أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

إنجازات حكومة السوداني.. تطبيل لخراب مستدام

ناشطون: السوداني يحاول أن يظهر نفسه محاربًا للفساد في وقت مكن الميليشيات من الهيمنة على الدولة ونهب مقدراتها

بغداد – الرافدين
لاقت تصريحات رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوداني عن إنجازات حكومته ردود فعل ساخرة ومنتقدة لما يشهده العراق من أزمات على جميع المستويات وأوضاع متردية منذ 2003 ازدادت سوءًا بعد تولي حكومة الإطار الموالية لإيران السلطة.
وقال السوداني خلال مشاركته في “منتدى العراق من أجل الاستقرار والازدهار” في بغداد، إن حكومته أنجزت 31 بالمائة من أصل 80 فقرة من البرنامج الحكومي.
وزعم السوداني أنه في الأشهر الستة الماضية عملت حكومته بجد بعيدًا عن الخطابات الإنشائية، مضيفًا أنه منذ توليه ركز على ملفات الطاقة، إلا أن التقارير والوكالات الدولية تفضح كذب تصريحاته إذ جاء العراق في ذيل جميع المؤشرات نتيجة الفساد الحكومي وتسلط الميليشيات.
وكان السوداني قد أطلق مجموعة من الوعود عند توليه السلطة، منها العفو العام وحصر السلاح بيد الدولة ومحاربة الفساد وإعادة النازحين وتحسين الاقتصاد، لكن بعد 6 أشهر لم يتحقق شيء منها.
ويرى مراقبون أن برنامج حكومة السوداني حبر على ورق ومرور هذه المدة من غير تحقيق أي إنجاز يؤكد أن السوداني لا يختلف عمن سبقوه من رؤساء الحكومات.
يقول الأكاديمي نعمة الراوي في حديث لقناة الرافدين إن السوداني نسخة طبق الأصل من المالكي والعبادي في استغلال الإعلام للتغطية على فشله.
ويضيف الراوي أن حديث السوداني عن تنفيذ 31 بالمائة من البرنامج الحكومي كذب صريح فلا يوجد أي منجز اقتصادي أو سياسي أو ثقافي على أرض الواقع، ولم يبين ما هي الانجازات التي تحققت.

نعمة الراوي: حديث السوداني عن تنفيذ 31 بالمائة من البرنامج الحكومي كذب صريح ولا يوجد أي منجز على أرض الواقع.

ويعاني الاقتصاد العراقي من تدهور مستر نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار وعجز الحكومة في السيطرة على الأزمة ومنع تهريب العملة إلى إيران، ما سبب ارتفاعًا في أسعار المواد الغذائية وأثر على مختلف طبقات المجتمع.
ويتهم مراقبون حكومة الإطار بتمكين الميليشيات من مقدرات الدولة وزيادة نفوذها واستحواذها على المشاريع الاقتصادية والتحكم بالوضع الاقتصادي عن طريق شركة مقاولات “المهندس” باعتبارها دولة داخل الدولة.
الباحث في الشأن السياسي العراقي غازي فيصل قال إن “الهدف من تأسيس شركة المهندس، كان منذ البداية، من أجل أن تكون إحدى أدوات ميليشيا الحشد وفصائله المسلحة للاستثمار والاستقلال الاقتصادي”.
وبين غازي أن زعماء ميليشيا الحشد يعملون على استغلال نفوذهم الأمني والسياسي، لتحقيق أهداف اقتصادية. والهدف من تأسيس شركة المهندس، هو تأسيس قاعدة لبناء دولة داخل الدولة العراقية، ومنافسة المؤسسات الرسمية الحكومية.
وأكد أن “إعلان شركة المهندس تنفيذ أعمال مقاولات في المدن يعني أن الشركة بدأت مشروع التوغل داخل قطاع الاقتصاد والمال والأعمال وهذا يدل على وجود تحدٍ داخل العراق من تمرد ميليشيا الحشد على الكثير من قرارات الدولة”.
وجاءت تصريحات السوداني عن إنجازات حكومته الوهمية ونسب الفقر في العراق بارتفاع مستمر حيث وصلت إلى 25 بالمائة حسب الإحصاءات الحكومية الرسمية فيما يؤكد خبراء اقتصاديون أن النسبة الحقيقية تجاوزت 35 بالمائة وفي المحافظات الجنوبية إلى 50 بالمائة.
وصلت نسب البطالة إلى أكثر من 30 بالمائة وغالبيتهم من الشباب الخريجين نتيجة انعدام فرص العمل وغياب مشاريع التنمية الحقيقة واكتفاء الحكومات المتعاقبة بالإعلان عن مشاريع تبقى مرسومة على الورق فقط بينما الفقر والبطالة جعلا العراقيين من أفقر الشعوب.
وذكر تقرير لمجلة “غلوبال فاينانس” المهتمة بالشؤون المالية أن ثروة العراق لا تؤهله لتبوأ مراتب متقدمة بين الدول الغنية، بسبب غياب العدالة السياسية والاقتصادية في تقسيم ثروة البلاد والفساد الحكومي.
وحل العراق بالمرتبة 115 من بين 193 دولة بدخل مقداره 12927 دولارًا سنويًا للفرد الواحد قياسًا إلى حصة الفرد من الناتج المحلي وفق إحصاءات صندوق النقد الدولي لشهر نيسان 2023.
ولا يشكل تقرير مجلة “غلوبال فاينانس” مفاجأة حيث أقرت وزارة التخطيط الحالية تزايد نسب الفقر في العراق لأسباب اقتصادية متجذرة تشمل السكن والصحة والتعليم ومستوى الدخل فضلاً عن الغذاء، وكذلك العوامل الأمنية والسياسية والوضع الاجتماعي.
وبعد انتقادات دولية ومحلية كثيرة للفساد وفشل حكومة السوداني في الحد منه أعلن السوداني عن إجراء تعديلات وزارية ما عده مراقبون اعترافًا ضمنيًا بفشل الحكومة بالوفاء بتعهداتها التي قطعتها فضلًا عن حجم الخلافات بين الفرقاء داخل تحالف إدارة الدولة الذي انبثقت عنه الحكومة.
وانتقد ناشطون عراقيون جلب السوداني للإعلامي اللبناني جورج قرداحي للتطبيل لحكومته بعد فشلها وتلميع صورتها أمام العالم رغم فسادها وارتكابها انتهاكات حقوقية ضد المدنيين.
ويؤكد إعلاميون عراقيون أن مشاركة قرداحي لم تكن مجانية، وإنه حصل على نحو 50 ألف دولار، مقابل حضوره وكيل المديح للسوداني.
يقول الصحفي العراقي عثمان المختار “في العراق جيش جرار من الطبالين والمرتزقة ورغم ذلك استوردوا جورج قرداحي”.

 

 

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى