أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

استعراضات السوداني الإعلامية.. لا تنهي فسادًا ولا تقوم إعوجاجًا

ناشطون: مطار بغداد يغرق بالفساد وتردي الخدمات نتيجة تقاسم الأحزاب وميليشياتها إدارته

بغداد – الرافدين
ظهر رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوداني في مقطع مصور وهو يوبخ مدير مطار بغداد الدولي حسين قاسم بسبب سوء الخدمة والفوضى المستمرة في المطار منذ سنوات.
وزار السوداني مطار بغداد الدولي للاطلاع على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتفقد مرافقه الخدمية حسب المكتب الإعلامي، وتأتي هذه الزيارة بعد الشكاوى العديدة من المسافرين بسبب سوء الخدمة وفساد شركات النقل العاملة في المطار.
وعلى إثرها قدم مدير مطار بغداد الدولي حسين قاسم استقالته من منصبه بسبب ما سماها عدم المهنية لاستمرار العمل بشكل يليق بسمعة ومكانة المطار.
واتهم حسين الجهات المعنية بتحميله أخطاء الإدارات السابقة.
وأضاف أنه كلف قبل ثلاثة أشهر بتولي إدارة المطار مع عدم إقرار الموازنة العامة لسنة 2023 وعدم وجود مشاريع تأهيل للبنى التحتية منذ عام 2019.
وعلق ناشطون عراقيون على حادثة توبيخ السوداني مدير مطار بغداد معتبرين أن ردة فعل السوداني تندرج في سياق الاستعراض الإعلامي بعد فشله في تحقيق أي من وعوده بمحاربة الفساد.
الباحث السياسي مجاهد الطائي قال متى ينتهي هذا الاستعراض الفارغ وادعاء الحرص على خدمة المواطن؟ هناك ألف طريقة للمحاسبة والشفافية وجميعها لا تنفع مع نظام حكم اللصوص”.
رئيس مركز “افاد” الحقوقي حسين دلي قال “كان الأحرى بالسوداني أن يحاسب وزراء النقل ومدراء المطار السابقين منذ 2003 في بلد يصدر 4.5 ملايين برميل نفط يوميًا”.
وأضاف دلي أن الكل أجرم بحق واجهة العراق خصوصًا أن المطار لا يصلح أن يكون زريبة حيوانات قياسًا بالمطارات المحترمة للدول المجاورة.
وتصنف المطارات العراقية وفي مقدمتها مطار بغداد الدولي بأنها من أسوأ مطارات العالم نتيجة تردي الخدمات وقدم مرافقه وافتقاره إلى أنظمة سلامة حديثة وتحوله إلى منفذ تهريب للميليشيات، وتفشي الفساد في مشاريع تطويره.
وأقرت لجنة النقل والاتصالات البرلمانية بوجود مخالفات جسيمة ترتكب في المطارات العراقية، وصلت لمستوى تهريب حمولات من الذهب والأموال دون أن تكتشفها أجهزة “السونار” بسبب عدم كفاءتها.
وقالت رئيسة اللجنة زهرة البجاري إن هيئة النزاهة شخصت تلكؤ عدد من الشركات المتعاقدة مع سلطة الطيران في تنفيذ المشاريع بمطار بغداد، كعقد تجهيز وتركيب وتشغيل منظومة الإنذار المبكر والتحرّي عن الحريق المحال إلى شركة فرنسية والمتوقف منذ عام 2016، وعقد تأهيل المباني المحال إلى شركة مصرية.
وأضافت أن المطارات تتحصل على إيرادات كبيرة، ويفترض أنها تذهب إلى خزينة الدولة، وأن يصرف جزء منها على تطوير خدماتها.
وبينت البجاري أن بغداد بحاجة لمطار جديد، لأن المطار الحالي متهالك وانتهى عمره الافتراضي، كما أنه عاجز عن استيعاب زخم الرحلات وعدد المسافرين الكبير.
ومنذ 2003 تحول مطار بغداد إلى منفذ للميليشيات الموالية لإيران لتهريب الأموال والمخدرات وحتى البشر.
وسبق أن اتهمت مصادر سياسية السوداني بتسليم المطار للميليشيات بعد فسخ رئيس الحكومة الحالية عقد الشركة الكندية الخاصة بالحماية الأمنية لمطار بغداد الدولي.
وقالت المصادر إن هذا العقد يدر مبالغ هائلة، وكان أحد الشروط التي فرضت على السوداني من قبل قوى الإطار قبل الدفع به إلى رئاسة الحكومة.
وكان موظفون في مطار بغداد قد كشفوا عن تقاسم تيار عمار الحكيم وحزب الدعوة،  إدارة سلطة الطيران المدني ومطار بغداد بشكل خاص، إلا أن قرب كتائب حزب الله من فيلق القدس جعلها الأكثر سلطوة على مطار بغداد.
وذكر الموظفون أن ميليشيا حزب الله وسعت سلطتها في المطار واستولت عبر موظفين تابعين لها على مناصب ومواقع مهمة وحساسة داخل المطار، في مقدمتها السيطرة على عمليات تفتيش أمتعة المسافرين، فضلًا عن الاستحواذ على مطاعم ومرآب لوقوف السيارات وشركات تشغل سيارات من وإلى المطار لنقل المسافرين وغيرها

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى