أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

نازحون مسيحيون: قرار حكومة السوداني بالإغلاق الفوضوي للمخيمات يلقي بنا في الشوارع

الحكومات المتعاقبة خذلت الناس عندما عجزت عن حمايتهم، وتركتهم يعيشون في أسوأ الظروف لسنوات في المخيمات، واليوم ترميهم من دون أي خطة تساعدهم على استعادة منازلهم المدمرة.

بغداد- الرافدين

أجمعت أسر مسيحية تعيش في مخيمات النزوح على أن اغلاق حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني للمخيمات من دون مساعدتهم في توفير البديل، كمن تلقي بهم في الشوارع.
وأكدت الاسر التي تعيش منذ سنوات على مساعدات المنظمات الدولية في مخيمات تفتقر للشروط الإنسانية، على أن الحكومة خذلتهم عندما عجزت عن حمايتهم، وتركتهم يعيشون في أسوأ الظروف لسنوات في المخيمات، واليوم ترمي بهم من دون أي خطة تساعدهم على استعادة منازلهم المدمرة أو التي تسيطر عليها الميليشيات الطائفية.
ونقل تقرير لنشرة “ذا تابلت” الأسبوعية المهتمة بشؤون المسيحيين في العالم، تساؤلات آلاف النازحين عن مصيرهم بعد قرار حكومة السوداني بأغلاق المخيمات، في خطة فوضوية متسرعة.
وقال كاهن كنيسة المشرق الاشورية الأب ايمانويل يوحنا “كيف يمكن إغلاق المخيمات في حين أن آلاف العائلات تعيش هناك منذ فترة طويلة؟ انه مثل القائهم في الشوارع. لا بد أن يكون هناك بديل قابل للتطبيق”.
ويدير الأب يوحنا برنامج المساعدة المسيحية في شمال العراق (CAPNI) لدعم النازحين العراقيين حول مدينة دهوك. كما تقوم هذه المنظمة بإعادة اعمار المنازل وتساعد على استعادة وسائل الحياة في عدة بلدات في سهل نينوى بعد تدميرها.
وقال “قيمنا المسيحية تحفزنا، لأننا مؤسسة مسيحية وأساس عملنا هو الحب. في حالة العراق، فان مشاركة الحب تعني أنه يتحتم عليك رعاية المحتاجين. ولذا، فإننا نعالج احتياجات هذه المجتمعات الهشة”.
يأتي ذلك بعد أن أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من إغلاق السلطات الحكومية السريع لمخيم كان يأوي أكثر من 300 عائلة نازحة في بلدة القيارة بمدينة الموصل.
وعبر مكتب الأمم المتحدة في بغداد عن القلق الإنساني إزاء تأثير إغلاق المخيم، وأكد دعم الأمم المتحدة الطويل والمبدئي لعودة “طوعية وآمنة وكريمة لجميع” النازحين داخليًا.

الأب ايمانويل يوحنا: كيف يمكن إغلاق المخيمات من دون بدائل في حين أن آلاف العائلات تعيش هناك منذ فترة طويلة
وبدأت السلطات الحكومية في أواخر عام 2020 حملة فوضوية لإغلاق جميع مخيمات النزوح في المدن العراقية، من دون أن توفر الظروف الملائمة لعودة النازحين المدمرة بيوتهم أو التي تستولي عليها الميليشيات الطائفية وتمنع عودتهم.
وشدد تقرير النشرة الكاثوليكية “ذا تابلت” على أن المسيحيين في العراق، يشعرون بالقلق من المستقبل، ويعانون بعد عشرين سنة على الغزو الأمريكي وستة سنوات على انتهاء المعارك مع تنظيم داعش.
وذكرت كاتبة التقرير ديل جافلاك أن شيوع فكرة ملتبسة عن الأقلية والأغلبية في العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003، كسر التوافق المجتمعي، محذرة من أن العراق سيصبح “بلا أغلبية” في حال خسر اقلياته الدينية والعرقية.
وأشارت إلى وجود أكثر من 200 ألف ايزيدي، ما يزالون نازحين في المخيمات وخارجها في جميع انحاء إقليم كوردستان شمال العراق.
ولا يستطيع الايزيديون العودة الى مدينة سنجار أرض اجدادهم حيث كان العديد منهم يقيمون قبل أن تدمر منازلهم وأعمالهم.
وقال الأب يوحنا “لا يوجد أمن أو قدرات معيشية هناك. وبدلا منها، هناك مجموعة متنوعة من القوى العسكرية في سنجار، سواء كان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني السوري، أو مقاتلو الوحدات الايزيدية، أو ميليشيات الحشد، أو الجيش الحكومي. كما ان هناك غارات جوية تركية لمطاردة ميليشيا حزب العمال الكردستاني وحدود مفتوحة مع سوريا. الأمر الذي يثير مخاوف من العودة”.
ولفت التقرير الى أن محافظات شمال العراق تستضيف اشوريين ومسيحيين آخرين، بعضهم هرب من الموصل وبلدات سهل نينوى.
وقال العراقي الأرمني ارسين إن “عائلتي كانت تعيش في السابق في العاصمة بغداد، ولكن مع تفجيرات الكنائس والهجمات الطائفية على المسيحيين والأقليات الأخرى بعد حرب 2003، كان علينا الانتقال شمالا الى دهوك”.
وبقيت مزاعم حكومة السوداني بتخصيص 38.5 مليون دولار لإعادة بناء سنجار والقرى في سهل نينوى، مجرد تصريحات إعلامية دعائية، اذ لم تتقدم خطوة واحدة.
ديل جافلاك: شيوع فكرة ملتبسة عن الأقلية والاغلبية في العراق بعد الاحتلال الأمريكي كسرت التوافق المجتمعي
وعدّ رئيس لجنة الخدمات النيابية محما خليل، دمج قضاء سنجار وسهل نينوى بصندوق اعمار واحد “مخطط سياسي” لعرقلة إعمار سنجار وإبقائه على وضعه الحالي، مطالباً بتشكيل لجان رقابة برلمانية لمتابعة عمل صناديق الأعمار في المحافظات.
وقال خليل وهو نائب ايزيدي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في نينوى إن “قضاء سنجار المنكوب يتطلب صندوق اعمار مستقل بمعزل عن سهل نينوى أو أي منطقة اخرى لمنع تبويب استحقاقاته من قبل جهات سياسية لدوافع عديدة”.
وأشار إلى “وجود جهات سياسية تعرقل اعمار سنجار أو أي بادرة إيجابية تجاهه”.
وطالب بتشكيل لجان رقابة برلمانية لمتابعة اعمال صناديق الأعمار في المحافظات وحركة الأموال والأبواب التي تصرف فيها لبيان مدى شفافية اعمالها ومنع حالات التلاعب والفساد واستغلال استحقاقات المناطق المتضررة والمنكوبة.
وتساعد منظمة (CAPNI) التي يديرها الأب يوحنا، النازحين في أكثر من 25 قرية نائية في مدينة دهوك عبر توفير الفحوصات الصحية وعلاج الأمراض المزمنة. كما أنها تساهم في ترميم المنازل المتضررة، وقامت خلال الأعوام الماضية، بإعادة تأهيل أكثر من 1450 منزلا و32 مدرسة و9 كنائس و200 متجر في بلدات سهل نينوى، من دون أي دعم حكومي حيث تذهب الأموال إلى جيوب الفساد.
وحذر الأب يوحنا من الاتجاه المثير للقلق بالنسبة للأقليات الدينية والعرقية في العراق لمغادرة البلد.
وقال إنه “بمجرد أن يخسر العراق اقلياته، لا تبقى الأغلبية هي الأغلبية”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى