أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

برهم صالح يعيد تأهيل نفسه معترفًا بفشل نظام فاسد شارك في تأسيسه

الرئيس السابق برهم صالح يبحث عن رصيد سياسي في مقال بمجلة "فورين بوليسي" بعنوان مضلل يجمع بين "التحرير والفشل" في وقت واحد.

بغداد- الرافدين
دفع الرئيس السابق والقيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح باتجاه تبرئة نفسه من صناعة الفشل والفساد في العملية السياسية القائمة منذ عام 2003. في محاولة للحصول على رصيد سياسي بعد أن استبعد من منصب رئيس الجمهورية وفق محاصصة تقسيم مغانم السلطة بين الأحزاب الحاكمة.
وأقر صالح في مقال بمجلة “فورين بوليسي” بعنوان مضلل “بعد 20 عامًا من التحرير، يحتاج العراق إلى إصلاح جذري” بفشل النظام السياسي القائم في ازدواجية عٌرف بها وبدأت من عنوان المقال، عندما جمع “التحرير والفشل” في مفهوم واحد!
وتذرع في الدفاع عن فكرته بأن العملية السياسية نتجت عن مخاوف من القوميات والطوائف، لذلك يعاني العراق اليوم من مشاكل عميقة الجذور تنبع من عقود من الإخفاقات السياسية والحكومية.
وتعمد برهم صالح الذي عمل بمناصب حكومية منذ اليوم الأول من احتلال العراق وكان آخر من رافق الحاكم الأمريكي بول بريمر لتوديعه، بوصفه نائبًا لرئيس الحكومة آنذاك، تجاهل مفهوم الوطنية العراقية عندما استمر في تقسيم العراقيين في مقترحه للحل.
وبدأ فشل المنظومة السياسية القائمة منذ عام 2003 من دستور أطلق عليه العراقيون “المسخ” كُتب وأقر برعاية الاحتلال الأمريكي وبمباركة مرجعية طائفية، وصار لا يمثل إلا من كتبه، بعد أن شرع تقسيم العراقيين على أنفسهم.
وأعترف صالح في محاولة لتبرئة نفسه بأن جروح العنف الطائفي لم تلتئم واستمرار الجمود السياسي والنزاعات الدستورية والتوترات العرقية والدينية والحكم السيئ والفساد المستشري يبتلي بها البلاد.


كرم نعمة: برهم صالح يعاني من الازدواجية كمن يستيقظ على سرير مختلف عما كان ينام عليه كل تلك السنين.

وقال إن “العملية السياسية أنتجت دولة مقيدة ضعيفة هيكليًا تهيمن عليها جهات فاعلة غير حكومية” مطالبًا بإصلاحات جذرية ورؤية سياسية جديدة ومصالحة صادقة بين العراقيين.
واعترف بأن العراقيين يعبرون عن احتقارهم للعملية السياسية، الذي كان هو أحد أهم الداعين إليها والمنظّرين للخواء الديمقراطي الكامن فيها.
وقال إن المقاطعة التي عبر عنها العراقيون برمتهم في الانتخابات الأخيرة هي علامة تحذير يجب أن تحفز التفكير الجاد حول اتجاه البلاد.
وطالبت ثورة تشرين التي شارك بها ملايين العراقيين باستبدال العملية القائمة بالكامل والإتيان بمنظومة وطنية صالحة متفق عليها بين العراقيين وتلقى دعمًا دوليًا واضحًا.
وعاد برهم صالح إلى مناشداته الدائمة إلى نظام رئاسي منتخب ومنح رئيس الجمهورية سلطة تنفيذية أكبر، فطالما زعم أن لديه الكثير مما يمكن أن يقدمه إلى منصب الرئيس، بينما الفترة الرئاسية التي شغلها قد شهدت أكبر المجازر بحق ثوار تشرين من قبل القوات الحكومية والميليشيات، فيما انضم إلى قائمة اثرياء العراق بصفقات الفساد والأموال التي أغدقها عليه منصب الرئيس.
ولم ينس برهم صالح الذي صوت في انتخابات انفصال مدن كردستان عن العراق، إلى إيجاد حل دائم لقضية الفيدرالية الشائكة، والتغلب على الخلاف المستمر بين إقليم كردستان وبغداد، مع الحفاظ على الحكم الذاتي الكردي. داعيًا إلى أن تكون الفيدرالية تشمل محافظات وسط وجنوب العراق في رؤية لتقطيع أوصال العراق.
واعترف في نهاية مقاله بأن العراق أصبح دولة كليبتوقراطية، حيث تقوم الأوليغارشية السياسية وعملائها بتجريد مفهوم الدولة ويتوغل الفساد عميقًا في المؤسسات ويغذي العنف والانقسام.
وأجمع مراقبون سياسيون على أنه لا جديد في ما كتبه برهم صالح، الا سعيه الدائم لتبرئة نفسه من الفساد والخواء السياسي، وكأنه ليس من أوائل صنائع هذه الرثاثة القائمة منذ احتلال العراق والعمل على مفاهيم تقسيمية كسيحة.
ووصفوا برهم صالح بانه نسخة معدلة من إبراهيم الجعفري، مشددين على أن النظام السياسي القائم قد قضى على ما تبقى من الدولة العراقية، ولا يمكن له إصلاح نفسه، فضلا عن كونه لا يريد ذلك أصلا، فالفشل لا يمكن إعادة صناعته بقدر دق المسمار الأخير في نعشه والبدء من جديد.
وحاول برهم صالح تبرئة نفسه مما جرى أكثر من مرة، مع أنه من كبار الشركاء والمنظرين الأوائل لما حصل واستمر بعد احتلال العراق، بيد أنه يعرض نفسه من جديد على صفحات “فورين بولسي” كمصلح سياسي بحثا عن رصيد للعودة للمنصب.

شاهو القره داغي: ماهي مساهمات برهم صالح في الاصلاح وتحقيق الحوكمة عندما شغل العديد من المناصب منذ 2003 حتى يستطيع تقديم النصائح؟

ووصف الكاتب العراقي كرم نعمة مقال صالح بإصلاح العملية السياسية بـ “ازدواجية فاشلة” لإعادة تأهيل كبير منظري الخواء الديمقراطي في العراق بعد الاحتلال.
وقال “إن تلك الازدواجية تكمن في المطالبة بعقد سياسي جديد واعترافه بفشل العملية السياسية وكأنه ليس من دفع ونظّر وشارك في تلك العملية منذ احتلال العراق واكتشف رثاثتها بمجرد تشبثه بمنصب الرئيس الذي طالما حاول البقاء فيه للتمتع بمميزات الرفاهية التي يوفرها”.
وتهكم كرم نعمة بقوله “برهم صالح كمن يستيقظ على سرير مختلف عما كان ينام عليه كل تلك السنين السابقة”.
وأضاف هناك من يمكن لومه على صناعة الفشل السياسي العراقي من بينهم برهم صالح نفسه، لكن الأهم من اللوم هو التفكير في صناعة المستقبل بإنقاذ العراق وليس بإصلاح عملية سياسية عصية على العلاج.
فيما تساءل الكاتب السياسي شاهو القره داغي عن مساهمات برهم صالح في الاصلاح وتحقيق الحوكمة عندما شغل العديد من المناصب منذ 2003 حتى يستطيع تقديم النصائح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى