أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

إيران تصدر المخدرات للعراق وتشارك في مؤتمر بغداد لمكافحة المخدرات!

وعود رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني بجعل العراق خاليًا من المخدّرات، تتحول إلى موضع استغراب وتهكم معًا من قبل خبراء أمنيين ومراقبين سياسيين.

بغداد- الرافدين
تحولت وعود رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني بجعل العراق خاليًا من المخدّرات، إلى موضع استغراب وتهكم معًا من قبل خبراء أمنيين ومراقبين سياسيين. بينما كان العراق خاليا تمامًا من المخدرات قبل احتلاله من قبل القوات الأمريكية عام 2003.
وتساءل الخبراء عما إذا كان السوداني يُصدّق المزاعم التي أطلقها في “مؤتمر بغداد الدولي الأول لمكافحة المخدّرات” بينما يدرك أن ميليشيات متنفذة داخل الإطار التنسيقي صارت تعتاش على تجارة المخدرات ما بين سوريا وإيران، وجعلت من العراق مستهلكًا وممرًا في اتّجاه عدد من البلدان العربية، في ظلّ عدم ضبط الحدود مع إيران وسورية.
ومع اعتراف السوداني بإنّ “قضية المخدّرات باتت تهدّد المجتمعات، وخطرها يهدّد كيانات الدول”، مشيراً إلى مواجهة “حرب معقّدة، يتسلل فيها العدو ليفتك بأبنائنا ويدمّر أسرنا ويفكك نسيجنا الاجتماعي”، فأنه لم يكشف عن أدوات حكومته لمواجهة طبقة فاسدة وميليشيات تدير تجارة المخدرات بالتواطؤ مع القوات الأمنية.
ويأتي كلام السوداني في المؤتمر الذي انعقد الثلاثاء وتشارك فيه السعودية ومصر وسوريا وإيران ولبنان والأردن والكويت وتركيا، ومجلس وزراء داخلية العرب ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدّرات والجريمة، بعد ثلاثة أيام من كشف مصدر أمني عراقي عن تورط ضباط كبار في وزارة الداخلية وعناصر ميليشيات متنفذة في حيازة 12 مليون حبة مخدرة ضبطت في بغداد.
وأكد المصدر على ان الخلافات في توزيع الحصص بين تجار المخدرات والمتواطئين معهم من الجهات الحكومية والميليشياوية كانت وراء الكشف عن العملية.
وشدد على أن من ألقي القبض عليهم مجرد عمال وحراس المخازن بينما لم يتم القبض على أي من تجار ورؤوس الشبكة التي تجد ما يسهل نشاطها من قبل زعماء ميليشيات وضباط كبار في وزارة الداخلية.
وقال إن كمية الحبوب التي تم مصادرتها وتقدر بـ 12 مليون حبة مخدرة، لا تشكل إلا نسبة ضئيلة مما تم توزيعه خلال الأشهر الماضية.
وأعلنت قوات الأمن الجمعة الخامس من أيار في بيان ضبط 12 مليون “حبة مخدّرة” في عملية في بغداد، هي إحدى أكبر العمليات المماثلة في الآونة الأخيرة، وتوقيف ستّة أشخاص على صلة بالقضية، في بلد باتت مشكلة المخدرات فيه تشكّل تحدياً كبيراً للسلطات.
ولم يكشف البيان الحكومي عن الجهة التي تقف وراء الشبكة التي تحوز على هذه الكمية من الحبوب المخدرة، وعما إذا كان يقف وراءها عناصر في الميليشيات وضباط في وزارة الداخلية الحالية، واكتفى بالقول انه تم العثور عليها في منطقة بشرقي بغداد.
وسبق أن كشفت مصادر أمنية عن تورط ميليشيات ضمن فصائل الحشد مسيطرة على المنافذ الحدودية مع سوريا، في شحنة تهريب مخدرات إلى داخل العراق.
وأعلنت هيئة المنافذ الحدودية عن ضبط أكثر من ثلاثة ملايين حبة مخدرة مختلفة الأنواع كانت مخبأة داخل صناديق فاكهة قادمة من مدينة دير الزور السورية بهدف تهريبها عبر منفذ القائم الحدودي.
وأكدت المصادر أن شحنة ثلاثة ملايين حبة مخدرة كانت تهرب بواسطة مجاميع ميليشياوية معروفة تسيطر على المنطقة الحدودية، من دون أن تذكر اسم الميليشيا.
جدير بالذكر أن ميليشيات العصائب والكتائب وبدر وكلها منضوية في ميليشيا الحشد، تتمركز في منطقة دير الزور، وسبق وان شاركت في القتال لدعم قوات النظام السوري.
وقالت منظمة “نقاهة” لمعالجة إدمان المخدرات في العراق، إن تجار المخدرات وجدوا أنفسهم خلال السنوات الماضية فوق القانون، لا سيما أن بعضهم يتعاملون مع جهات سياسية، أو ميليشيات مسلحة.
وأضافت أن الكثير من المحامين والقضاة تعرضوا للتهديد بالتصفية من قبل المتاجرين بالمخدرات، بينما القانون العراقي لا يوفر لهؤلاء الأمن والحماية من تجار المخدرات، والذين باتوا يمثلون خطرًا كبيرًا.
ويجمع معلقون سياسيون على أن تجارة المخدرات نتاج انهيار الدولة في العراق منذ عام 2003، وان جهات متنفذة سواء من الطبقة السياسية أو الميليشيات جمعت أموالاً هائلة من تلك التجارة المستمرة مع سوريا وإيران.
وتساءل الإعلامي العراقي محمد الجميلي عما إذا كان بمقدور المراقب أن يعوّل على كلام السوداني إن حربه على المخدرات لا تقل ضراوة عن حربه ضد الإرهاب.


محمد الجميلي: الكارثة الكبيرة أن حكومة السوداني شكلتها مليشيات الحشد وهي التاجر الأول للمخدرات في المنطقة، والتي تسيطر على منفذ القائم مع سوريا وتجارة المخدرات عبره أهم أعمالها إضافة إلى نقل الأسلحة الإيرانية

وقال “الكارثة الكبيرة أن حكومة السوداني شكلتها مليشيات الحشد وهي التاجر الأول للمخدرات في المنطقة، والتي تسيطر على منفذ القائم مع سوريا وتجارة المخدرات عبره أهم أعمالها إضافة إلى نقل الأسلحة الإيرانية”.
وأقتبس الجميلي اعتراف حاكم الزاملي “القيادي في التيار الصدري” بإن شخصيات رسمية كبيرة تنقل المخدرات بسياراتها الحكومية الخاصة عبر المنافذ الحدودية مع إيران.
وقال “المضحك المبكي أن إيران مشاركة في المؤتمر وهي التي ترعى تجارة المخدرات في المنطقة عبر مليشياتها وذيولها، ولا ننسى تصريح مدير شرطة البصرة رشيد فليح الشهير قبل سنوات بأن 80 بالمائة من المخدرات في العراق تدخل عبر منافذ إيران، كما أكد علي دواي محافظ ميسان قبل سنوات أن المخدرات تأتي من إيران”.
وتساءل الجميلي “كيف سنكافح المخدرات بمن يروجها ويتاجر بها، ويقول السوداني إنهم لن يتساهلوا في مواجهة المخدرات على المستوى القانوني ويا لها من نكتة سمجة يضحك منها تاجر المخدرات ابن لؤي الياسري الذي أخرج من السجن مع تلبسه بقضية المخدرات، والكارثة الأخرى أن دول الجوار كأنها مقتنعة بهذا المؤتمر”.
وفي آذار، أعلن العراق ضبط أكثر من ثلاثة ملايين حبة من الكبتاغون المخدرة على الحدود مع سوريا، هي نوع من الأمفيتامين المحفّز ازداد تهريبها بشكل كبير خلال السنوات الماضية في الشرق الأوسط.
وفي حزيران 2022، ضبطت القوات الأمنية طائرة شراعية كانت محملة مليون حبة كبتاغون قرب الحدود مع الكويت. وقبل ذلك بأشهر، أعلنت السلطات مصادرة ستة ملايين حبة من الكبتاغون.
وأواخر العام 2021، أعلنت وحدة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية أن محافظتي البصرة وميسان في جنوب العراق تحتلان الصدارة بين محافظات البلاد على صعيد تجارة المخدرات وتعاطيها.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى