أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

هيئة علماء المسلمين تستشرف المشهد السياسي في العراق في ذكرى تأسيسها

منذ عشرين عامًا وهيئة علماء المسلمين تؤكد أن الاحتلال يريد بناء عمليته السياسية على مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية، لأنه يسعى إلى تمزيق العراق لا إلى وحدته.

عمان- الرافدين
قال مقرر القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور ثامر العلواني إن مواقف الهيئة خاضعة لثوابتها الشرعية مع مراعاة المصالح المرحلية والآجلة للشعب العراقي، بمختلف أطيافهم وطوائفهم وأعراقهم وقومياتهم.
وأضاف أن الهيئة كانت وما تزال تعمل بكل جهدها وطاقتها من أجل الخروج من المأزق الكبير الذي وقع فيه العراق وشعبه، وإعادة بناء الدولة على أسس صحيحة تضمن للجميع الأمن والاستقرار والحياة الكريمة، وقد أعطت مئات الشهداء في سبيل ذلك من أعضائها ومؤازريها.
وضرب الدكتور العلواني أمثلة لاستشرافات الهيئة السياسية، في ورقة قدمها في ندوة أقامها القسم الإداري في هيئة علماء المسلمين في العراق مساء الخميس بعنوان “استشرافات هيئة علماء المسلمين في المشهد العراقي والشأن العام”.
وعرض جملة من الامثلة كالدستور المسخ، واستهداف المقاومة العراقية، وشكل العملية السياسية ومخرجاتها، بناءً على نمط تشكيل مجلس الحكم ومنظومة المحاصصة الطائفية والعرقية التي بني النظام عليها وما خلّف ذلك من مشكلات وكوارث رصدتها الهيئة ووثقتها بعدما حذرت منها قبل وقوعها.

الدكتور ثامر العلواني: هيئة علماء المسلمين كانت وما تزال تعمل بكل جهدها وطاقتها من أجل الخروج من المأزق الكبير الذي وقع فيه العراق وشعبه
وشدد على أن هيئة علماء المسلمين أكدت مرارًا وتكرارًا أن الاحتلال يريد بناء عمليته السياسية على مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية، لأنه يسعى إلى تمزيق العراق لا إلى وحدته، خصوصًا أنه بدأ يبث سمومه بخبث من خلال ترويج أكاذيب الأغلبية المطلقة لجهة عراقية على حساب أخرى، وهو ما حصل على أرض الواقع؛ بعد مرور عشرين عامًا حيث أصبح الشعب العراقي يؤمن ويعتقد أن العملية السياسية هي رأس البلاء، وأن المحاصصة الطائفية والعرقية هي دمار العراق وخرابه.
وتأتي الندوة عشية الذكرى العشرين لتأسيس هيئة علماء المسلمين في الرابع عشر من نيسان 2003، التي اقيمت في مقرها بالعاصمة الاردنية عمان بمشاركة عدد من أعضاء الأمانة العامة ومجلس الشورى ورؤساء الأقسام والعاملين فيها.
وقال مسؤول قسم الإعلام في الهيئة معاذ البدري إن الهدف من انعقاد الندوة في هذا التوقيت؛ تسليط الأضواء على شذرات من مسيرة هيئة علماء المسلمين في اتجاهين رئيسين يتعلقان باستشرافها مجريات المشهد العراقي وتعاطيها مع أحداثه، وهما الجانب السياسي، ومجال حقوق الإنسان، وذلك بعد عشرين سنة يعانيها العراق من سطوة الاحتلال ومشروعه السياسي وحكوماته المتعاقبة، بموازاة عشرين عامًا من عمر الهيئة التي تعد المظلةَ الكبرى لمشروع مناهضة هذا الاحتلال وما يتصل به من عملية سياسية ومخرجات لم يجنِ العراقيون منها سوى المآسي والآلام.
وقدّم مسؤول قسم حقوق الإنسان في الهيئة الدكتور أيمن العاني ورقة بحثية مختصة باستشرافات هيئة علماء المسلمين للجانب الإنساني في العراق، وقال في مقدمتها “إن حقوق الإنسان بالنسبة لهيئة علماء المسلمين في العراق أمر بالغ الأهمية، وضرورة لحماية حقوق جميع أفراد المجتمع العراقي وضمان معاملتهم بكرامة واحترام بغض النظر عن عرقهم أو انتمائهم الديني، وذلك انطلاقًا من ثوابت الشريعة الإسلامية”.
وأضاف أن الهيئة لعبت دورًا مهمًا في الدفاع عن حقوق الشعب العراقي، ولا سيما الحق في مقاومة الاحتلال ورفض التدخل والنفوذ الأجنبي، وعملت في ضوء ذلك على زيادة الوعي الشعبي بانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الاحتلال وحكوماته المتعاقبة.
ولفت إلى أن هيئة علماء المسلمين حرصت على تضمين مفردات حقوق الإنسان في بيانات الأمانة العامة والتصريحات الصحفية وفعاليات اللجان والأعضاء، حيث تعد بيانات الهيئة مصدرًا مهمًا من مصادر توثيق الأحداث في تاريخ العراق ما بعد الاحتلال الأمريكي.
وأكد مسؤول قسم حقوق الإنسان أن هيئة علماء المسلمين عبّرت عن مواقفها الواضحة والصريحة في إدانة الجرائم التي تطال المدنيين العراقيين، وفضحت المجازر التي استهدفت الشعب العراقي، فضلًا عن كشفها لأهداف وأبعاد التفجيرات التي طالت أكثر المدن العراقية.
وأشار إلى أنها تنبهت منذ البداية إلى السعي المحموم لسلطة الاحتلال وحكوماته المتعاقبة لخلط الأوراق من خلال إشاعة الفوضى وتأجيج العنف الطائفي في العراق بغية تشويه صورة المقاومة العراقية.
الدكتور أيمن العاني: هيئة علماء المسلمين تنبهت منذ البداية إلى السعي المحموم لسلطة الاحتلال وحكوماته المتعاقبة لخلط الأوراق من خلال إشاعة الفوضى وتأجيج العنف الطائفي في العراق
وعالجت ورقة الدكتور أيمن العاني محاور عديدة في سياق الجهد الحقوقي لهيئة علماء المسلمين، تضمّنت رؤية ورسالة وأهداف الهيئة في المجال الإنساني، والحق في مقاومة الاحتلال، والآليات المعتمدة لتقييم حالة حقوق الإنسان في العراق، وتوثيق جرائم الاحتلال وحكوماته المتعاقبة، فضلاً عن تقارير قسم حقوق الإنسان، التي عززها بأمثلة وأرقام تظهر أبرز الاستشرافات والقراءات والتحليلات التي تبنتها الهيئة في تعاطيها مع ملفات حقوق الإنسان في البلاد.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى