “الرافدين” من مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر عام 2006، وكان لها مكاتب في بغداد وعمان ودمشق وغزة أقفلت تباعًا باستثناء مكتب عمان الذي مازال يعمل.
وعلى مدار سبعة عشر عامًا وقفت “الرافدين” أمام تحديات سياسية وإعلامية وحصار وحجب ومنع من قبل الحكومات في بغداد، لكن هذه التحديات مثلت عامل قوة من أجل الاستمرار في نقل صوت العراقيين والتعبير عن آمالهم والعمل معهم من أجل استعادة وطنهم المخطوف.
وتصف هيئة علماء المسلمين في العراق قناة “الرافدين” ببندقية وطنية يقاتل بها العراقيون بصوتهم من أجل توحيد خطابهم واسترداد حقوقهم التي سلبها الاحتلال وحكوماته.
وسبق وأن قال الدكتور مثنى حارث الضاري مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين بأن القناة حاولت فتح مكتب لها في المدينة الإعلامية بدبي، لكن طبيعة خطابها الوطني الرافض للاحتلال لم يكن مسموحًا له بالانطلاق.
وواجهت القناة التضييق والمنع من قبل القوات الحكومية وقوات الاحتلال الأمريكي، التي لم تكن تسمح بصوت وطني رافض للاحتلال، الأمر الذي دفعها إلى الانطلاق من القاهرة للعمل عدة سنوات، لكن انصياع السلطات المصرية لمطالب حكومة الاحتلال وفق صفقات مالية آنذاك تم إقفال مركز القناة في مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة.

محمد الجُميلي: سبعة عشر عامًا على تأسيس قناة الرافدين ما بدلت ولا داهنت، وما خضعت ولا لانت، بل كانت للحقيقة عنوانًا، وللتبصرة نبراسًا

وكتب مدير قناة “الرافدين” محمد الجُميلي “سبعة عشر عامًا على تأسيس قناة الرافدين ما بدلت ولا داهنت، وما خضعت ولا لانت، بل كانت للحقيقة عنوانًا، وللتبصرة نبراسًا، ثبتت على منهجها، وصمدت أمام مخططات الخانقين لحرية الإعلام، الذين يقض مضاجعهم كل صوت حر لا يباع أو يشترى”.
وأضاف الجُميلي في سلسلة تغريدات “قناة الرافدين منذ انطلاقتها في العاشر من نيسان عام 2006 وكأنه توقيت قدري بعد يوم واحد من ذكرى احتلال بغداد؛ أريد لها أن تكون الرد على مشروع الغزاة وعملائهم، فكانت الفاضحة للاحتلال وجرائمه، والكاشفة لزيف ادعائه بجلب الحرية والديمقراطية، وهي تستحق القول: 17عامًا للحقيقة عنوان”.
ووصف مدير القناة مسيرتها بالصعبة فيها الكثير من التحديات؛ فمن تفجيرين استهدفا المكتب الرئيس في بغداد ثم غلقه إثر ذلك، إلى وقف بثها من مصر عام 2014، ثم انتقالها إلى بلد آخر، لم تتوقف محاولات الباطل في خنق صوتها الحر، وفي ثنايا كل ذلك مصاعب جمة، ولكن قناة الرافدين استمرت وتألقت.
وشدد على أنه ما يميز القناة أنها صوت الجماهير على اختلاف توجهاتهم، وتنوع فئاتهم، خصوصًا أولئك المقهورين الذين تجهد حكومات الاحتلال على تغييب صوتهم وهضم حقوقهم؛ فكانت الرافدين مع النازحين والمعتقلين وذوي المغيبين والرافضين للنظام الطائفي ومع ثوار تشرين ومع كل ذي حق.
وأوضح “يوم تآمر العالم كله على العراق وشعبه، وطأطأ رأسه لأمريكا الغازية وجبروتها، وصدر قراره بالتعتيم على المقاومة الباسلة وملاحقتها واتهامها بالإرهاب لقمعها واجتثاثها؛ كانت قناة الرافدين تجلي حقيقة المقاومة وتنشر عملياتها البطولية ضد الغزاة، فكانت صوتها الحق”.
وتمثل قناة “الرافدين” صورة معبرة في الإخلاص لجوهر الإعلام ونقل الحقيقة كما هي، في وقت تحولت القنوات الفضائية في العراق إلى دكاكين حزبية وطائفية تقدم الخدمات الصحفية للسياسيين مدفوعة الأجر.
وتتحمل قناة “الرافدين” وهي تدخل سنة جديدة من عمرها الإعلامي، مسؤولية وطنية وإعلامية على حد سواء، في نقل الصورة السياسية والحياتية في العراق كما هي لإطلاع الرأي العام في العراق وخارج العراق عما يجري في بلد تم احتلاله ومن ثم إدارته من قبل عملية سياسية فاسدة وفاشلة.
وتلتزم قناة “الرافدين” في نقل خطاب الشارع العراقي من دون أي رتوش، فيما يرزح الناس في معاناة يومية وهم يبحثون عن معنى كلمة “وطن” في بلاد مستباحة من قبل الميليشيات والأحزاب الطائفية الحاكمة.
ولا تكتفي القناة بنقل الأخبار وإنما تبحث عن تداعياتها في التحليل والتفصيل الإخباري، وتفتح برامجها لكل الأصوات العراقية والعربية لإبداء رأيها فيما يجري، من دون مصادرة أو منع.
واستضافت القناة في برامجها مئات المحللين السياسيين والخبراء فضلًا عن النشطاء للمساهمة في إبداء آرائهم من أجل مستقبل بلدهم.
كما خصصت برامج القناة لكشف عمليات الفساد المستشري في البلاد، ورفضت أن تقف في الجانب الخطأ الذي يرفضه الشارع العراقي، كما كان دورها مخلصًا في التركيز على معاناة المهجرين في المدن المنكوبة وأسر المغيبين قسرًا، وخصصت مئات من ساعات البث التلفزيوني لإيصال معاناتهم إلى المنظمات الدولية والرأي العام على حد سواء.

الدكتور رافع الفلاحي: منح العراقيون في كل المحافظات شرعية إعلامية ووطنية لقناة الرافدين تعبر عن صوتهم المحجوب من قبل وسائل الاعلام الحكومية والطائفية

وتهتم القناة في عدة برامج ثقافية وتربوية وإسلامية تمنح المشاهد صورة حقيقية عن طبيعة وتاريخ العراق الناصع، الذي يراد له أن يتحول إلى دولة متخلفة من قبل أحزاب وميليشيات العملية السياسية.
ولم تكتف قناة “الرافدين” بإيصال صوت العراقي الذي يرزح تحت وطأة المعاناة في الداخل، بل فتحت برامجها أمام العراقيين في الخارج ونقلت إنجازاتهم ودورهم الإنساني والعلمي في العمل والتميز.
ورغم عمليات الحجب والمنع الذي تمارسه السلطات الحكومية في بغداد لبثها وحجب موقعها الإلكتروني على الإنترنت، إلا أنها تحظى بمتابعة عالية من قبل الجمهور العراقي الذي كسر وسائل الحجب، فيما يتابع منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من خمسة ملايين مستخدم.
ويجمع عراقيون على أن قناة “الرافدين” تمثل الصوت المختلف بين القنوات الفضائية عندما تعبر عن الحاجة الماسة لإيصال صوت العراقي كما هو وعرض صورة حية عن معاناته.
ويستذكر شباب ثورة تشرين بفخر دور قناة “الرافدين” بينما عدسات مصوريها تقف معهم في مواجهة عمليات القتل من قبل القوات الحكومية والميليشيات.
وخصصت القناة مئات الساعات التلفزيونية لأحداث ثورة تشرين وبقيت تتابع تداعياتها ونقل صوت أبنائها في أكثر من برنامج سياسي وأخباري.
وقال الباحث السياسي الدكتور رافع الفلاحي “لقد رفعت بنادق السلطة بوجه الرافدين منذ بداية تأسيسها، مع إنها صوت إعلامي وطني مخلص لجوهر الحقيقية”.
وأضاف الدكتور الفلاحي الذي ساهم في عمل القناة منذ السنوات الأولى لتأسيسها “قيمة القناة ومصداقيتها تتأتى من مشاهديها الذين يبحثون عن الصوت الوطني المختلف، فكانت صوت العراقيين في كل مدن البلاد، وكانت الحنجرة العميقة لثوار تشرين عندما غطت تفاصيل التفاصيل في الاحتجاجات وكان جميع المتظاهرين يبحثون عن مصوريها”.
وشدد بقوله “لأن خطاب الرافدين يعبر عن إعلام وطني صادق، لذلك جابهت التحديات، لكن هذا التحدي كان في صالح القناة وهي تعبر عن وطنيتها بامتياز في نقل الحقيقة، لذلك منحها العراقيون في كل المحافظات شرعية إعلامية تعبر عن صوتهم المحجوب من قبل وسائل الإعلام الحكومية والحزبية”.
ووقفت قناة “الرافدين” في موقف تاريخي يُحفظ لها، بوجه المشاريع الطائفية وساهمت بشكل كبير في بث الوعي وصناعة الرأي المعتدل وإفشال المشاريع التي أرادت ترسيخ الطائفية بين الشعب العراقي.
وتصدت القناة في خطاب إعلامي واعٍ ومسؤول لمشروع تقسيم العراق طوال سنوات بثها، حيث كان لصوتها الإعلامي دورًا مهمًا ومازال في تبني منهج الثورة دون تزييف أو مصلحة إنما هي وقفة عراقية لأبنائه، وهذا ما لمسه الشعب العراقي من مواقف القناة مع جميع الأحداث التي شهدها العراق من مظاهرات أو مقاومة أو كشف جرائم الميليشيات وفساد الأحزاب والحكومات بعد الاحتلال.

عبد القادر النايل: قدر قناة الرافدين أن تواجه دولاً وهي محاصرة في رسالتها لأنها تمثل الحق العراقي والعدل فيما تحمله من مشروع نهضوي

وقال الباحث السياسي عبد القادر النايل “ساهمت قناة الرافدين بشكل مهني ووطني في النهوض الفعلي للشعب العراقي من خلال ثباتها على المبادئ الوطنية التي تميزت بها وهي تدافع عن مصلحة العراق وتنحاز إلى قضايا شعبه العادلة وهي تساند المظلومين وتقف أمام الظالمين وميليشياتهم وداعميهم تحمل هموم أبنائه وتضمد جراحهم”.
وأضاف “من هنا كانت البداية في أن تتحول قناة الرافدين إلى خطر يهدد المشاريع الإقليمية والدولية وهذا قدرها أن تواجه دولًا وهي محاصرة في رسالتها من الجميع، مع إقرار الجميع بأن الرافدين تمثل الحق العراقي والعدل فيما تحمله من مشروع نهضوي يمثل تطلعات العراق والأمة العربية والإسلامية لكنهم يخشون دعمها والإفصاح عن ذلك لأن في نهاية المطاف سيجدون أنفسهم في مواجهة مشاريع التدمير للمنطقة وسيضعون أنفسهم وجهًا لوجه مع أمريكا ومن معها”.
ومع وطأة الهم العراقي لم تتخل قناة “الرافدين” عن مسؤوليتها الإعلامية باتجاه جميع قضايا الأمة العربية والإسلامية، وفي طليعتهم القضية الفلسطينية والسورية واللبنانية واليمنية وقضايا المسلمين في الصين الإيغور والهند والروهينغا في بورما وغيرهم، وأظهرت منهم قيادات ميدانية من أجل صناعة عوامل النهوض والتصدي للمجتمعات المظلومة، كما أنها تساند جميع قضايا الإنسان وحقوقه.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى