أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

صراع النفوذ والمال يشتد داخل عائلة الطالباني ومع البارزاني في كردستان العراق

الصراع بين لاهور شيخ جنكي وأبن عمه بافل الطالباني، لن ينتهي في أروقة القضاء وعمليات الترضية التي تقوم بها شخصيات قبلية كردية، مجرد عروض لا تفضي إلى نتيجة

أربيل- الرافدين
وصف مصدر سياسي في محافظة أربيل الصراع بين أولاد العم في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بالمعركة الوجودية للسيطرة على الأموال والنفوذ السياسي.
وقال المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” إن الصراع بين لاهور شيخ جنكي وأبن عمه بافل الطالباني، لن ينتهي في أروقة القضاء وعمليات الترضية التي تقوم بها شخصيات سياسية وقبلية كردية، مجرد عروض إعلامية لا تفضي إلى نتيجة.
وأكد على “إننا نتحدث هنا عن صراع نفوذ وأموال وسلطة لا يمكن أن يفرط بها أبناء جلال الطالباني من الشقيقين بافل وقوباد لحساب ابن عمهم لاهور شيخ جنكي”.
وعبر عن اعتقاده بأن يشتد الصراع خلال الفترة القادمة خصوصًا على أموال النفط بعد أن تم الاتفاق على تصدير نفط محافظات كردستان العراق عن طريق الحكومة في بغداد، مؤكدًا على أن كلا الحزبين المتنفذين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني سيتصارعان على حصتهما من أموال تصدير النفط.
وكان لاهور شيخ جنكي، قد أكد في تصريحات تلفزيونية أن خروجَه من الاتحاد سيؤدي إلى انقسامه وخسارةِ نصف مقاعده في برلماني الإقليم ومجلس النواب في بغداد.
وقال إنه “باقٍ في منصبه كرئيس مشترك للاتحاد، برغم الإجراءاتِ التي وصفها بغيرِ القانونية التي جرت خلال العامين الماضيين”، متهما بافل الطالباني بانتهاك النظامِ الداخلي لحزب الإتحاد الوطني وتحويل الحزب المدني إلى حزب عسكري يسودُه منطق القوة.
وقال ان الميليشيات الكردية باتت تستخدم في حل المشاكل الداخلية للاتحاد الوطني.
وينذر التصعيد من رئيس الحزب بافل الطالباني ضد شيخ جنكي الرئيس المبعد من الاتحاد بمواجهة مسلحة بين الطرفين، في ظل تصاعد صراع النفوذ داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
وفي أحدث حلقة من سلسلة الخلافات داهمت قوات الأمن، بستانا تابعا للاهور شيخ جنكي بمنطقة “کيلە سپی” في منطقة سرجنار بمحافظة السليمانية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن القوات دخلت البستان بأمر من القاضي لوجود عدد من المسلحين من غير المنتمين إلى أي من القوات العسكرية في داخل البستان، مشيرة إلى اعتقال عدد من المسلحين في العملية.
وعقب العملية الأمنية، أصدر لاهور شيخ جنكي بيانا حمّل فيه المسؤولية لأبناء عمومته بافل وقوباد الطالباني.
وذكر بيان إن “مجموعة غير شرعية برفقة قوة أمنية ودون أمر من القاضي ودون أي عذر داهمت بستان لاهور شيخ جنكي في قرية قرية كلاسبي في السليمانية”.
ولا يقتصر الخلاف المتصاعد بين أولاد العم في السيطرة على حزب الاتحاد الوطني الكردستاني تركة الرئيس السابق جلال الطالباني، بل يمتد الى جهة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني.
وقللت مصادر سياسية من أهمية التوافق الهش الذي توصلت اليه الأحزاب الكردية على اجراء انتخابات برلمانية.
وتوصّلت 7 أحزاب كردية لاتفاق على إجراء الانتخابات بعد أكثر من عام على الخلافات التي عصفت بالوضع السياسي، وكان على رأسها آلية توزيع الدوائر الانتخابية وسجل الناخبين في مختلف مناطق الإقليم.
ولا يبدي عضو الاتحاد الوطني الكردستاني فائق يزيدي تفاؤلاً من إمكانية أن تسهم الانتخابات في إنهاء أو حلحلة أزمات كردستان السياسية، لا سيما ما يتعلق بالخلافات بين الحزبين الرئيسيين.
وقال يزيدي “إن تحديد موعد الانتخابات كان إجراء فردياً من الحزب الديمقراطي الكردستاني تحت عباءة رئاسة الإقليم من دون العودة إلى شريكه الأساسي وهو الاتحاد الوطني أو استشارته على الأقل، رغم الاجتماعات السابقة بين الطرفين للاتفاق على نقاط رئيسية من أجل إجراء الانتخابات وتحديد موعدها”.
وبعد وفاة الرئيس السابق جلال الطالباني في العام 2017، انتخب حزب الاتحاد الوطني ابنه بافل الطالباني، وابن أخيه لاهور شيخ جنكي، لرئاسة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بشكل مشترك.
وفي حزيران 2021، أطاح بافل الطالباني بعدد من المسؤولين الرئيسيين في وحدات الاستخبارات داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذين كانوا مخلصين لشيخ جنكي، كما أغلق منفذا إعلاميًا مدعوما من شيخ جنكي وأقصى الأخير من الرئاسة المشتركة، ليُصبح على رأس الاتحاد الوطني بمفرده، وتبدأ بعد ذلك سلسلة معارك إعلامية وقضائية.

فائق يزيدي: الاتفاق على الانتخابات لا ينهي أزمات كردستان السياسية لا سيما ما يتعلق بالخلافات بين الحزبين الرئيسيين
وقضت محكمة في أربيل، أن للاتحاد الوطني الكردستاني رئيسين مشاركين، بافل الطالباني، ولاهور شيخ جنكي، وذلك بعد صدور قرار قضائي من محكمة السليمانية، في وقت سابق، باعتبار فصل لاهور جنكي وعدد من القيادات من صفوف الحزب أمرا صحيحًا.
ويسيطر حزب ورثة الطالباني عمليا على محافظتي السليمانية وحلبجة من ضمن المحافظات لإقليم كردستان العراق الذي يتّخذ من أربيل مركزا له، وهي أيضا معقل حزب أسرة البارزاني الذي يشمل نفوذه محافظة دهوك.
وقال مصدر مطلع عن قرب على أجواء التنافس بين الاسرتين الكرديتين البارزاني والطالباني، هناك ضجيج اعلامي لا يستند إلى الحقائق ولا يذهب الى المشكلة العالقة منذ عقود بين الاسرتين، واختصارها بالحصول على منصب رئيس الجمهورية الذي هو في حقيقة الأمر لا قيمة سياسية له على الاطلاق.
وأضاف ان الخلاف الحقيقي يكمن في رغبة كل اسرة بالاستحواذ على ثروة كردستان العراق عبر وضع قدم في بغداد وألف قدم في أربيل.
وأشار الى ان التنافس لا يعود الى الحصول على منصب الرئيس، بل إلى عقود مضت، منذ انفصال جلال الطالباني عن الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مصطفى البارزاني والد مسعود، وتأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
وأكد على أنه لم يكن هناك أي توافق بين الاسرتين على الاطلاق على مر العقود الماضية، وكل ما يظهر هو مجرد تجميل لمعركة شرسة يسودها الحقد والضغائن والكراهية بين الأسرتين، للحصول على الحصة الأكبر من ثروة كردستان العراق.
وأضاف بما انه تلاشت فرصة تأسيس “دولة” في شمال العراق بسبب الرفض الدولي، فأن الصراع بين الحزبين بدأ يتصاعد منذ سنوات.
وأكد على أن أولاد جلال بافل وقوباد محملين بنفس الحقد والكراهية التي كان يكنها والدهم لأسرة البارزاني، ومستمرين بمحاولات الحصول على أكبر حصة ممكنة سواء من بغداد أو من أربيل.
وأشار الى أن قيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني تحظى بدعم غير محدود من قبل إيران.
وقال مصدر سياسي عراقي ان بافل لن يكون كوالده جلال في علاقاته من الأطراف المتصارعة على السلطة، فهو لا يتخلى عن طموحه الذي طالما أعلنه من دون تردد في “دولة خاصة بحزبه تضم السليمانية وكركوك وحلبجة” الامر الذي يؤجج الصراع مع أسرة مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني.
ويتحكّم الاتحاد في جزء من موارد الإقليم الذي يشارك في حكمه إلى جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني حيث يشغل شقيقه قوباد منصب نائب رئيس الإقليم، كما أنّ قسما من قوات البيشمركة التي هي بمثابة جيش لكردستان العراق تابع للحزب.
وقال الكاتب علي الصراف “الأكراد دائما ما تبنوا الرهانات الخطأ، ووضعوا على أساسها استراتيجيات جوفاء. هم لا يعرفون، من الأساس، مَنْ هو العدو ومَنْ هو الصديق. لا يعرفون أن للأكراد عدوين لدودين وصديقا واحدا، ليس في العراق وحده، ولكن في كل أرجاء كردستان الكبرى”.
وأضاف “سوء التقدير، قام على أساس أن كل جزء من كردستان الكبرى يمكنه أن يعيش بمعزل عن الأجزاء الأخرى وأن يخوض حروبه ضد سلطاته بالطريقة التي يراها مناسبة. وهو ما بدد الطابع القومي للقضية الكردية، وحوّل الأكراد إلى أقليات تصارع من أجل حقوق وامتيازات متفاوتة. ولم تلاحظ أن للجوار قدرة على تخريب هذا المسار عندما يتحول إلى خطر”.

لاهور شيخ جنكي: بافل الطالباني حوّل الإتحاد الوطني إلى حزبٍ عسكري يسودُه منطق القوة
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى